جريمة قتل أبو خضير.. هل كان ممكنا تفادي وقوع ذلك؟

جريمة قتل أبو خضير.. هل كان ممكنا تفادي وقوع ذلك؟
الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠١٤ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

عادت جريمة قتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، من حي شعفاط في القدس المحتلة، لتحتل العناوين على إثر التقرير الذي تم بثه في القناة الإسرائيلية العاشرة حول موضوع جريمة القتل.

وتضمن التقرير لقاءات مع أفراد عائلة أبو خضير، والده ووالدته وأفراد من الشرطة الإسرائيلية، وتم خلال التقرير الكشف عن تفاصيل كثيرة مقلقة تتعلق بمسألة القتل التي كانت شرارة أعمال العنف في القدس التي لم تنطفئ حتى الآن.
وظهرت في التقرير شهادة المتهم الأول بجريمة الاختطاف، الشاب البالغ 29 عاماً، الذي استعان بصديقين قاصرين (16 عاماً): "قلنا، أخذوا ثلاثة منا، لنأخذ واحداً. وقررنا  مهاجمة واحد، أن نختطفه، أن نضربه بقوة ونتركه". والشيء المروع الذي كشف عنه التقرير هو أن الثلاثة بعد أن قتلوا أبو خضير وعادوا إلى بيوتهم، أحرقوا ثيابهم، عزفوا على الجيتار وخلدوا للنوم.
ويركز التقرير على مسألة إذا كان ممكناً تفادي وقوع جريمة القتل البشعة. وكما تم نشره سابقاً، حاولت الخلية التي اختطفت الفتى أن تختطف سابقاً شاباً آخر في اليوم الذي سبق جريمة القتل.
وتخلل التقرير مقابلة مع عائلة موسى زلوم، الطفل، إبن السبعة أعوام، الذي نجا من محاولة الاختطاف من قبل الخلية.

تحدثت والدة زلوم كيف أنها سمعت ابنها يناديها حين حاول المختطفون وضع حبل حول رقبته وإدخاله إلى السيارة. تحدثت الأم عن مقاومتها للخاطفين، الذين حطموا هاتفها المحمول.
الأمر المقلق هنا هو حقيقة أن والد زلوم، رامي، أشار  في الشكوى التي قدمتها العائلة إلى الشرطة، بعد محاولة الاختطاف،  إلى نوع سيارة الخاطفين - السيارة ذاتها التي تم وضع محمد أبو خضير فيها بعد يوم واحد.

وقال أحد ضباط الشرطة في رده على هذه الادعاءات إن بعض شهود العيان قالوا إن الخاطفين كانوا يتحدثون اللغة العربية وليس العبرية ولكن أبناء عائلة زلوم أنكروا هذه الأقوال.
الأمر المقلق الآخر هو محاولة الادعاء، بعد مقتل أبو خضير، أن هناك احتمالا أن يكون أفراد العائلة قد قاموا بعملية القتل بعد أن اكتشفوا أن الشاب كان مثلياً. مصدر ذلك الأمر كان ادعاءً لا صحة له بأن نادي "البيت المفتوح" في القدس، وهو مركز يهدف إلى توفير الدعم للشبان المثليين، نشر نعياً يخص موت أبو خضير.
واتضح بسرعة، وفي يوم ارتكاب جريمة القتل، أن ذلك ادعاء كاذب، وأعضاء "البيت المفتوح" قالوا إنهم لا يعرفون أبو خضير وإنه لم يكن معروفاً عنه إنه مثليّ. ويوجه التقرير نقداً كبيراً للشرطة بسبب تعاملها بشكل جدي مع هذا الادعاء الكاذب.
وقبل البث، قال مقدم البرنامج الذي نشر خلاله التقرير، الصحفي رافيف دروكر، إنه يتعرض لضغوطات كبيرة لكي لا ينشر التقرير في هذه الفترة المتوترة في القدس.

وقال دروكر إنه تلقى رسائل إلكترونية وردود فعل عديدة تطلب منه ألا يبث التقرير في الوقت الحالي، وإنه رفض رفضاً قاطعاً الاستجابة لذلك.
وقال دروكر إن الرسائل الإلكترونية التي تلقاها كتب فيها: "يمكنكم بث التقرير، إنما ليس الآن. هذا سيسبب المزيد من الاضطرابات. لا تفعلوا ذلك". وكان رده: "بالعكس، الطرح الناقد من قبل اليهود بخصوص جريمة قتل الشاب العربي يجب أن يمرر رسالة سلام للمجتمع العربي.. فقط بعد أن تبث القناة العاشرة ذلك سيتذكرون.. هنالك حدود لمدى إمكانية الاستهزاء بذكاء جميعنا".