هذا هو المرتضی

هذا هو المرتضی
الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠١٤ - ١١:٠٩ بتوقيت غرينتش

هذا هو المرتضی

هذا هوعلي علیه السلام

هو الإمام المرتضی علي بن أبي طالب علیه أفضل الصلاة و السلام نشأ الإمام فی حجر رسول الله صلى الله علیه وآله منذ نعومة أظفاره، وتغذّى من معین هدیه، فکان المتعلّم الوفیّ والأخ الزکیّ، وأوّل من آمن وصلّى وأصدق من تفانى فی سبیل ربّه وضحّى فی سبیل إنجاح رسالته فی أحرج لحظات صراعها مع الجاهلیة العاتیة في کلّ صورها فی العهدین المکّی والمدنی وفی حیاة الرسول وبعد رحیله ذائباً فی مبدئه ورسالته وجمیع قیمه مجسّداً للحقّ بکلّ شُعَبِه من دون أن یتخطّاها قید أنملة أو ینحرف عنها قید شعرة.

لقد آزر الإمام علیه السلام رسول الله منذ بدایة الدعوة، وجاهد معه جهاداً لا مثیل له فی تأریخ الدعوة المبارکة حتى تفرّى اللیل عن صُبحه وأسفر الحقّ عن محضه ونطق زعیم الدین وخرست شقاشق الشیاطین بعد أن مُنی بذؤبان العرب ومردة أهل الکتاب.
وبعد أن خطا الرسول الأعظم صلى الله علیه وآله لتغییر المجتمع الجاهلي خطواته المدهشة فی تلك الفترة القصیرة کان الطریق أمام الاسلام لبلوغ أهدافه الکبرى شاقاً وطویلاً یتطلّب التخطیط الکامل والقیادة الواعیة التی لا تقلّ عن شخصیة الرسول القائد إیماناً وکمالاً وإخلاصاً ودرایةً وحنکةً، وکان من الطبیعی للرسالة الخاتمة أن تخطّط لمستقبل هذه الدعوة التی تعتبر عصارة دعوات الأنبیاء جمیعاً ووریثة جهودهم وجهادهم المتواصل عبر التأریخ.. وهکذا کان إذ اختار النبیّ الخاتم صلى الله علیه وآله بأمر من الله سبحانه شخصاً رشّحه عمق وجوده فی کیان الدعوة حتى تفانى فی أهدافها وخلص من جمیع شوائب الجاهلیة ورواسبها وتحلّى بأعلى درجات الکفاءة وعیاً وإیماناً وإخلاصاً وتضحیةً فی سبیل الله.

لقد کان علیّ بن أبی طالب علیه السلام هو ذلك البدیل الذی أعدّه رسول الله صلى الله علیه وآله إعداداً رسالیاً خاصّاً لیحمّله المرجعیة الفکریة والسیاسیة من بعده، کی یواصل عملیة التغییر الطویلة الرائدة بمساندة القاعدة الواعیة التی أعدّها الرسول صلى الله علیه وآله له من المهاجرین والأنصار.
لقد کان النبیّ جعل علیّاً أمیناً على رسالته واُمّته ودولته،وکلّفه بحفظ الرسالة والشریعة کما کلّفه بتربیة الاُمّة الفتیّة وصیانة الدولة التي لم تترسخ جذورها بعد.

وتلخّصت مواقف هذا الإمام العظیم خلال خمسة وعشرین عاماً من المحنة وهو یلعق الصبر الأمرّ من العلقم – على حدّ تعبیره علیه السلام فی الحفاظ على وحدة الاُمّة الإسلامیة وعدم تصدّع الدولة النبویّة الفتیّة ولو بالتنازل عن حقّه الشرعی مؤقّتاً، وتقدیم المشورة للخلفاء وإسداء النصح لهم، مع التوجّه الى جمع القرآن وتفسیره، وتثقیف الاُمّة على مفاهیمه وتوعیتها على حقائقه، وکشف النقاب عن حقیقة المؤامرة التی دانت لها طوائف من المسلمین، والتصدّی لأخطاء الحکّام فی الفهم والتطبیق لأحکام الشریعة الإسلامیة، وإیجاد کتلة صالحة تؤمن بالتخطیط النبویّ الرائد للقیادة الإسلامیة، وتسهر على نشره وتبلیغه، وتضحّی من أجل تطبیقه وتنفیذه.

وأجهد الإمام علیه السلام نفسه على أن یحقّق بین الناس العدل الاجتماعی والسیاسی وفی طریق لا التواء فیه، وأن یسود الأمن والحریة والرخاء والاستقرار مع الاحتفاظ بوحدة الاُمّة مع السعی فی تربیتها وتعلیمها وإعطائها کامل حقوقها، وعزل الجهاز الإدرای الفاسد واستبداله بالولاة والعمّال الصالحین أو المعروفین بالصلاح ومراقبتهم أشدّ المراقبة، حیث أقصى عن دائرة المسؤولیة کل الانتهازییّن والطامعین، والتزم الصراحة والحقّ والصدق فی کلّ مجال، فلم یخادع ولم یوارب، فسار علیه السلام على منهاج أخیه وابن عمّه رسول الله صلى الله علیه وآله.
وبدأت تتحرّک کلّ القوى الطامعة والانتهازیة ضدّ الإمام، وإذا بالإمام بعد کفاح مریر یقع شهیداً مخضّباً بدمائه الطاهرة فی محراب عبادته وفی مسجد الکوفة وفی لیلة القدر من عام (۴۰) من الهجرة النبویة، إنّه الفوز بالشهادة والفوز بالثبات على القیم الرسالیة الفریدة والثبات على الحقّ اللاحب والجهاد فی سبیل إرساء قواعد الدین، إنّها ثورة القیم الإلهیة على القیم الجاهلیة بکل شُعبها وفروعها.
فسلام علیک یا أمیر المؤمنین وقائد الغر المحجّلین یوم ولدت ویوم رُبّیت فی حجر الرسالة، ویوم جاهدت من أجل أن تعلو رایة الإسلام خفّاقة، ویوم صبرت ونصحت، ویوم بویعت وحکمت، ویوم استشهدت وأنت تروّی بدمک الطاهر شجرة الإسلام الباسقة، ویوم تبعث حیّاً وأنت تحمل وسام الفوز فی أعلى علّیّین.

  - مؤاخاة الإمام علي (ع) مع النبي (ص)

 - ألقاب أمیر المؤمنین علي عليه السلام

 - من وصایا أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب (ع)

 - شهید المحراب

- صوت الحق و ضمیر الأمة و حامل لواء الإسلام الخالد

تصنيف :