محطة بوشهر النووية في أيدي خبراء ايرانيين

محطة بوشهر النووية في أيدي خبراء ايرانيين
الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٠٦ بتوقيت غرينتش

تسلمت إيران يوم الاثنين عمليات تشغيل محطة بوشهر النووية في جنوب البلاد من الروس ، هذه المحطة التي بدأ تنفيذها قبل أكثر من 35 عاما وانجزته روسيا. وقد دشنت المحطة عام 2010 وبدأت إنتاج الطاقة الكهربائية فيها عام 2011.

وأوضح رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية على اكبر صالحي أن المحطة ستبقى لسنتين اضافيتين “تحت ضمانة الطرف الروسي وسيبقى عدد من الخبراء الروس في الموقع لتقديم النصائح والدعم الفني’’.
وتبلغ الطاقة الانتاجية لمحطة بوشهر النووية الف ميغاواط من الكهرباء، ومن الممكن أن توسع ايران منشآتها النووية المدنية مع بناء محطة ثانية في بوشهر تبلغ قدرتها الف ميغاواط ويتولى الروس ايضا تشييدها. وأعلن  صالحي أن “المفاوضات مستمرة مع الروس وقد أحرزت تقدما كبيرا” مضيفا أن الاشغال “ستبدأ قريبا” بدون تحديد تاريخ معين.
وكان عدد من دول الخليج الفارسي قد أعرب عن تخوفه وقلقه من احتمال تسربات اشعاعية صادرة من  المحطة أو حصول تصدع نتيجة لتعرضها لزلزال مشككة بمراعاة  معايير السلامة النووية في المحطة .
إن خطوة دول مجلس التعاون في إثارة الشكوك بشأن عدم مراعاة معايير السلامة في محطة بوشهر، هي في الحقيقة خطوة سياسية ناجمة عن مواقفها السلبية من قدرات ايران المتنامية في المنطقة، بينما ترى هذه الدول انها تمتلك المال ولكنها تظل تابعة للامريكيين والغربيين ورهينة لمواقفهم وغير قادرة من التخلص من التبعية للغربيين لان أي محاولة منها للخروج من تحت مظلة الامريكيين والغربيين يمكن أن يؤدي الى مواجهتها مشاكل كبرى لا قدرة لديها على تحملها، وإن تجربة ايران في تحدي الولايات المتحدة والغرب لخير دليل على ذلك.
وقد رد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية في مراسم تسلم المحطة على المشككين بسلامة محطة بوشهر النووية قائلا إن المحطة لا تشكل خطرا على دول الخليج الفارسي مؤكدا أن المحطة مبنية طبقا لمواصفات ومعايير السلامة النووية وقد روعيت فيها كافة الاجراءات لتكون آمنة تماما .
واقترح رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية على دول الخليج الفارسي أن تبعث بخبرائها الى ايران لزيارة المحطة وأن يروا بأم أعينهم الاجراءات التي اتخذت لضمان سلامتها، مؤكدا ان المحطة لا تشكل أي خطر على دول الجوار مشيرا الى ان ايران تهتم بسلامة سکان مدينة بوشهر الذین یعیشون الى جوار المحطة وهي اكثر حرصا على سلامتهم.
ان تسلم الخبراء الايرانيين لمحطة بوشهر النووية من أجل تشغيلها دليل على القدرات الكبيرة للايرانيين في ادارة المحطة وأمثالها من المنشات النووية، والتي يحار الامريكيون والغربيون من قدرات الايرانيين في الاعتماد على انفسهم واستغنائهم عن الخبرات الامريكية والغربية ولهذا السبب نرى ان الولايات المتحدة والغرب تتهم ايران بالعمل على استخدام المنشآت النووية لاغراض عسكرية وتتهم طهران بصنع القنبلة الذرية وهي ذريعة تستخدمها الولايات المتحدة والاوروبيين لفرض المزيد من العقوبات على ايران للحيلولة دون قيام الخبراء الايرانيين بتشغيل المنشآت النووية لتكون ايران محتاجة الى خبرات الامريكيين والغربيين.
ولكن ايران مصممة على المضي في طريق تشغيل منشآتها النووية بأيدي خبرائها الذين لا يقلون خبرة عن نظرائهم الامريكيين والاوروبيين، وان اصرار الايرانيين على تشغيل محطاتهم النووية ستكون درسا للمسلمين والعرب خاصة لكي يعتمدوا على انفسهم ويعتمدوا على خبرات شبابهم وعدم الاعتماد على الامريكيين والغربيين في مجال التقنية النووية لان الامريكيين والغربيين لا يريدون للشعوب المسلمة التقدم في المجالات العلمية والتكنولوجية لكي يبقوا دائما بحاجة الى التكنولوجيا الامريكية والاوروبية .
شاكر كسرائي