التدخل الخائب

التدخل الخائب
الأحد ١٩ يناير ٢٠١٤ - ١٢:٤٩ بتوقيت غرينتش

لا تكف الولايات المتحدة عن التدخل في شؤون الآخرين، فذلك جزء من سياساتها وتاريخها، فهي لم تتخل أبداً عن سياسة العصا الغليظة في تعاملها مع أي دولة تعارضها أو لا ترضى أن تكون ذيلاً لها.

وهي لا تجد حرجاً في ممارسة أي أسلوب خارج عن طبيعة العلاقات الدولية أو الشرعية الدولية، طالما ترى أنه يحقق لها أهدافها، أكان من خلال الضغوط السياسية أو الاقتصادية، أو حتى من خلال التدخل المباشر بالغزو أو الحرب أو إثارة الفتن والأزمات الداخلية.

أجل، ليس غريباً كل ذلك على الولايات المتحدة، وهي لا ترى ضيراً حتى وإن كان تدخلها مكشوفاً وفجاً، ويسيء إلى صورتها وسمعتها ودورها، ويخلق حالة من الاستنكار والعداء لدى الشعوب المستهدفة.

إن إصرار الولايات المتحدة على التدخل في الشأن الداخلي المصري، ودس أنفها في ما لا يعنيها، أكان خلال التظاهرات المليونية التي أطاحت نظام "الإخوان"، أو خلال الاستفتاء على الدستور، والعمل على ابتزاز مصر وشعبها وحكومتها من خلال التهويل بمسألة المساعدات، وربطها بالعملية الديمقراطية . هو عمل شائن ويخرج عن الأصول الأخلاقية في العلاقات الدولية، لأن الولايات المتحدة تسعى بذلك إلى فرض إرادتها وسياساتها على الشعب المصري الذي حدد خياراته التي لا رجوع عنها.

يحق للولايات المتحدة أن تتخذ الموقف السياسي الذي تراه مناسباً، لكن لا يحق لها ممارسة هذا الابتزاز الذي لن يلقى صدى لدى الشعب المصري، بل هو مرفوض ومدان.

وإذا كان للسيادة والإرادة والاستقلال من ثمن، فقد قرر الشعب المصري أن يدفعه من دمه وعرقه، ولتذهب المساعدات وبئس المصير .
ثم إن الولايات المتحدة التي نصبت نفسها بالقوة حامية للديمقراطية، هي آخر من يحق له الحديث عن الديمقراطية التي تتحول بفضلها إلى حروب وفتن وتدمير دول وشعوب.

فلترفع الولايات المتحدة يدها عن مصر، لأنها لن تحصد إلا الخيبة والفشل .

*صحيفة الخليج الاماراتية