المفاوضات النووية ونتنياهو و رائحة الشمع

المفاوضات النووية ونتنياهو و رائحة الشمع
الجمعة ٠٨ نوفمبر ٢٠١٣ - ١١:٥٨ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي ينتظر العالم اجمع سماع أخبار سارة ، قد تترشح في اية لحظة عن المفاوضات النووية الجارية بين الجمهورية الاسلامية في ايران ومجموعة 5+1 في جنيف، لابعاد المنطقة عن شبح خطر داهم قد يهدد استقرارها في اية لحظة بسبب أزمة مفتعلة، نرى إسرائيل، الوحيدة في العالم، لا يسرها ذلك، بل تكاد تتقطع من الغيظ وهي ترى بوادر اتفاق يلوح في افق هذه المفاوضات.

غضب إسرائيل، الذي تحول الى هستيريا، كما هو ظاهر على التصرفات والمواقف والتصريحات غير المألوفة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعود بالدرجة الاولى الى التغيير الذي طرأ على توجهات الرئيس الامريكي في تعامله مع قضايا المنطقة وفي مقدمتها إيران.
عدم فهم قادة الكيان الصهيوني للاسباب الحقيقة وراء هذا التوجه الامريكي الجديد، هو الذي جعل قادة الكيان وفي مقدمتهم نتنياهو، يظهرون بهذا المظهرالمضحك، وهو يعيدون ويكررون ذات العبارات المسرحية المحذرة من ايران وخطورتها على المنطقة والعالم، في الحاح طفولي ممل، وكأن الاخرين لا يرون ما يرونه هم.
ان نتنياهو لايريد ان يفهم، بل انه لا يفهم حقا، انه لم يعد في جعبة امريكا، حليفته الكبرى، من سلاح يمكن ان تستخدمة ضد ايران، فكل ما كان لديها استخدمته على مدى اكثر من ثلاثة عقود، والنتيجة خروج ايران من هذه المواجهة ، لاعبا اقيليما بل ودوليا قويا ومؤثرا لايمكن تجاهله في اية تسوية في منطقة الشرق الاوسط، وهذه حقيقة اصبحت واضحة كوضوح الشمس يعترف بها العالم اجمع وفي مقدمته امريكا التي تحاول الاقتراب من هذه القوة الاقليمية الكبرى والمسؤولة للخروج من الازمات التي خلقتها للمنطقة ولشعوبها، الا ان هذه الحقيقة الواضحة  مازالت عصية على ان تتقبلها عقلية كعقلية نتنياهو الذي ما برح يدور في ذات الدائرة التي كانت تدور فيها حليفته الكبرى قبل ان تغادرها مجبرة.
العجز الواضح لاستيعاب التطورات الاقليمية والدولية، الذي يعاني منه نتنياهو، بان وبشكل ملفت وهو يضع للقوى الكبرى التي تتفاوض معها ايران وبندية، شروطا وخطوطا حمر، واصفا اي اتفاق مع ايران بشأن برنامجها النووي بانه خطأ تاريخي، في الوقت الذي يسارع فيه وزير خارجية أمريكا جون كيري الزمن للوصول الى جنيف من اجل عدم تفويت فرصة الوصول الى اتفاق مع ايران ليكون بمثاية خارطة طريق لتسوية الازمة المفتعلة بشأن ملفها النووي.
نتنياهو العاجز عن فهم التطورات الاقليمية والدولية، مازال يرفع عقيرته محرظا حلفاءه للابقاء على الحظر الغربي الاحادي الجانب والظالم ضد الشعب الايراني، وعدم  الانخداع بالسياسة الايرانية !!، تلقى الرد المناسب من حلفائه وليس من ايران، فهذا المتحدث  باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، مايكل مان  يؤكد إن القوى العالمية "تحرز تقدما" في المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، فيما وصف مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية محادثات وكيلة وزارة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية ويندي شيرمان مع  نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي بانها كانت "محادثة جادة وجوهرية".
وفي محاولة واضحة لاستباق نتائج المفاوضات، رغم صعوبتها، اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما في مقابلة مع محطة تلفزيون إن بي سي نيوز الخميس، إن المجتمع الدولي قد يخفف العقوبات المفروضة على إيران بشكل طفيف في المراحل الاولى من التفاوض على اتفاق بشأن برنامج طهران النووي.
اخيرا، قيل ويقال الكثير عن شخصية قادة اسرائيل، واختلافهم الجوهري مع باقي قادة دول العالم، فهم مجموعة من الرجال وضعوا في لحطة تاريخية، في هذه المواقع بفضل تبني الغرب وفي مقدمته بريطانيا سابقا وامريكا لاحقا ، لكيانهم، ولاسباب معروفة، ويكفي ان يرفع هذا الغرب الغطاء السياسي او الاعلامي عنهم، ولو قليلا، حتى تطفو الطبيعة الحقيقية لهذه الشخصيات على السطح، فإذا هي سوقية وغبية الى درجة رهيبة، وما رائحة الشمع الاحمر الذي خُتم به عقل نتانياهو، التي اخذت تفوح وبشكل منفر هذه الايام، الا دليلا على ذلك.

بقلم ماجد حاتمي