عبداللهيان: مبادرة إيرانية لحل أزمة سوريا تتضمن الانتخابات

الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠١٤ - ٠٩:٥١ بتوقيت غرينتش

أكد مساعد وزیر الخارجیة الإیرانیة للشؤون العربیة والافریقیة حسين أميرعبداللهيان وجود مبادرة إيرانية من 4 بنود لحل الأزمة السورية من بينها إجراء الانتخابات في سوريا؛ معلناً إستعداد إيران للحضور في الانتخابات السورية بصفة مراقب.

وفند أمیرعبداللهیان في حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية مزاعم التدخل في الشؤون العراقية؛ مؤكداً أن العلاقات الإيرانية الخليجية ستشهد خلال الايام القادمة موجة جديدة من الزيارات المتبادلة.

* الانتخابات السورية
وحول الوضع السوري أشار أميرعبداللهيان إلى أن المحادثات السورية التي أقيمت تحت عنوان مؤتمر "جنيف" وصلت الى طريق بسبب المواقف غيرالواقعية لبعض الاطراف ومنها أميركا .
وأضاف: إن أميركا ومن خلال مواقفها التي كانت تفتقر للدقة والوقعية حاولت إنتزاع مقاليد الحكم في سوريا من حكومة بشار الأسد وتسليمها للمعارضة، في حين أن المعارضة المشاركة في مؤتمر جنيف لم تكن تمثل سوى 3 بالمائة من الشعب السوري؛ والكثير من اعضائها يفتقرون الى القاعدة الشعبية داخل سوريا.

* الأسد الرئيس القانوني حتى الانتخابات
وحول الانتخابات الرئاسية في سوريا قال أميرعبداللهيان: لقد قرر الرئيس السوري بشار الاسد اخيرا اجراء الانتخابات الرئاسية بعد تغلبه على التيارات الإرهابية، وهذا شأن داخلي يرجع إلى المسؤولين السوريين اتخاذ القرار بشانه .
وأضاف: نحن نعتبر الرئيس الأسد الرئيس الشرعي لسوريا حتى يتم إجراء الانتخابات ويختار الشعب السوري من يرأسه.

* فرصة لحل الأزمة السیاسية السورية
وأكد أن الفرصة باتت سانحة الآن لحل الأزمة السورية سياسياً؛ وقال: يمكن للذين يدعمون الحلول الدبلوماسية المشاركة في الانتخابات والعملية السياسية لكي يؤدوا دوراً إيجابيا.

* إستعداد إيران للحضور في الانتخابات السورية كمراقب
ونوه مساعد الخارجية الإيرانية إلى أن الانتخابات السورية يمكن أن تكون مشفوعة بنوع من المراقبة الدولية؛ وقال: نحن مستعدون لأداء دور في هذا الشأن.. نحن نرى أن الفرصة متاحة دائماً للتوصل إلى حل سياسي.. قرار الرئيس الأسد إجراء الانتخابات الرئاسية هو حل سياسي وليس حلاً عسكرياً وأمنيا.

* المبادرة الإيرانية للأزمة السورية
وأوضح أميرعبداللهيان أن إيران ومن خلال وزير خارجيتها قد تقدمت إلى الأمم المتحدة بمبادرة للمساعدة في حل الأزمة السورية سياسا مكونة من 4 بنود وقال إنها متواصلة في اتصالاتها مع الأخضر الإبراهيمي وسائر مسؤولي الأمم المتحدة لمتابعة هذا المشروع.
وبين أن إجراء الانتخابات هو احد البنود، وأضاف: نحن نتابع هذا المشروع بشكل جاد ونعمل على كسب الدعم الإقليمي والدولي لتطبيق هذه المبادرة.

* العلاقات الإيرانية الخليجية
ووصف مساعد وزیر الخارجیة الإیرانیة للشؤون العربیة والافریقیة علاقات طهران بدول مجلس تعاون الخليج الفارسي بالمتنامية وقال: إن إحدى استراتيجياتنا هي تنمية العلاقات وتوطيدها مع دول الجوار.
وأكد أميرعبداللهيان الاهتمام الخاص الذي توليه الجمهورية الإسلامية الخاص لدول الجوار خاصة دول الخليج الفارسي وقال: نسعى دوماً ومن خلال البرامج واللقاءات وبناء على مؤشراتهم الايجابية توجيه رسائل ايجابية إلى بلدان المنطقة. هذا فضلا عن ان علاقاتنا مع بعض الدول علاقات ممتازة ونموذجية مثل العلاقات مع سلطنة عمان والإمارات والكويت وقطر.

* علاقات طهران والرياض
ورداً على سؤال حول عدم تبال الزيارات بين المسؤولين الإيرانيين والسعوديين قال عبداللهيان: إننا ننظر إلى السعودية كبلد مهم في المنطقة؛ ولم تكن علاقاتنا مع سائر البلدان في الخليج الفارسي متأثرة كاملاً بعلاقاتنا مع الرياض.
وأضاف: قد تكون هذه المسألة مؤثرة في بعض الاحيان، ولكن كل بلد من بلدان الخليج الفارسي له هويته وشخصيته السياسية المستقلة وينظم علاقاته مع الجمهورية الإسلامية وفقاً لهويته.
وأكد أميرعبداللهيان: ان تبادل الزيارات مع دول الخليج الفارسي قد بدأت منذ بداية الحكومة الإيرانية الـ11 على مختلف المستويات، وسنشهد خلال الأيام القادمة موجة جديدة من تبادل الوفود بين مسؤولي الجمهورية الإسلامية ودول منطقة الخليج الفارسي.
وأوضح أن الأشهر الأخيرة شهدت عقد اللجنة العليا للتعاون الثنائي بين إيران والكويت وكذلك بين إيران والإمارات؛ كما أن العلاقات الإيرانية القطرية شهدت تحولاً في مسارها، وصرح قائلا: ندعم الحوار وتنمية العلاقات مع الاشقاء في السعودية، وكانت هناك مبادرات جادة وبناءة ومؤثرة من قبل الرئيس روحاني وكذلك من قبل وزير الخارجية في هذا الخصوص؛ وعلاقاتنا الآن هي في مستوى السفير.
وتابع: إننا وفي مقابل إشاراتنا الإيجابية تلقينا كذلك إشارات إيجابية ولكننا على المستوى الإعلامي بحاجة إلى وقت أطول.

نجاح الحكومة العراقية في إجراء الانتخابات
وأشار أمیرعبداللهیان إلى أن الحضور الفاعل للشعب العراقي في الانتخابات البرلمانية في كافة المحافظات، وفضلا عن انه مؤشر على دعم الشعب لبرلمانه، يدل ايضا على أن الحكومة العراقية نجحت في إجراء الانتخابات في ظل أجواء آمنة؛ وهذا مؤشر على قدرة الحكومة والجيش والشرطة والأجهزة الأمنية في العراق على إحلال الأمن في هذا البلد .
وأضاف: ان الانتخابات حملت للعالم رسالة مضمونها أن الشعب العراقي قال ومن خلال حضوره الحاشد عند صناديق الاقتراع "لا" للتدخل الأجنبي وللإرهاب.. مرحباً عبر ذلك بوحدته وسيادته على أرضه.
وأشار إلى أن الانتخابات النيابية العراقية جرت ولأول مرة من دون حضور القوات الأميركية وضمن ظروف الاستقلال السياسي والسيادي للحكومة التي قام الشعب العراقي بانتخابها.

* مزاعم التدخل الإيراني في العراق
وحول المزاعم بالتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية العراقية صرح أمیرعبداللهیان بالقول: أود أن أؤكد بصراحة أن للجمهورية الإسلامية نفوذاً معنوياً في المنطقة ومن ضمنها العراق؛ ويعود هذا النفوذ إلى القواسم التاريخية والثقافية والعقائدية والجغرافية للبلدين.
وقال: نرفض وبشدة المزاعم التي تفسر نفوذ الجمهورية الإسلامية في العراق على أنه تدخل في هذا البلد.. ولن ننسى أنه خلال حقبة احتلال الأميركان وحلفائهم للعراق بأكثر من 170 ألف جندي كانوا يدعون أيضاً أن إيران تتدخل في الشؤون العراقية.
وقال مساعد الخارجية الإيرانية: نحن نرى أن العلاقات الإيرانية العراقية بعد سقوط صدام كانت مرتكزة على حسن الجوار والصداقة والأخوة؛ وأود البوح بافتخار وبعال الصوت أن علاقات طهران وبغداد لم تتضمن لكلا الشعبين سوى الخير والاستقرار؛ ونحن سنواصل بجدية علاقاتنا الاستراتيجية مع العراق.

* دلالات تقدم دولة القانون في العراق
وأشار أميرعبداللهيان إلى التقدم الذي حققه ائتلاف دولة القانون في الانتخابات النيابية العراقية مؤكداً: ان تصدر ائتلاف دولة القانون لقائمة الانتخابات في بغداد العاصمة وبعض المحافظات المهمة العراقية وبعد دورتين من رئاسة المالكي للوزراء يشير إلى أن الشعب العراقي ورغم جميع المشاكل واثق وإلى حد كبير بأداء الحكومة وأنه يعقد الأمل كثيراً على أن يستطيع الساسة العراقيون من أداء دور بناء ومهم على صعيد إحلال الأمن وتحقيق التنمية والرقي في العراق.. وما تهتم له الجمهورية الإسلامية هو التوافق الذي سيحصل في البرلمان العراقي من أجل اختيار رؤساء البرلمان والجمهورية والوزراء.. فكل ما يقرره البرلمان المنتخب من قبل الشعب العراقي من المؤكد أنه يحظى بتأييد ودعم الجمهورية الإسلامية في إيران.
ورداً على سؤال حول الشخص المرشح لمنصب رئاسة الوزراء في العراق صرح عبداللهيان: كل مايتم الاتفاق عليه ضمن المسار القانوني في البرلمان العراقي بعنوان صوت نواب الشعب العراقي فهو يحظى بدعمنا وتأييدنا.
ورداً على تساؤل حول الأشخاص الذين يفضلهم لرئاسة الوزراء أو البرلمان العراقي قال عبداللهيان: ان العراق وخلال الأعوام الأخيرة ورغم الضغوط الخارجية والإقليمية الموجهة الموجهة ضد الحكومة العراقية، استطاع السيد المالكي من التغلب على المشاكل إلى حد كبير وأن يحقق نجاحات للعراق. نحن نرغب بأن يرأس الحكومة في العراق أشخاص يساعدون على إحلال الاستقرار والاستقلال والسيادة في العراق؛ ويتصدون للمجموعات والتيارات الإرهابية؛ كما يساعدون على إحلال السلام والرقي والاستقرار في البلاد وأقامة العلاقات المتوازنة مع الدول الإقليمية.