روسيا تقاتل وراء حدودها

روسيا تقاتل وراء حدودها
الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٥:٣٣ بتوقيت غرينتش

خصصت بعض الصحف الايرانية الصادرة الخميس بطهران، تغطيات تتعلق بالتطورات الدولية، صحيفة "تهران امروز" نشرت مقالا عن الصراع بين الغرب وروسيا، على أوكرانيا.

روسيا تقاتل وراء حدودها

أستهل الكاتب "حجت كاظمي" مقالته بالقول، ان مايجري اليوم في اوكرانيا، يذكرنا بحقبة الحرب الباردة بين المعسكرين  الشرقي والغربي. 

ان منطق الحرب الباردة هو منطق ذو مفهوم ازدواجي كان نابعا من الهويات الإيديولوجية المختلفة لكل من هاتين القوتين، حيث كانت بمثابة منافسة بين الجانبين الا ان ساحة هذه المنافسة كانت العالم كله.

وكانت نتيجة هذه المنافسة بين هاتين القوتين العالميتن توسيع نفوذهما في مواقع جغرافية متعددة خلال فترات زمنية متفاوتة.

ففي أقل من خمسين عاما من الحرب الباردة، عانت مناطق مختلفة من العالم مثل أذربيجان وإيران وألمانيا وشبه الجزيرة الكورية وتايوان وفيتنام ومصر وفلسطين واليمن وكوبا وكينيا وتشيلي ونيكاراغوا وأفغانستان وسلطنة عمان وبلدان اخرى، عانت من عدم الاستقرار وانعدام الامن.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي تحولت هذه الامبروطورية الى قوة دولية كبيرة وعادية، بالتالي فان توقعات ورغبات موسكو كانت لاتتطابق مع قدراتها وآلياتها المتاحة لها، ولهذا شاهدنا خلال الـ 20عاما الماضية، انحسار وتراجع روسيا باستمرار عن معاقلها التاريخية امام الغرب وعلى راسه اميركا.

ان روسيا اليوم بالاضافة الى مشاهدتها بلدان اوروبا الشرقية تحولت الى حلفاء اميركا، فانها ترى فقدانها لاصدقائها في البلقان وجنوب أسيا ايضا. واستمرت هذه المسيرة حتى وصلت الى الشرق الاوسط حيث فقدت روسيا ليبيا وان الغرب يحاول هذه الايام ان يسيطر على المعقل الاخير لروسيا في الشرق الاوسط اي سوريا.

الا ان القضية الاكثر إيلاما فان روسيا ومنذ فترة طويلة تقاتل، ليست في أفريقيا او  في أميركا الاتينية، بل تقاتل وراء حدودها مع النفوذ الاميركي والاتحاد الاوروبي. 

ووصل هذا الصراع اليوم الى اوكرانيا، التي لها ميول اوربية واخرى روسية، ويحاول الغرب استمالة الشعب الاوكراني للانضمام اليها والابتعاد عن روسيا فيما تحاول روسيا اقناعها بالبقاء في معسكرها.

وفي هذا الصدد فان القرار الروسي بتقديم قرض قدره 15 مليار دولار الى أوكرانيا جاء من اجل  تهدئة اوضاعها، الا ان هذه الخطوة الروسية لايمكن لها ان تغيير قوانين اللعبة في هذا البلد.

وخلصت الصحيفة موضحة، على الرغم من الروس استطاعت تهميش الجماعات ذات الميول الغربية، الا ان مايجري في شوارع "كييف" يسىء الى غرورهم كثيرا.