لماذا لا تثق ايران بالوعود الاميركية ؟

لماذا لا تثق ايران بالوعود الاميركية ؟
الإثنين ٠٤ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٣٢ بتوقيت غرينتش

طهران - 4/11/2013 : اكد الخبير السياسي الايراني أمير موسوي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في طهران ان قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي عندما ينتقد الولايات المتحدة ويعرب عن عدم الثقة بوعودها يستند الى تجربة طويلة امتدت نحو 35 عاما من الصراع السياسي للجمهورية الاسلامية مع الولايات المتحدة وما سبق ذلك من مواقف اميركية عدائية للشعب الايراني .

واشار موسوي الى ان الجانب الاميركي لا يستسيغ وجود قوة اسلامية صاعدة من بين الدول الاسلامية في المنطقة ، وبالتالي فهو يحاول المراوغة والامتناع عن اعطاء الامتيازات التي هي حق مشروع للشعب الايراني والتي صودرت في ظل الهيمنة الاميركية .
وتابع موسوي قائلا : ان المفاوض الايراني يدرك جيدا خيوط اللعبة وبالتالي انه ماض في العملية التفاوضية مع الغرب على قاعدة التوازن والتزامن ، اي ان المفاوضات يجب ان تكون متوازنة في الاخذ والعطاء ، بحيث ان ايران اذا قامت بخطوة فانها ستطالب الطرف الاخر بخطوة مماثلة وبصورة متزامنة ، وبالتالي فان التوازن والتزامن هو شعار الجانب الايراني في هذه المفاوضات ولا يمكن أن يتراجع عنه .
واشار الخبير الايراني الى ان الدول الغربية ادركت واذعنت لهذا المطلب الايراني في جنيف قبل ثلاثة أسابيع وسيتم استكمال ذلك في جنيف ايضا الاسبوع الحالي .
وقال موسوي ان ايران ترحب بالحوار والتفاهم اذا كان الطرف الاخر جاد في ذلك موضحا ان ايران تعطي الفرصة للمقابل وقد أعطت هذه الفرصة في وقت سابق في عهد الرئيس خاتمي ، وهذا ما اشار اليه قائد الثورة في خطابه الاخير عندما ذكر ان ايران وافقت على تعليق التخصيب وتعاونت بالكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، لكن الملاحظ ان الغربيين لم يفوا بالتزاماتهم في الاتفاقيات التي أبرمت ، بل انهم وضعوا ايران في محور الشر مقابل كل هذا التعاون .
واشار الخبير السياسي الايراني الى أن ثلاث اتفاقيات وقعت مع الغرب سابقا وكان الرئيس الحالي حسن روحاني هو كبير المفاوضين الايرانيين مع الترويكا الاوروبية انذاك ووقع مع الجانب الاوروبي اتفاقية باريس واتفاقية سعد اباد واتفاقية بروكسل ، ونفذت ايران ما عليها من التزامات في هذه الاتفاقيات لكن الجانب الاوروبي لم يلتزم .
واعتبر موسوي ان الاميركي يعلم ان ايران تخوض التفاوض من أجل انتزاع حقوقها المشروعة لا من اجل التخلي عن الثوابت والمبادئ لكنه يحاول ان يتجاهل ذلك دون فائدة لان الظروف فرضت نفسها على الولايات المتحدة بسبب قوة ايران وتماسك صفها الداخلي قيادة وشعبا واصرارها على التمسك بحقوقها ، اضف الى ذلك انها امتصت التأثيرات السلبية للحظر ولم تدع العقوبات الاقتصادية تؤثر على قرارها السياسي .
Ma.19:58.4