مخاوف من اغتيال المفكرين في ذكرى استشهاد العلامة البوطي

الأحد ٢٣ مارس ٢٠١٤ - ٠٦:٢١ بتوقيت غرينتش

دمشق (العالم) 2014.03.23 ـ في الذكرى السنوية لاستشهاد الدكتور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي أثارت الاغتيالات التي شهدتها سوريا في صفوف العلماء والعقول المفكرة ورجال الدين موجة غضب عارمة ومخاوف كثيرة من تزايد هذه الظاهرة في ظل استمرار دعم الإرهاب من قبل بعض الدول العربية والإقليمية.

وكان الشهيد البوطي عالم متخصص في العلوم الدينية ومن أبرز المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي كما يعتبر من أهم من يمثل التوجه الوسطي الذي يدعو للوحدة الإسلامية ونبذ العنف والتكفير في المجتماعت العربية والإسلامية.
وفي تصريح لمراسلنا أوضح الأب جبرائيل داوود من بطريركية السريان الأرثودوكس أن المخاوف من تغييب شيوخ وعلماء ورجال دين كانت شديدة "خاصة مارأيناه على الصعيدين الإسلامي والمسيحي حيث كانوا يقصدون الرموز الدينية لإخافة الشعب الآمن لطمس الروح المتفاهمة المحبة؛ لما لهذه الشخصيات من رمزية."
واستشهد الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي في 21 من شهر مارس/آذار الماضي عام 2013 بتفجير إرهابي وقع داخل جامع الإيمان بحي المزرعة وسط دمشق نفذ بواسطة انتحاري مجهز بحزام ناسف؛ ومعه عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المصلين.
ووصف رئيس مركز الدراسات للوحدة الإسلامية بدمشق الشيخ عبدالرحمن الضلع العلامة الشهيد البوطي على أنه "كان سنديانة  المشايخ في العالم الإسلامي ومرجعية للحق والوسطية والاعتدال في ظل الفتن والدماء عندما بدأت رؤوس جهال تفتي بقتل الإبرياء باسم لا إله إلا الله" مضيفاً: ونشاهد بأن صرخات الإمام الحسين مازالت تصرخ إلى أبناءنا بل إلى علماءنا وإلى الأجيال أن السادة لايموتون على الوسادة.
ولم يكن إمام دمشق الأكبر أول رجل دين يقتل بنار الإرهاب في سوريا فقد سبقته كوكبة من رجال الدين الإسلامي والمسيحي الذين استهدفهم المسلحون خلال الأعوام الماضية.
ويشكل موضوع اغتيال الأدمغة والكفاءات العلمية البارزة ورجال الدين في سوريا أمراً خطيراً اتخذه المسلحون لضرب النسيج الاجتماعي والديني في سوريا؛ فهذه الاغتيالات ستشكل فراغاً كبيراً سيؤثر على مستقبل البلاد حسب العديد من المراقبين.
22.03          FA