لماذا يبقى خيار السعودية استمرار الحرب على سورية ؟

لماذا يبقى خيار السعودية استمرار الحرب على سورية ؟
الإثنين ١٨ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠١:٥٥ بتوقيت غرينتش

بدأت الصورة تنقلب فمواقف الدول الغربية وبعض العربية التي كانت ترى في أزمة سورية فرصة لقلب نظام الحكم فيها تبدلت بشكل ملحوظ وسرعان ما اعترف من كان يهدد بالعدوان والتدخل العسكري والرهان على الحسم ضد الجيش السوري والرئيس الاسد بخطأ رهاناته وبات خيار الحل السياسي هو مطلبه على الاقل ظاهريا وإن كان البعض من هؤلاء ما زال يمول ويسلح التكفيريين . فكيف انقلبت الصورة ؟

تقرير... إيران وروسيا تنتقدان جامعة الدول العربية لسماحها لزعيم المعارضة السورية بشغل مقعد سورية الشاغر في القمة السنوية للجامعة، وقد وصفت إيران ذلك بانه سلوك خطير فيما قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركن إن تسليم مقعد سورية في الجامعة للائتلاف السوري المعارض لن يقدم أي مساعدة للتسوية السلمية للأزمة في سورية. القمة العربية في العاصمة القطرية الدوحة تقر تسليح المعارضة السورية وتقول في بيانها الختامي إن الدول العربية اتفقت أن من حق الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ان تدعم عسكرياً المقاتلين السوريين الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن باريس ولندن ستطلبان تقديم موعد للاجتماع المقبل للاتحاد الأوروبي حول حظر الأسلحة على سورية، وقال فابيوس أنه في حال عدم التوصل إلى إجماع ستقرر فرنسا وبريطانيا من جانب واحد تزويد المعارضة بالأسلحة.

في تحول كبير في مسار الأزمة السورية قررت الإدارة الأميركية بعد تردد تقديم الدعم العسكري للمعارضة المسلحة.

تسليح المجموعات المسلحة التكفيرية سرع في ارتكابها جرائم حرب  وأعمالا ضدّ الانسانية بسلاح اوروبي ومال من دول الخليج الفارسي

سوف نأكل من قلوبكم ومن كبودكم ... ونطالع قلوبهم لأكلها..... من يوم لآخر تندلع اشتباكات بين عناصر من تنظيم القاعدة أو ما يسمى بدولة الشام والعراق الإسلامية من جهة ومقاتلون من ألوية أحفاد الروس من جهة أخرى، وبحسب ما قاله مقاتلون في ألوية أحفاد الرسول أن حملهم السلاح لمواجهة مقاتلين من القاعدة جاء رداً على اعتداءاتها المتكررة على المدنيين.

"ضد أخواننا وأهلنا في سورية الله أكبر"

رغم تغاضي الغرب والدول العربية الحليفة له عن الجرائم التي يرتكبها التكفيريون علنا تم تجاهل الاتهام الرسمي السوري لهذه المجموعات باستخدام الأسلحة الكيميائية في خان العسل والغوطة وسارعت أميركا بالتهديد بشن عدوان عسكري على سورية . وبعد اتضاح عجزها عن ذلك بدأت واشنطن والغرب رحلة التحول .

قررت أن الولايات المتحدة يجب أن تتخذ خطوة ضد سورية لن يكون تدخل طويل مفتوح ولم يكن هناك اجتياح أرضي سيكون محدوداً.

وما لفت انتباه المراقبين للشأن السوري وصول وفد عسكري إيراني رفيع المستوى إلى دمشق للقيام بمهمة محدودة وهي صياغة خطة سورية إيرانية مشتركة إزاء أي عملية عسكرية أميركية إسرائيلية محتملة، هذه الخطوة الإيرانية جاءت بعد قيام وفد عسكري أميركي رفيع المستوى يمثل هيئة الأركان الأميركية بجولة زار خلالها السعودية وقطر والكويت والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، وناقش فيها مع القيادات العسكرية الخليجية احتمالات وقوع حرب إقليمية في المنطقة.

وفجأة وفي اجواء قمة العشرين انقلبت الموازين فأنكشفت المخارج للادارة الاميركية التي باتت تفتش عن حفظ ماء الوجه.

بعض المشاركين طلب مني تخصيص وقت واحتمال بحث مواضيع أخرى ملحة جداً في السياسة الدولة وخصوصاً الوضع المتعلق بسورية، وأقترح القيام بذلك على العشاء.

أتطلع إلى أجواء حوار فعال بين القادة فيما يتعلق بالوضع في سوريا وأعتقد أننا كلنا نتفق على أن استعمال السلاح الكيميائي في سورية ليس مأساة فحسب، إنما هو انتهاك للقانون الدولي.

فجأة حصل التحول ووافقت واشنطن على اقتراح روسي بالتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية .

هذه الوثائق عبارة عن حل وفرز ونحن قد حققنا الهدف يكمن في بسط السيطرة أو الرقابة على ترسانة الأسلحة الكيميائية في سورية.

دعم العالم الاتفاق وألغي العدوان الأميركي العسكري على سورية فتحفظت السعودية و الكيان الاسرائيلي والمسلحون التكفيريون الذين بدأت عمليات تصفيات عسكرية بينهم للسيطرة على المناطق الواقعة خارج سيطرة الدولة السورية .                                                                                                     

الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش في إعلان إمارة إسلامية في سورية لم يتوقف قتالها مع الجيش الحر مستمر وعدد القتلى في ازدياد.

ولمناقشة هذا الموضوع أرحب بالكاتب والمحلل السياسي د. عبدو اللقيس، أهلاً بك..

س: بداية د. السال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الإحباط السعودية الإسرائيلي التكفيري من هذا المتغير الدولي من سورية برأيك.

ج: أولاً السلام عليكم ورحمة الله.. نحن في هذه المرحلة نشهد حركة جديدة ظهرت بشكل جلي وواضح هي للثنائي التوأم الحركة الصهيونية وشقيقتها الوهابية التين نشأتا في مطلع القرن التاسع عشر من رحم الضبعة البريطانية. وبالتالي فإن تلازم هذين المشروعين في دعم إحداهما الأخرى وخاصة الحركة الوهابية السعودية التي احتلت أرض الحجاز منذ تلك الفترة حتى اليوم تعمل على بث كل أنواع الفتن والمكائد لصالح المشروع الصهيوني خاصة حينما يقع هذا المشروع الصهيوني في الأزمات الكبرى، وهذه الفترة تعتبر من أشد الأزمات التي يعاني منها المشروع الصهيوني عقبات كثيرة وخاصة بعد الإلتفافة الكبرى التي قامت الولايات المتحدة على الباطل وحلفها الشيطاني حينما وصلت المنطقة إلى قمة الذروة من التهديدات العسكرية والتي كانت لو دخلتها أميركا لدخلة في مغامرة مدمرة لها وللمنطقة أما وقد حصلت هذه الإلتفاتة الكبرى للولايات المتحدة على الباطل نحو العودة عن شن العدوان والتراجع عن العدوان على سورية الذي كان مطلباً صهيونياً وهابياً بدرجة أولى من أجل تفكيك غرف المنطقة والمحور المقاوم، فقد سمعنا صراخاً كثيراً من هذه الأطفال التي كانت قد تركتها أمها الأميركية جائعة للدماء دون أن تلتفت إلى مصالحها أبداً ولم تسكت أو تستريح قليلاً إلا أن بعثت لها أمها مرضعتها الأميركية كيري الذي جال على هؤلاء مهدءاً من روعهم بسبب ما حصل خاصة أن هذا الإحباط كان نتيجة للمواقف الحاسمة والجازمة التي أطلقت من الجمهورية الإسلامية بزعامة السيد الولي الفقيه حفظه الله القائد الخامنئي ومن كل محور المقاومة الذي أكد جهوزية مطلقة لخوض غمار هذه المعركة إلى النهاية ومن أجل منع حركة الاستعمار من تحقيق أطماعها في هذه المنطقة، لذلك أصيب هذا المحور الفاشل بهذا الهلع وهذا الإحباط ونراه الآن يضرب كمن ينطح الصخر برأسه بغية الاستمرار في مشروع الفتنة الذي لم يعد ينطلي على أحد لا على الداخل السوري ولا على المنطقة، وهو قد وصل إلى حافة الإفلاس.

س: هل تعتقد لو كان لدى هؤلاء مشروع يبدأ بضرب النظام في سورية وقد أسقط من يدهم وباتوا اليوم يخافون على مستقبلهم؟

ج: دون ادنى شك إنما يجري الآن من حاورات دولية ترسم معالمها فيما يسمى بجنيف 2 هي أشبه بما حصل في العام 45 في يالطا 1، أي أن جنيف 2 هو عبارة جديدة عن يالطا 2 التي ستعيد ترسيم حدود العالم الجديد بعد الهزائم التي منية بها الولايات المتحدة على الباطل وحلفها، وبالتالي فإن مسار الأمور المستقبلية الاستراتيجية هو طبعاً سيأتي على جثث هذه الدول التي كانت تراهن على سكر محور المقاومة وعلى رأسها الحركة الوهابية والصهيونية في المنطقة.

س: أمام ذلك هل ترى أن خريطة سياسية جديدة بدأت ترسم بعد هذه التحولات التي بدأت من سورية أم ربما هو بتفاؤل ليس بمكانه برأيك؟

ج: دون أدنى شك إن القادم من الأيام يؤكد دون أدنى فرصة للتراجع بأن المواقف الحاسمة للجمهورية الإسلامية فرضت تغيرات جزرية على مجمل حركة العلاقات الدولية، ولذلك اجتزبت إلى مواقفها الثابتة دولاً  كبرى  ودول إقليمية وشعوباً خارج منطقة الشرق الأوسط ودولاً  كذلك، وبالتالي فإن مصير العالم الجديد لن يبقى برأس واحد الذي أصبح مقطوعاً في هذه اليام ويتدحرج الجسد متألماً بسبب هذه الضربات المتكررة والناجحة لمحور المقاومة الذي أصبح يشكل خطاً عريضاً من السياسات الدولية الكبرى ضد الحركة الاستعمارية في أي مكان.