ايران وتحذيرات نتنياهو للغرب

ايران وتحذيرات نتنياهو للغرب
الجمعة ٠٨ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

المحادثات بين ايران ومجموعة 5+1 تتواصل، وتحرز تقدما كما أن الحوار بين ايران والولايات المتحدة يسير جيدا والجانبان يسعيان الى التوصل الى اتفاق بشأن القضايا الثنائية.

وفي هذه الاثناء، يواصل رئيس الوزراء الاسرائيلي تحذيراته للامريكيين والاوروبيين بشأن المحادثات مع ايران وآخر تصريح أطلقه نتنياهو يوم أمس  الخميس وقال فيه ان اتفاقا نوويا بين ايران والقوى العالمية يتشكل في المحادثات في جنيف وسيكون إقراره "خطأ له أبعاد تاريخية .
وأضاف نتنياهو "تفهم اسرائيل انه توجد مقترحات على الطاولة في جنيف ستخفف الضغط عن ايران مقابل تنازلات ليست تنازلات على الاطلاق. سيسمح هذا الاقتراح لايران بالاحتفاظ على قدرات لصنع اسلحة نووية، وقال "تعارض اسرائيل تماما تلك المقترحات. أعتقد ان تبنيها سيكون خطأ له أبعاد تاريخية. يجب رفضها تماما.
نتنياهو الذي یجب ان یکون آخر من یتحدث عن ایران، ما فتيء يحذر الولايات المتحدة والبلدان الاوروبية من الاتفاق مع ايران ورفع العقوبات عنها، كما انه يتوعد ايران بالهجوم العسكري عليها منفردا اذا ما عارضت الولايات المتحدة   المشاركة في الهجوم.
ويبدو أن نتنياهو لم يقرأ ولم يتعلم من أخطاء صدام حسين وما جرها عليه حماقاته من ويلات نتيجة هجومه على ايران وهو ينسي الدروس التي أعطاه اياه كل من حزب الله وحركة حماس عندما هاجمت اسرائيل لبنان وقطاع غزة.
فرئيس الوزراء الاسرائيلي، الذي يخاف من قوة ايران وتزايد قدراتها التكنولوجية
لا يجد سبيلا الا تحذير الامريكيين والاوروبيين من الحوار والاتفاق مع ايران لانه يخشى ايران وقدراتها الذاتية التي حصلت عليها بسواعد شبابها وخبرائها النوويين الذين يواصلون تشغيل محطات الطاقة الذرية دون الحاجة الى مساعدة الخبراء الاجانب، وهو ينظر الى ايران ويرى ان قدراتها التكنولوجية تتوسع يوما بعد يوم وان الولايات المتحدة والبلدان الاوروبية لا سبيل امامهما سوى الحوار والاتفاق معها حول الملف النووي وبالتالي إلغاء العقوبات وإقامة علاقات متكافئة معها.
ان ايران، لا تأبه بتهديدات نتنياهو لانه واقرانه الاسرائيليين تعلموا كيف يبتزون الاخرين خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، وهم يدركون جيدا ان ايران تواصل خططها وبرامجها ولا تكترث لتصريحات الاسرائیلیین ، كما ان الخائب نتنياهو يفكر انه اصبح عرابا في المنطقة وعليه ان يقرر للدول الاخرى في المنطقة  ماذا يجب ان تفعل وما يجب ان لاتفعل، انه يرى ضعف العديد من الدول العربية  ورضوخها لتهديداته، ويظن ان ايران تخشى تهديداته وسترضخ لما يقرره مع نفسه.
ان ايران ردت على لسان قائد الثورة آية الله السيد علي خامنئي على تهديدات نتنياهو والقادة الصهاينة حيث قال القائد بالحرف الواحد:" ان الأمريكان اليوم وبسبب هيمنة الرأسماليين المقتدرين والشركات الصهيونية على الحكومة والكونغرس يتعاملون بأقصى درجات المجاملة مع الكيان الصهيوني المنحط، والمساكين مضطرون لمراعاتهم، لكننا لسنا مضطرين لمراعاتهم.
وأضاف: قلنا منذ اليوم الأول ونقولها اليوم أيضاً وسنقولها في المستقبل أيضاً: إننا نعتبر الكيان الصهيوني كياناً غير شرعي وابن حرام".
فعلى نتنياهو ان يحسب الف حساب عندما يتحدث عن ايران، وعندما يطلق تهديداته الجوفاء، لأن ايران لن تجامله كما تفعل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، وعلى البلدان الاخرى في المنطقة ان تفكر جيدا قبل ان تدعو الولايات المتحدة لوقف الحوار مع ايران، لأن ايران هي البلد الوحيد في المنطقة، التي تتودد اليها الدول الكبرى وتطلب صداقتها والدخول في حوار معها.

* شاكر كسرائي