قادة "أركان الحر" في دير الزور "يبايعون داعش"!

قادة
الخميس ١٩ يونيو ٢٠١٤ - ٠٧:١١ بتوقيت غرينتش

"بايع" عدد من أبرز قادة "الجيش الحر" في دير الزور السورية تنظيم "داعش" في ضربة جديدة لـ"هيئة الأركان" فيما سحب التنظيم مسلحيه من مداخل مدينة دير الزور وسط أنباء عن اتفاق قريب بينه وبين "مجلس شورى مجاهدي الشرقية" لـ"فك الحصار عن مدنيي المدينة".

وشهدت جبهة دير الزور أمس تطورين بارزين؛ جاء الأول في صورة "بيعة" انضم بموجبها عدد من أبرز قيادات "هيئة الأركان في الجيش الحر" إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" فيما شكّل الثاني مفاجأة تمثّلت في فك "داعش" حصاره لمدينة دير الزور. وفي وقت متأخر من ليل أمس أكدت مصادر أهلية أن مسلحي التنظيم المتطرف قد انسحبوا من "دوار الحلبية" إلى "دوار المعامل" مع بقاء عدد قليل من العناصر للمراقبة.
وقال مصدر لصحيفة "الأخبار" اللبنانية إن "أنباء شبه مؤكدة يجري تداولها عن عقد اتفاق بين داعش ومجلس شورى الشرقية ينص على فتح معبر جسر السياسية أيضاً خلال اليومين القادمين وتسليم المعبر لأطراف محايدة بما يضمن استمرار دخول المواد الغذائية وتحييد المدنيين عن مضاعفات القتال بين الطرفين".
ورفض مصدر مرتبط بـ"داعش" نفي أو تأكيد حصول اتفاق في هذا الشأن مؤكداً في الوقت نفسه أن "الدولة حريصة على انتهاز أي فرصة لإصلاح حال المسلمين".

وقال المصدر إن "الإعلان عن اتفاق من هذا النوع في حال عقده يتم عادة عبر بيانٍ رسمي صادر عن الدولة". وأكد المصدر صحة الأنباء التي تحدثت عن "دخول سيارات تحمل مواد إغاثية عبر جسر السياسية إلى مدينة دير الزور بالتوافق بين ‏داعش ومجلس الشورى" وذلك في وقت سابق لانسحاب التنظيم من "دوار الحلبية". ويشار إلى أنّ دخول المساعدات قد اقتصر على المناطق الواقعة خارج سيطرة الدولة السورية.
إلى ذلك كُشف أمس عن انضمام عدد من أبرز العسكريين التابعين لـ"هيئة أركان الجيش الحر" في دير الزور إلى تنظيم "داعش" في خطوة تقوّض آخر وجود رمزي لـ"الأركان" في المحافظة.

وأكدت مصادر متعددة أن "قائد المجلس العسكري في ريف دير الزور التابع للأركان العقيد منير المطر وقائد ألوية الفاروق غنام الكردي وأبو هارون والرائد أبو عبد الرحمن مسؤولي مستودعات الذخيرة قد بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية". وسارع مناوئو "داعش" عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى مهاجمة "المبايعين" ووصفهم بـ"السارقين" و"العملاء" كما إلى مهاجمة التنظيم المتطرف الذي "قبل بيعة أشخاص كان ينعتهم بالكفر".
وقال مصدر مرتبط بـ"جبهة النصرة" إنّ "المجلس العسكري هو مجرد مجلس صوري والجبهة لم تستفد منه في حربها مع الخوارج رغم أنه أعلن وقوفه إلى جانبها". ووفقاً للمصدر فإن "المجلس أعلن في بيانٍ وقوفه إلى جانبنا في معارك دير الزور الأولى لكن هذا الإعلان جاء بالتزامن مع دحر الخوارج". وأضاف: "حين عاد الخوارج ليعيثوا فساداً في دير الزور التزم المجلس العسكري الصمت".
وقال مصدر مرتبط بـ"مجلس شورى مجاهدي الشرقية (مشمش)" إنّ "اتفاقاً سرياً كان قد عُقد بين المجلس وداعش بعد فضائح المجلس من سرقة الذخيرة والسلاح وسواها" حيث "أعلن المجلس أنه يلتزم الحياد ثم بدأت اجتماعات بينهم أكد خلالها المجلس وقوفه مع داعش مقابل ضمان سلامة المنشقين وعدم التعرض لهم". ووفقاً للمصدر فقد "حصلت البيعة فعلياً قبل عشرين يوماً". وقلّل المصدر من شأن هذه "البيعة" وتأثيرها في سير المعارك بين "داعش" و"مشمش". وقال إنّ "عمالة الأركان لداعش معروفة لدى الجميع في دير الزور منذ شهور طويلة وهم يتآمرون ويعملون معاً في السر".
بدوره أكّد مصدر مرتبط بـ"داعش" حدوث "البيعة" معتبراً أنها "نتيجة طبيعية للفتوحات التي يمنّ الله بها على مجاهدي الدولة". وقال المصدر إنّ "بيعات مباركة أخرى في طريقها إليكم. منها ما حصل وفي انتظار الكشف عنه ومنها ما يوشك حصوله".