المتمردون الاكراد ينسحبون من تركيا نحو شمال العراق

المتمردون الاكراد ينسحبون من تركيا نحو شمال العراق
الأحد ٠٦ يوليو ٢٠١٤ - ٠٢:٢٧ بتوقيت غرينتش

يستانف المتمردون الاكراد انسحابهم من تركيا نحو شمال العراق بعد ان يتبنى البرلمان اصلاحات تهدف الى وضع حد لعقود من حركة التمرد، حسبما اوردت الصحف التركية السبت.

    وكانت الحكومة التركية تقدمت الاسبوع الماضي بمشروع اصلاح امام البرلمان يهدف الى تحريك عملية السلام المتوقفة مع الانفصاليين الاكراد من حزب العمال الكردستاني.
    واشاد زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان الذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة بالمبادرة معتبرا انها "تطور تاريخي".
    وينص مشروع الحكومة على تامين حماية قضائية لمسؤولين من البلاد يشاركون في المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا وقسم كبير من الاسرة الدولية منظمة ارهابية.
    كما ينص على اعادة تاهيل مقاتلي الحزب من خلال السماح للحكومة "باتخاذ الاجراءات الضرورية لعودتهم الى ديارهم ومشاركتهم واندماجهم في الحياة الاجتماعية".
    ومن المقرر ان يتم تبني النص في تموز/يوليو في البرلمان حيث يتمتع حزب العدالة والتنمية الحاكم بغالبية كبرى.
    ومن المفترض ان يستانف المقاتلون الاكراد انكفاءهم نحو قواعدهم العراقية في ايلول/سبتمبر بعد تبني مشروع القانون، بحسب صحيفة "حرييت".
    واوضحت الصحيفة ان العملية يجب ان تنتهي في غضون 18 شهرا.
    وبدات الحكومة التركية والمتمردون الاكراد محادثات في 2012 لوضع حد للنزاع الذي اوقع 45 الف قتيل في ثلاثة عقود. واعلن حزب العمال الكردستاني وقفا لاطلاق النار في اذار/مارس 2013، الا انه اوقف عمليات انسحاب مقاتليه في الصيف الماضي للتنديد ببطء المفاوضات الجارية.

وباتت تركيا التي اطلقت عملية سلام مع الاكراد على اراضيها تتقبل اقامة دولة كردية مستقلة في العراق الذي يعاني من النزاعات.
    وكانت انقرة في السابق تندد بفكرة اقامة دولة كردية مستقلة اذ تخشى ان تشمل حدود كردستان مناطق ذات غالبية من الاكراد في اراضيها.
    الا انها غيرت موقفها تدريجيا واقامت تحالفا مؤخرا مع اكراد العراق من اجل مواجهة تهديد الجهاديين المتزايد على حدودها والدفاع عن مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في كردستان العراق.
    واطلق رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي خرج عن سياسة اسلافه القائمة على الاعتماد على الجيش الذي كان يتمتع بنفوذ واسع، عملية سلام مع المتمردين الاكراد في تركيا وشجع على اصلاحات للحد من التمييز ضد الاكراد.
    ويامل اردوغان المرشح الى الانتخابات الرئاسية المقررة في العاشر من اب/اغسطس كسب تاييد داخل الاقلية الكردية المقدر عددها بنحو 15 مليون نسمة غالبيتهم من مناطق فقيرة في جنوب شرق البلاد.
    وقال بلغاي دومان خبير شؤون العراق في مركز الدراسات الاستراتيجية حول الشرق الاوسط ومقره في انقرة "دعم وحدة اراض العراق لم يعد يخدم مصالح تركيا. فتركيا تدرك ان العراق لا يمكن ان يظل متحدا".
    واضاف دومان لوكالة فرانس برس "ان تركيا ليس لها حليف افضل من الاكراد في المنطقة... فقيام دولة كردية مستقلة ستشكل منطقة عازلة لمواجهة التهديد الاسلامي".
    وتزايدت مخاوف انقرة بشكل كبير عندما استولى جهاديو "الدولة الاسلامية" على مناطق واسعة في شمال العراق واعلنوا اقامة "خلافة اسلامية" انطلاقا من الاراضي التي استولوا عليها في العراق وسوريا.
    وطلب رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني من برلمان هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي تنظيم استفتاء حول الاستقلال مما يفسح المجال امام تقسيم العراق.
    وقال دومان ان تركيا لم تعد تخشى ان تؤدي مطالب الاستقلال من قبل اكراد العراق الى اقامة كردستان كبيرة "لان "الاكراد في المنطقة ليسوا موحدين".
    كما تحمل تصريحات ادلى بها حسين جليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مؤخرا لصحيفة "فايننشال تايمز"، على الاعتقاد بان تركيا ستقبل اقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق.