هذا ما قصده «حزب الله» بـ«برقه ورعده»

هذا ما قصده «حزب الله» بـ«برقه ورعده»
الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٣:٢٨ بتوقيت غرينتش

فتح الكلام الناري الذي أطلقه رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد مؤخرا الأبواب على تفسيرات شتى، وأثار مروحة من التساؤلات في صفوف «14آذار» حول خلفيات اطلاق هذه «الصلية» من «صواريخ رعد» في هذا التوقيت بالذات.

وإذا كانت معظم الردود في فريق «14 آذار» قد التقت على وضع مواقف «البرق والرعد» هذه، في سياق التعبير عن خطاب متوتر وانفعالي يعكس مأزق «حزب الله» في سوريا، إلا ان العارفين ببواطن الامور في كواليس الحزب يؤكدون ان كل كلمة نطق بها رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» خرجت من عقل بارد برغم حرارتها اللغوية والسياسية، بالتالي فان الحزب تعمد توجيه رسالة مدروسة ومقصودة الى من يهمه الأمر، وهي وصلت بالفعل الى عنوانها، وحققت مبتغاها.

ويشدد الخبراء في قراءة خط الحزب على ان رسالته الشديدة اللهجة لم تكن موجهة أصلا الى الداخل اللبناني، ولذلك فهو لم يتوقف كثيرا عند التعليقات التي صدرت عن شخصيات في «14آذار»، بل ان احد قيادييه اكتفى بابتسامة عريضة عندما سئل عن تعليقه على اعتبار تلك الشخصيات ان مواقف رعد لا تنم أبدا عن قناعة الحزب بانتصار خياراته المحلية والاقليمية، كما يحاول الإيحاء في أدبياته السياسية.

وبوضوح أكثر، يرى المطلعون على دوافع تصعيد الحزب لنبرته، ان المراد من الصوت العالي هو ضمان وصول مداه الى الرياض وواشنطن بالدرجة الاولى، وليس الى بيت الوسط او معراب، مشيرين الى ان الحزب أراد ان يقول للعاصمتين انهما ترتكبان خطأ كبيرا، اذا افترضتا انه بالامكان لي ذراع الحزب عبر تشكيل حكومة من دونه، او عبر ضخ التكفيريين لمواجهته.

ويشير العارفون بما يدور في الظل الى ان الحزب كان حريصا على إفهام الولايات المتحدة والسعودية انه من الوهم الاعتقاد بامكانية استثمار مرحلة تنظيم الخلاف بين طهران وواشنطن لتغيير المعادلات السياسية في لبنان ومنح الرياض مكاسب على حساب الحزب.

ويعتبر هؤلاء انه، وكما أجهضت المقاومة في معركة القصير محاولة محاصرتها والالتفاف عليها من خلال التغلغل في خط ظهرها، فهي مستعدة لمواجهة أي محاولة مشابهة في مكان آخر، وهذا ما يفسر جزءا من كلام رعد عندما قال: «لقد قلبنا الطاولة عليكم في القصير»، محذرا من دفع الحزب الى الانتقال من الدفاع الى الهجوم.

ويشير المقربون من الحزب الى ان معادلة 9-9-6 تشكل ممرا الزاميا لاي حكومة جديدة، لانها الحد الأدنى المقبول، قياسا الى احجام القوى التي يتكون منها تحالف «8آذار» و«التيار الوطني الحر».

وهذه المعادلة الحكومية كانت حاضرة في اللقاء الذي عقد قبل ايام بين الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي في عين التينة، حيث تولى بري تشريح الصيغة المقترحة بالقلم والورقة، امام ضيفه.

ويقول بري لـ«السفير» ان قليلا من التمعن في صيغة 9-9-6، يُبين انها تشكل فرصة ذهبية لفريق «14 آذار»، يجب عليه عدم تفويتها، لان من شأنها ان ترفد مجموعة وزرائها التسعة، بأربعة أصوات إضافية تتمثل في رئيس الحكومة الآتي اصلا من نسيج «14 آذار» والوزير الذي سيسميه + حصة رئيس الجمهورية المكونة من وزيرين، ليصبح المجموع الفعلي لهذا الائتلاف 13 صوتا.

ويلفت بري الانتباه الى ان معنى هذه الحسبة هو ان «14 آذار» ستستحوذ على الارجحية في مجلس الوزراء من خلال حصولها دفعة واحدة على النصف + واحد، والثلث المعطل، ووزن رئيس مجلس الوزراء الذي يوازي بحد ذاته ثلثا معطلا لانه قادر على إسقاط الحكومة لوحده بالاستقالة، ما يتيح تلقائيا لفريق «14 آذار» وحلفائه التحكم بكل القرارات العادية والادارية التي تطغى عادة على جدول اعمال الجلسات، وتبقى هناك قرارات محددة بحاجة الى ثلثي مجلس الوزراء، تبعا لما يلحظه الدستور.

ويشير بري الى انه حاول تسهيل عملية تشكيل الحكومة وفق نظرية 8-8-8، على ان يكون ضمن الثمانية المحسوبين على حصة ميشال سليمان- تمام سلام – وليد جنبلاط وزير مركّب او مدوّر الزوايا، لكنهم رفضوا، ثم طُرحت تركيبة 9-9-6، فاعترضوا عليها ايضا، ما يدفعني الى التساؤل: يا ترى، ماذا يريدون؟

وأبعد من الساحة اللبنانية وزواريبها، يعرب بري عن اعتقاده انه في حال تم التوصل الى تفاهم مع إيران حول ملفها النووي، فهذا سيكون بمثابة انفجار نووي سياسي سيطال بآثاره الايجابية كل المنطقة، ومن ضمنها لبنان طبعا.

السفير-عماد مرمل