الاختلاف بالمذهب لم یقلل من شأن السنة عند الإمام الخمیني (رض)

الاختلاف بالمذهب لم یقلل من شأن السنة عند الإمام الخمیني (رض)
الأحد ٠١ يونيو ٢٠١٤ - ٠١:٠٣ بتوقيت غرينتش

اکد العالم السني البارز في لبنان الشیخ ماهر حمود أن الاختلاف في المذهب لم یکن یقلل من شأن أهل السنة عند الإمام الخمیني قدس سره، والخلاف داخل صفوف القیادة أمر طبیعی عنده.

واعرب الشیخ ماهر حمود في حدیث مع وكالة الانباء الايرانية عن اعتزازه بلقاء الامام الخمیني (رض) خمس مرات، أربع منها کانت مع جمهور في حسینیة جمران، وقال : هذا الرجل أنا أحبه کثیرًا وأعلن في کل لحظة ان اختلافي معه في المذهب وعدم تقلیدي له في المذهب لا یقلل من شأني عنده.

وروی الشیخ حمود عن أحد لقاءاته بالإمام فقال: «وقتها تقدمنا لکي نسلم علیه صافحناه ووقفنا معه لحظات وقد أتصور وقتها السید عیسی الطبطبائي حدثًه عني أنني رجل من لبنان ولم أکن معروفا بالشکل الذي یجعله یخوض معي کلاما او شیئًا، انما ابتسم وهز رأسه».

الامام الخميني كان متواضعا جدا

واضاف الشيخ حمود : «المرة الخامسة والاخیرة التي التقیت فیها الإمام کانت في خریف 1987 بعد مؤتمر قداسة الحرمین حیث کان اجتماعا مصغرا، شارك فیه سماحة المرجع السید محمد حسین فضل الله وسماحة الشیخ المجاهد سعید شعبان والسید الکبیر المرحوم ساجد النقوي من باکستان وشخص آخر، إضافة الی سفیر ایران في السعودیة في ذلك الوقت محمد علي هادي وکانت جلسة رائعة اذکر منها أمرین مهمین سماحة السید محمد حسین فضل الله قال له أنت رجل مهم وقائد ثورة قال الإمام له انا لم افعل شیئا، الشعب هو الذي فعل. الشیخ سعید شعبان انتقد بعض الخلافات الموجودة في صف القیادة الإیرانیة فیقول له الامام الخمیني نحن ستون ملیونًا ومن الطبیعی ان یکون هناك بعض الخلافات».

وتابع الشیخ ماهر حمود: «الحقیقة انطبع هذا الحوار في ذهني کثیرا لانه دل علی تواضع کبیر للامام الخمیني وانکار للذات کما یقال وعرفان للجمهور وللشهداء وللعلماء الذین قدموا للثورة وفضلا عن هذا طبعا عن رؤیتنا لبیته والاغراض التي کان یستعملها کالرادیو والمسبحة... کلها امور تدل علی تواضع وزهد وصلة بالله في نفس الوقت».

احب هذا الرجل كثيرا وعدم تقليدي في المذهب لايقلل من شاني عنده

وقال الشیخ حمود: «طبعا هذا الرجل انا احبه کثیرا وأعلن في کل لحظة ان اختلافي معه في المذهب وعدم تقلیدي له في المذهب لا یقلل من شأني عنده، لأن الجزء الرئیسي من الاسلام المتعلق بالموقف السیاسي ومواجهة اسرائیل والاستکبار العالمي وهو أهم واصعب جزء في الاسلام.. هو قام بحمله علی أحسن وجه ودعا الامة الی ذلك.

وحول وصایاه وتعلیماته للبنانیین وخاصة لعلماء لبنان قال الشیخ حمود: «کانت کلمات عامة، أما الکلمات الخاصة فقد تکلمت عنها سابقا.. لا وقته کان یسمح ولا موقعنا کان یسمح للحوار الخاص.. بدون شك کلماته العامة کانت کافیة حقیقة والحمد لله اننا فهمناها ووعیناها ونقلناها الی جمهورنا المتواضع، ونحب ان نکون علی الطریق».

واضاف: «أظن ان کتاباتي الیومیة والاسبوعیة والخطب لا تزال تدل علی التزامنا بهذا الاتجاه وللتفاؤل المستقبلي حول مستقبل هذه الامة الذی یجب ان یمر في هذا الطریق، یعني لا أتصور أن یأتي وقت تلغي فیه هذه التجربة او ان تهمل وان یقال علی انها مبنیة علی باطل ثم یأتي بتجربة أخری لنستمر علی طریق فلسطین. الذي سیحصل هو ان هذه التجربة سیتم اتمامها بطریقة او بأخری.. الشعب الایراني والشعوب العربیة والفلسطینیین طبعا وغیرهم.. ولکن ان یأتي أحد یقول هذا کله خطأ مثلا لانه مرتبط بفهم مذهبي معین هذا خیال، الحقیقي والیقیني ان هذه التجربة ستؤسس لمرحلة زوال اسرائیل التي اصبحت قریبة انشاء الله».

الامام الخميني يشكل قفزة نحو الامام

وحول فکر الامام وحرکته الثوریة قال الشیخ حمود: «لا شك ان الإمام الخمیني یشکل قفزة نحو الأمام لم نکن نتوقعها في زماننا.. نحن ابناء حرکة اسلامیة واسعة کانت تطمح الی الحیاة السیاسیة ونعیش وقتها في عقدة نقص امام التیارات الیساریة التي حققت علی الصعید الوطني اکثر من الاسلامیین الذین کانوا منبوذین الی حد ما ومتهمین فی دینهم وغیر ذلك. الذي حصل انه فجأة عندما خرجت ثورة الامام الخمیني قضت عملیا علی الکثیر من الاوهام التي نشرت في حق الاسلام وأهم هذه الاوهام الشعار الذي کان یرفعه الیساریون، «الدین أفیون الشعوب»، جاءت هذه الثورة المتجددة والعظیمة واظهرت ان الدین لیس أفیونًا للشعوب بل محرك للثورات وللشعوب بالاتجاه الصحیح».

واضاف الشیخ حمود: «الأمر الثاني کان تشکیكا من العلمانیین والمستشرقین وغیرهم بان الاسلام غیر قادر علی ان یبني دولة في العصر الحدیث وهذا ایضا بسرعة ظهر انه لیس صحیحا.. الأمر الثالث لعله الأهم کانت التیارات والحرکات الاسلامیة او الدول التي تدعی انها اسلامیة، کانت تعتبر في الصف الامیرکي ضد الصف الیساري و المعسکر الشیوعی معتقدین ان الخطر الالحادي اکبر من الخطر الامبریالي والامیرکي، وفجأة ایضا ظهر الامام الخمیني بموقف واضح ضد الامیرکي والاسرائیلي لم یکن احد یستطیع ان یسابقه الیه».

ورای الشیخ حمود أن «هذه المواقف (مواقف الإمام) کلها کانت مغطاة بدعم شعبي واسع جدا کان یتمناه اي زعیم في العالم او اي ثورة یساریة او غیر یساریة فی العالم وبالتالی یعنی فعلا بسرعة وبأشهر قلیلة اصبح الاسلام علی الساحة السیاسیة فاعلا ومتقدما للآخرین ورافعا شعار فلسطین یقدمه علی کل الشعارات وصادق في ذلك کما ثبت فب السنوات الطویلة».

واضاف قائلاً: «بالتالي اشعرنا الامام الخمیني والثورة الاسلامیة اننا دخلنا في صلب الحیاة السیاسیة ومن بابها الواسع انما وبکل صراحة کنا ایضا نخشی من الالتباس الدیني في بعض المفاهیم التي یختلف علیها السنة والشیعة وکنا نخشی من الفتنة المذهبیة ومن التحریض المذهبي منذ الیوم الاول. وللاسف صدقت توقعاتنا وحُرکت في وجه الثورة الاسلامیة المشاعر المذهبیة البغیضة بل وحرکت الحرب المفروضة - حرب صدام التی دًعمت أمیرکیًا وعربیًا رجعیًا في وجه الثورة الاسلامیة التي لم تکن مستعدة لخوض معارك ولکنها استطاعت ان تقف وان تصد وان تحرك».

ايران لاتزال في الموقع الريادي في مكافحة اسرائيل واميركا  

واردف الشیخ حمود: «المهم بعد مرور 35 عاما حتی هذه اللحظة نشعر باننا نتقدم علی الطریق الصحیح وان کل الاتهامات المتراکمة علی الثورة الاسلامیة في ایران عملیا لمن یستطیع ان ینظر بعینین قد باءت بالفشل وان ایران لا تزال تحتفظ علی الموقع الریادي الاول في التحریض علی اسرائیل وامیرکا وفي دعوتها الی وحدة الامة نجحت في کثیر من المحطات ونجحت في المحطات الرئیسیة وقد لا تکون نجحت في میادین اخری طبعا هذا امر طبیعي».

واشار  الشیخ حمود إلی الاختلاف المذهبي حول بعض القضایا التي تحتاج إلی توافق وتفاهم حول القواسم المشترکة فیها من أجل توحید جمهور المسلمین، واکد «اننا نستطیع ان نتجاوز هذه المسألة في اول محطة حقیقیة جدیدة تسجل فیها المقاومة انتصارا حقیقیا علی اسرائیل او علی المؤامرة التي تحیق بنا، کما حصل هذا الانتصار علی المؤامرة في سوریا».

واختتم الشیخ حمود: «لکن انا بالتأکید أرفع شعارًا وأدعو الاسلامیین والوطنیین بعد فشل التجارب الاسلامیة الاخری والوطنیة الی اعتماد ایران وقیادة الامام الخامنئي في خط یصطف خلفه کل من یرید ان یحقق شیئا علی طریق فلسطین ولو اختلفنا علی بعض التفاصیل یعني کل یستطیع الاحتفاظ بطریقته وباجتهاداته السیاسیة والفقهیة لکن هذا هو الثابت الوحید منذ 35 عاما علی طریق فلسطین».