أکاذیب «الشرق الأوسط» ضد المقاومة تتفاعل في لبنان

أکاذیب «الشرق الأوسط» ضد المقاومة تتفاعل في لبنان
السبت ٢٩ مارس ٢٠١٤ - ١١:١٠ بتوقيت غرينتش

لم تنته قضیة الأکاذیب التي نشرتها صحیفة "الشرق الأوسط" السعودیة ضمن روایة بولیسیة عن وجود مقرات اعتقال وتعذیب لحزب الله في الطوابق السفلیة لمطار بیروت الدولي، وتفاعلت لدی الدوائر الرسمیة والوزارات المعنیة التي طالب بعضها بإحالة المطبوعة إلی المحاکمة.

وکانت الصحیفة السعودیة نشرت الأربعاء الماضي روایة بولیسیة من نسیج خیال وأوهام الکاتب السعودي حسین شبکشي، ادعی فیها أن امرأة عربیة کانت مغادرة مطار بیروت الدولي تعرضت للاعتقال من قبل عناصر أمنیة غیر رسمیة، وتم احتجازها ولمدة ثلاثة أیام في غرف مخصصة للاعتقال والتعذیب یدیرها حزب الله وهي شبیهة بمعتقل «غوانتانامو» قائمة تحت الأرض في الطوابق السفلیة للمطار حیث کانت تسمع أصوات معتقلین آخرین یتعرضون للتعذیب علی أیدي حزب الله، معتبرًا بناءً علی روایته هذه أن لبنان بات تحت الاحتلال.

وحاول شبکشي من خلال روایته الخیالیة الجدیدة النیل من حزب الله وتشویه صورة المقاومة في لبنان إلا أن حقده علی حزب الله أعمی بصیرته فأصاب به أولاً الحکومة اللبنانیة الجدیدة ممثلة برئیسها تمام سلام أحد أقطاب فریق «14 آذار»، کما أصاب ثلاث وزارات معنیة هي وزارة العدل التي یتولی حقیبتها اللواء أشرف ریفي وهو أیضَا من فریق «14 آذار»، ووزارة الداخلیة ممثلة بالوزیر نهاد المشنوق وهو أیضًا من فریق «14 آذار» والثلاثة أي سلام وریفي والمشنوق ینتمون سیاسیًا إلی «تیار المستقبل» برئاسة النائب سعد الحریري وتربطه وإیاهم علاقة ممتازة مع السعودیة، کما أصاب حقد شبکشي وزارة الأشغال العامة والنقل التي یتولی حقیبتها الوزیر غازی زعیتر القیادی في حرکة أمل.

وفیما التزم حزب الله الصمت وامتنع عن التعلیق علی الروایة البولیسیة للکاتب السعودي، علی اعتبار أن أحدًا لا یمکن أن یصدق أو یتقبل ما ورد في هذه الروایة الخیالیة من أوهام مهما کان مستوی تفکیره ساذجًا، فیما تولت الوزارات الثلاث التي طالتها أکاذیب الصحیفة الرد علیها بالنفي والتکذیب في حین أعلن وزیر الأشغال العامة والنقل غازي زعیتر المعني مباشرة بمطار بیروت الدولي أنه سیتابع هذا الموضوع قضائیًا.

**وزیر الأشغال العامة والنقل غازي زعیتر یدعو لملاحقة «الشرق الأوسط» قانونیًا

وقام الوزیر زعیتر أمس الجمعة بزیارة رسمیة إلی مطار بیروت والتقی المدیر العام للطیران المدني دانیال الهیبي وکبار الموظفین في المطار وعقد اجتماعات مع کل من دانیال الهیبي ونواب رئیس المطار أنجیل عواد، کمال شعیب، محمد شهاب الدین ومحمد ضوّ وریشارد مجاعص المدیر العام لشرکة طیران الشرق الأوسط للمناولة الأرضیة، العقید عبدالله ضاهر عن جهاز أمن المطار، ومستشار الوزیر سعید الحاج ومدیر مکتبه حسان جعفر، ورؤساء مصالح ودوائر ووحدات.

وبعد الزیارة نفی الوزیر زعیتر «نفیاً قاطعاً ما أوردته إحدی وسائل الإعلام منذ یومین عن وجود أماکن تحت الارض في المطار، تُستخدم للتعذیب من قبل جهات معیّنة»، مؤکدًا أن «هذا الخبر لا أساس له من الصحة علی الإطلاق»، کاشفًا عن أنه أثار هذا الموضوع خلال جلسة مجلس الوزراء أمس مع کل من وزیري العدل والداخلیة باعتبار أن وزیر الداخلیة هو مسؤول عن جهاز أمن المطار التابع لنطاق صلاحیاته.

وقال زعیتر: «هذا الملف سیتابع وستلاحق قانوناً کل وسیلة إعلامیة أو أي جهة کانت ومهما علا شأنها، عندما یثبت أن هذا الخبر هو عارٍ عن الصحة من هنا من المطار، أجدّد القول ان هذا الخبر عار عن الصحة جملة وتفصیلا، ولیس الهدف منه إلا تشویه سمعة مطار رفیق الحریري الدولي في بیروت، ویستهدف سمعة لبنان وفریق من اللبنانیین».

وأضاف: «بالنسبة إلی المطار لا توجد أي قوة سیاسیة او حزبیة فیه، إنما هناك إدارة للطیران المدني مکلفة من الدولة والحکومة اللبنانیة ومعیّنة من قبلها دعماً لإدارة المطار لکل اللبنانیین ولیس لفریق معیّن، کما هناك جهاز أمن المطار الذي یرعی شؤون الامن فیه وهو علی بیّنة من کل هذه الامور».

ولفت زعیتر إلی «عناوین أساسیة أهمها ما یتعلق بسلامة الطیران المدني وعمل هذا المرفق، إذ کما هو معروف عالمیاً، المطارات هي واجهة ومرآة البلد الذي یحضر الیه السائح او الزائر او المواطن وعمل المؤسسات الموجودة في المطار أساسي جداً، وأعد بمتابعة کل التفاصیل المتعلقة بواقع العمل في المطار مع الادارة المعنیة. وسیکون التعاون بشکل مطلق وکامل في ضوء الظروف والمعطیات التي لها علاقة بعمر الحکومة الحالیة وبالامکانات المتوفرة».

**وزارة الداخلیة تنفي أکاذیب «الشرق الأوسط»

وفي السیاق عینه نفت وزارة الداخلیة والبلدیات، ان تکون اي مواطنة عربیة قد تعرضت لعملیة احتجاز او توقیف من قبل عناصر غیر رسمیة في سجن في الطوابق السفلیة داخل حرم المطار.

وأوضحت الوزارة في بیان لها أن الوزیر نهاد المشنوق اجتمع مع رئیس جهاز امن مطار رفیق الحریري الدولي العمید جان طالوزیان، علی خلفیة مضمون المقال المنشور في صحیفة الشرق الاوسط في 26/3/2014 وما جاء في سیاقه من اخبار حول تعرض مواطنة عربیة للتوقیف في المطار من قبل عناصر غیر رسمیة وتعرضها للاحتجاز لایام، فيما ادعی المقال، انه سجن في الطوابق السفلیة داخل حرم المطار.

واضاف: یهم الوزیر المشنوق التأکید ان ما ورد في صحیفة الشرق الاوسط في سیاق مقال یرتب علی الدولة اللبنانیة وخصوصا علی وزیر الداخلیة مسؤولیة ونتائج قانونیة، داعیا الصحیفة المعنیة الی توخي الدقة في نشر هکذا معلومات.

وکشفت وزارة الداخلیة عن أن الوزیر المشنوق سارع الی التواصل شخصیا مع کاتب المقال في صحیفة الشرق الاوسط حسین شبکشي، وطلب منه تزویده بکامل هویة المواطنة العربیة لمتابعة ما ورد في المقال. إلا أن شبکشی امتنع عن کشف هویتها بطلب منها، علی حد قوله، وعلیه اعتبر المشنوق «ان المقالة الصحافیة لیست الوسیلة المناسبة ولا المکان الملائم لمتابعة قضیة بهذه الحساسیة ولا سیما اذا ما انطوت حیثیاتها علی الغموض والسریة بما یعیق امکانیة التوصل الی الحقیقة، صونا لحقوق اي مستخدم للمطار کما لسمعة الجمهوریة اللبنانیة».

وطلب المشنوق، من المدیریة العامة للأمن العام، ومن المدیریة العامة لقوی الأمن الداخلي ومن جهاز امن المطار فتح تحقیق فوري في الحادثة لکشف کل الملابسات المحیطة بها، وعرض النتائج علی الرأي العام بأسرع وقت ممکن، وتبین حتی الآن أن لا اساس من الصحة لما نشر في الصحیفة.

**وزیر العدل أشرف ریفي أحال مقال «الشرق الأوسط» إلی النیابة العامة

وأصدر وزیر العدل اللبناني، اللواء أشرف ریفي، قرارا أحال بموجبه مقال صحیفة «الشرق الأوسط» إلی النیابة العامة لـ«التحقیق في مدی صدقیة الوقائع الواردة فیه عن وجود معتقل فیه یدیره حزب الله».

وأعلنت «الوکالة الوطنیة للإعلام» الرسمیة اللبنانیة أن الوزیر ریفي «أحال مقال الکاتب حسین شبکشي، المتضمن وقائع عن حصول حال اعتقال وارتکابات في مطار رفیق الحریري الدولي، علی النیابة العامة التمییزیة، لإجراء التحقیق اللازم واتخاذ الاجراءات القانونیة المناسبة».