لماذا يتباكون على الديمقراطية في العراق ؟

لماذا يتباكون على الديمقراطية في العراق ؟
الأربعاء ٣٠ أبريل ٢٠١٤ - ٠٤:٤٢ بتوقيت غرينتش

اعجب من اناس يحملون اقلامهم ويكتبون مقالات ضد الانتخابات العراقية ويتباكون الان على ضياع الحرية والديمقراطية في العراق، وهم كانوا قبل سنوات يؤيدون خطوات الرئيس الضرورة صدام حسين في قمع العراقيين وقتلهم هم وافراد عائلاتهم بسبب رفضهم لحكومته الديكتاتورية واساليبه الوحشية في التعامل مع معارضيه.

هؤلاء اصبحوا اليوم بسبب سقوط سيدهم صدام حسين من انصار الحرية والديمقراطية  ويدعون الى مقاطعة الانتخابات البرلمانية ، لانها تسمح لجميع العراقيين بالترشح وانتخاب ممثليهم وهم يترحمون على زعيمهم المغوار الذي حكم العراق بالحديد والنار ولم يسمح لأحد من معارضيه بالعيش داخل العراق بل  اودعهم في السجون وعذبهم وتخلص منهم ودفنهم في قبور جماعية ولاحق من خرج منهم خارج  العراق وارسل زبانيته لاغتيالهم في لبنان والسودان وسوريا وغيرها لكي لا يبقى معارضا لحكومته على وجه الارض.

انصار وازلام صدام الذين كانوا يتنعمون بدولاراته وكانوا يسرحون ويمرحون في فنادق خمسة نجوم في بغداد ويسكرون ويعربدون في شارع ابو نواس هم اليوم يتباكون على صدام كما يتباكون على دولاراته التي جمعها افراد عائلة الرئيس الضرورة ولا زالوا ينفقونها على الارهابيين وازلام النظام السابق لكي يصنعوا القنابل و المتفجرات ويرسلونها هدية للشعب العراقي ويفجروا بها المواطنين العزل في شوارع بغداد والمدن العراقية من اجل ان يعارضوا الحكومة العراقية الحالية ويترحموا على ايام صدام .

الم تر الارهابيين من اعضاء ما يسمى " الدولة الاسلامية في العراق والشام " داعش " الاتين من سوريا بعد ان هزموا شرهزيمة هناك ، يتبنون عمليات  التفجير والقتل في المراكز الانتخابية في مختلف محافظات العراق حتى يثنوا العراقيين من التصويت والمشاركة في الانتخابات وهؤلاء ارادوا ان يحرروا سوريا  ولكنهم فشلوا وهم الان يريدون ان يقضوا على العملية الانتخابية في العراق لكي يمهدوا الطريق لحكم ديكتاتور جديد يطيل لحيته ويلبس ثياب قصيرة ويتشبه بالارهابيين السلفيين الاتين من اصقاع الدنيا ليحكموا العراق باسم الاسلام والاسلام بريء منهم ،  مثلما حكمها  صدام حسين لاكثر من ثلاثين عاما.

اعداء العراق يتمنون للانتخابات العراقية الفشل ، لكي يثبتوا للعالم بان الحكم الديكتاتوري والحكم القائم على تطبيق الافكار السلفية المتشددة والقائمة على ارهاب الشعوب هي الحل الامثل للعراق وشعبه .

لقد جرب الشعب العراقي حكم صدام والبعث في العراق ، و تحمل طوال ثلاثة عقود حكم الديكتاتور الذي عمم الفقر والمرض والكبت على كل العراقيين والان سوف لن يعود هذا الشعب الى عراق السبعينات والثمانينات والتسعينات ، عراق الخراب والدمار والبلاء والحكم الفردي ، انه سينتخب ممثليه وسيقول كلمته لكل من لا يريد للشعب العراقي الخير والمستقبل الوضاء وسيرفض تدخل الشيوخ والامراء في شؤون بلده وقد جرب الحكم الديمقراطي بعد سقوط البعث وسوف يحافظ على منجزاته رغم ما يشاهده من مشاكل ونواقص لا يخلو اي حكم منها .

ان اعداء العراق وخاصة اؤلئك الذين يعيشون بعيدا عن اجواء العراق ، والذين يكتبون المقالات في الصحف الصفراء ضد الحكم الجديد في العراق ، لم يزوروا العراق منذ سقوط سيدهم صدام ، ليروا الفرق بين الماضي والحاضر وما كسبه الشعب العراقي خلال السنوات الماضية ، ولكن اعداء العراق لا يطيقون الراحة والامن للشعب العراقي وهم مصممون على توتير الاجواء واشاعة الارهاب وسلب الامن والامان من العراقيين الشرفاء .

*شاكر كسرائي