25 أیار ... انتصرت ایران !

25 أیار ... انتصرت ایران !
السبت ٢٤ مايو ٢٠١٤ - ٠٥:٠٤ بتوقيت غرينتش

لازلت اذكر تعلیق احد الدبلوماسیین العرب علی خبر تحریر الجنوب اللبناني من ید المحتلین الصهاینة في 25 أیار - مایو سنة 2000، عندما قال: "انتصرت ایران! "

فاختزل هذا الرجل توجهات نظامه بهذه العبارة، وهي ان القتال ضد الصهاینة وطرد المحتلین وتحریر الارض والانسان، هو المشروع الایراني الذي يواجه مشروع " الاعتدال" العربي المتستر علی الاحتلال والقابل به، بل الداعم له من اجل الهاء قوی التحریر العربیة وعدم توجهها نحو النظم الاستبدادیة في المنطقة..

ان تحریر الجنوب اللبناني في ملحمة أیار عام 2000 علی ید ابطال المقاومة الاسلامیة في لبنان وبدعم من كل القوی الوطنیة والتحریریة في لبنان والعالم، اعاد الی الاذهان والی الوعي، اهمیة مسألة العودة الی الذات وتحریر الانسان اولا، لان العبودية لا تصنع التاریخ.. والذین یخافون من الاشباح وحتی الحقائق في كل خطوة یریدون القیام بها، لا یمكنهم ان یقودوا امة نحو التحرر والخلاص..

تحریر الجنوب كان النصر الاول الذي سجله العرب في تاریخهم الحدیث ضد المحتلین الصهاینة وعملاءهم وداعمیهم الدولیین، لقد كانت هزیمة نكراء لا یزال الصهاينة یعانون من تداعیها.. انسحاب من مناطق احتلوها منذ 1978 دون جلسة مفاوضات واحدة او سطر اتفاقیة مذلة.. وهنا تكمن خطورة 25 أیار واهمیة الواقعة... فالحدث غیر الصورة والمسار وقلب الموازین وابطل كل مشاریع التسویة والاستسلام، اعاد الوعي للامة وكان هو نتیجة هذا الوعي في الوقت نفسه.. علمهم ان الحق لا یسترده من صافح الایادي الآثمة، وان المهم لیس فقط حمل البندقية، بل طهارة الید التي تضغط علی زنادها ..
25 أیار اعلان واضح بنهایة الهزائم واحتلال الاوطان وضم الاراضي.. لذلك لم یكن غریبا ان تبدأ المؤامرات ضد ابطال التحرير بكل شراسة وحقد ولؤم بعد ذاك التاريخ ...
وها هي اليوم سوريا الصمود تدفع ثمن دعمها ومساندتها للمقاومة ومشاركتها في الانتصار والتحرير.. من حجم المؤامرة ورد الفعل الانتقامي تتضح عظمة الحدث وأهميته..

لقد انتصرت ایران وانتصر لبنان وانتصر العرب والمسلمون.. انتصر الاحرار وكل القوی المناهضة للظلم.. وهزم الصهاینة والمحتلون وعملاءهم.. هزمت القوی الاستكباریة الظالمة وهزم الاعراب الممالون.. عبید كامب دیفید ووادي عربة ومشروع فاس..
ألف مبروك لرجال التحرير والانتصار وفي مقدمتهم سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله..

* مروة أبو محمد