ماذا وراء ضجة التجسس الاميركي في الاعلام؟+فيديو ومقابلة

الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٧:٤٥ بتوقيت غرينتش

لندن-28-10-2013– قلل خبير سياسي من اهمية وجدية اهتمام الدول الغربية بفضيحة التجسس الاميركي خاصة على القادة والزعماء الاوروبيين، واعتبر ذلك بانه يأتي في اطار ضجة اعلامية لامتصاص غضب الشعوب ولن ينتج عنه اي اجراء فعلي ، وحذر من ان التجسس الاميركي على الاتصالات والانترنت يهدد استقلال الدول ، داعيا الى اقامة شبكة اتصالات مستقلة عن الشبكة العالمية التي تسيطر عليها حاليا الولايات المتحدة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي يحيى حرب لقناتنا الاحد : الرئيس الاميركي ليس الوحيد الذي هو على علم بعمليات التجسس هذه ، بل الحقيقة هي ان كل الزعماء الاوروبيين يعرفون ذلك ومنذ وقت طويل ، لكن ما أثار الضجة اليوم هو فضح هذه العمليات من قبل عميل الاستخبارات الاميركية اللاجئ في روسيا ادوارد سنودن الذي فضح هذه العمليات.

واضاف حرب : كل هذا نفاق سياسي عالمي ، وهم يعرفون ان اميركا تتجسس على كل الناس ، لكنهم الان  شعروا بالاحراج امام جماهيرهم ، ولكي يمتصوا النقمة الشعبية يصعدون هذه الحملة الاعلامية التي لن ينتج عنها اي اجراء فعلي.

واوضح الكاتب والمحلل السياسي يحيى حرب : ان دليله على ذلك هو ان ما جرى الخميس في القمة الاوروبية في بروكسل التي تم تخصيصها لفضيحة التجسس ، لم يصدر عنها اي اجراء او طلب عملي من الادارة الاميركية لوقف هذه العمليات التجسسية او الحد منها على المواطنين في اوروبا والدول الحليفة لاميركا بشكل خاص.

وتابع حرب : بل اننا سمعنا تصريحا لرئيس الوزراء البريطاني يعتبر ان الضجة المثارة حول هذا الموضوع تضر بالامن القومي وتساعد الارهاب ، بمعنى انه يقف الى جانب اميركا وهذه العمليات التي تقوم بها الولايات المتحدة.

وشدد على ان الثقة الشعبية بالادارة الاميركية تهتز ، وهي في حالات دنيا، وليس هناك ثقة كبيرة في اوساط الشعوب الاوروبية بالادارة الاميركية ولا حتى بحكوماتها ، لكنه نوه الى ان العلاقات بين الدول محكومة بمصالح ، والمسألة ليست مزاجا شعبيا او رأيا عاما.

واعتبر حرب ان القضية محكومة بمصالح ، حيث تدرك هذه الدول بان مصالحها الان هي في ان تبقى الولايات المتحدة زعيمة هذا العالم ، مشيرا الى اننا نحنت المعنيون في دولنا ومجتمعاتنا اكثر من غيرنا في هذه الفضيحة.

وتساءل : اذا كانت اميركا تتجسس على حلفائها بهذا الشكل ، فكيف يمكن ان تفعل ذلك مع الدول المختلفة معها والعدوة لها ،عبر ما تملكه من اجهزة حديثة.

وحذر حرب من ان هذه القضية تهدد استقلال الدول ، داعيا الى تحرك جدي في محلس الامن وفي الجمعية العامة للامم المتحد تجرم هطه الممارسات وتمنع حصولها ، كما دعا الدول المستقلة الى اقامة شبكة  اتصالات مستقلة عن الشبكة العمول بها حاليا ، حيث ان كل الاتصالات في العالم مربوطة بعقدة اساسية موجودة في الولايات المتحدة المسماة الانترنت عبر الاقمار الاصطناعية وغيرها ما يسهل رصد كل الاتصالات واسرار العالم.

واشار الكاتب والمحلل السياسي يحيى حرب الى ان هناك بوادر لذلك من قبل روسيا والصين والبرازيل وجنوب افريقيا (دول البريكس) بالاضافة الى ايران.
MKH-27-22:48