داعش، إيران والإعلام المضلل

داعش، إيران والإعلام المضلل
الجمعة ٢٠ يونيو ٢٠١٤ - ٠٥:٠٣ بتوقيت غرينتش

كلما قويت شوكة إيران وزادت عظمتها وتوسعت صناعتها وتنوعت اختراعاتها واكتشافاتها وتعززت أدوارها في الشرق الاوسط والعالم وحظيت باحترام القوى الكبرى ، وتوددت اليها الولايات المتحدة واوروبا ، كلما ازداد الحاقدون والمعاندون حسدا وغيضا عليها.

عجيب أن ترى كتاب الصحف الصفراء يطلقون لاقلامهم العنان و يهاجمون ايران كلما كتبوا عن أحداث الشرق الاوسط والمنطقة العربية وخاصة العراق وسورية والجماعات الارهابية مثل داعش والقاعدة والنصرة ، وهم يحملونها وزر ما يجري في المنطقة وفي هذه البلدان من هزائم وانكسارات وانهيارات وازمات وفجائع وبلاوى، ويلصقون بها شتى التهم ومنها التدخل في شؤون البلدان العربية، وتحريض الاقليات فيها، والتحالف مع الامريكان والصهاينة ضد العرب والمسلمين و....

فهذا الحقد الأعمى يملأ قلوبهم وعيونهم وتراهم لا يطيقون التقدم الذي تحرزه ايران يوما بعد يوم في شتى المجالات في العلوم والفنون والصناعة والزراعة وصناعة الاسلحة والطائرات وطائرات بدون طيار والتقدم العلمي الذي تحوزه في مجالات الذرة والمفاعلات النووية وتخصيب اليورانيوم.

عجيب أن ترى دولا وحكومات بسبب حقدها على اتباع أهل البيت، تدعم داعش بالسلاح والمال وتهلل وتكبر عندما يقتل جلاوزة داعش والجماعات الارهابية الأخرى النساء والاطفال والشيوخ ويبقرون البطون ويقطعون الرؤوس ويعلقونها على واجهات المساجد والكنائس أو يركلونها بأقدامهم.

ولكن المضحك المبكي ان ترى الصحفيين من أتباع النظام السلفي الوهابي يغيرون المواقف حسب طلب أسيادهم ، فيوما يكتبون "بان داعش على ابواب بغداد لإسقاط حكومة المالكي"، و"داعش تحارب على 10 جبهات" ، وفي اليوم الثاني يكتب كبيرهم "بأن داعش صناعة ايرانية" ويكتب الآخر في اليوم التالي "بان داعش صناعة سورية " ،أو "خدمة أخيرة من داعش لايران" ، وهكذا لا يعرف القاريء أي موقف يتخذه كتاب النظام السلفي الوهابي من داعش وما حقيقة موقف النظام مما يجري في العراق من جرائم على يد داعش وأخواتها.

فالنظام الوهابي أيد يوما، ما قامت به داعش من احتلال الموصل وعندما اتهمه نوري المالكي بدعم الارهاب خرج وزير خارجيته بتصريح قال فيه "إن المملكة جرمت الإرهاب وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام".

ألم يكن هذا النظام هو الذي قدم الاسلحة وملايين الدولارات الى هذا التنظيم والجماعات الارهابية الاخرى مثل النصرة والقاعدة لتقاتل في سوريا ولتسقط النظام هناك ؟ ، ألم يكن مؤسس القاعدة بن لادن سعودي الجنسية ، ألم تؤسس القاعدة في افغانستان بأموال سعودية وبأمر من الامريكان ؟

ألم يعترف السعوديون بأن أتباعهم هم الذين هاجموا مركزي التجارة العالمية في نيويورك، فكيف لهؤلاء أن يفندوا ما اعترفوا به سابقا ؟.
إيران أعلنت على الملأ انها لن ترسل قوات الى العراق لضرب داعش ، وان على العراقيين ان يتدبروا أمورهم ويخرجوا داعش من أراضيهم، ايران أعلنت كذلك أنها لن تتباحث مع الامريكيين بشأن ما يجري في العراق وقد نددت بأعمال داعش الاجرامية والوحشية ومن يؤيدونها ويدعمونها.

ولكن لا يزال هناك حاقدون مرضى يهاجمون ايران ويرون بأن هجوم داعش على العراق هو في مصلحة ايران ويخدم أهدافها و يروجون للاخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام بأن ايران ارسلت قوات الى العراق لضرب داعش.

 *شاكر كسرائي