تدريب تركيا للمسلحين ضد سوريا، سلوك تكتيكي ام استراتيجي؟فيديو

السبت ١٥ نوفمبر ٢٠١٤ - ٠٤:٢٨ بتوقيت غرينتش

دمشق (العالم) 2014/11/15- اكد كاتب ومحلل سياسي سوري ان تركيا تلعب دوراً تكتيكياً تنفيذياً في سوريا بما تأمره بها الولايات المتحدة الاميركية، وهو ما تجلى مؤخراً اعلان أنقرة عن تدريب الفي مسلح معارض سوري على الاراضي التركية استعدادا لارسالهم لمحاربة النظام السوري.

وقال ثائر ابراهيم في حديث مع قناة العالم الاخبارية اليوم السبت: ان الولايات المتحدة حاولت في الاردن والسعودية تدريب ممن تصفهم بالعناصر المسلحة المعتدلة ضد الدولة السورية، لكن يبدو ان تركيا ارادت ان يكون لها الدور الاكبر خاصة بعد انعدام وجودها في التحالف الدولي التي رفضت الانضمام اليه لضرب جماعة داعش الارهابية.

ورأى ان موافقة تركيا على الطلب الاميركي لتدريب المسلحين المعارضين لانعدام المكان او الدولة التي تتحمل مسؤولية هذا التدريب، مبيناً ان هذه الخطوة يريد الطرف التركي منها ان يبين من انه منخرط في ما وصفه بالعدوان ضد سوريا بشكل واضح.

ابراهيم: تركيا تلعب دوراً تكتيكياً تنفيذياً في سوريا بما تأمره بها الولايات المتحدة

وحول التصرف التركي ودخوله في هذه اللعبة الخطرة من تورطه في الازمة السورية، اكد ابراهيم، ان اردوغان له اجندة خاصة على المستوى التكتيكي وليس على مستوى الاستراتيجي، معتبراً ان كل الدول التي تشارك في التحالف الدولي، هي دول في كينونتها مركبة بالولايات المتحدة الاميركية، او في حكوماتها مركبة من قبل الولايات المتحدة، مشيراً الى ان هذه الدول التابعة لاميركا لا يمكنها ان تخرج عن النسق والاستراتيجية الاميركية التي تحددها وترسمها الامبريالية العالمية.

واستطرد قائلا: لكن في الدور التكتيكي هنالك من يريد ان يثبت للولايات المتحدة الاميركية بانه صاحب القوة الكبرى او الاداة التي تعتمدها الولايات المتحدة والتي يحظى هو بحمايتها، لذلك الطرف التركي يحاول ان يأخذ الصفة من السعودية او من الكيان الاسرائيلي او قطر او من الدول التي تتصارع اليوم على من هي الاكثر ولاء وخنوعاً لاميركا.

واعتبر ابراهيم، ان قيام الولايات المتحدة بانشاء تحالف دولي لضرب جماعة داعش الارهابية بانها عمليات استعراضية وتصب فقط في خانة تغيير التكتيك من اجل استمرار عمليات استنزاف الدولة السورية، اضافة الى العداء التركي لسوريا وعداء الاحلاف التي تدور في فلك الولايات المتحدة ضد وجود محور المقاومة وضد قلبه وهو الجمهورية العربية السورية.

واوضح، ان الرئيس الاميركي يعلم ان القضاء على جماعة داعش الارهابية سوف يفيد الدولة السورية ومحور المقاومة، لهذا يسعى عبر تهويل الارهاب على الارض السورية الى استنزاف الارض والدولة السورية حتى تنصاع فيها سوريا وتستسلم، مؤكداً انها سوف تنكفئ مع صمود الشعب السوري وصمود المحور المقاوم.

يشار الى ان صحيفة حرييت ديلي نيوز التركية ذكرت ان أنقرة وواشنطن وضعتا اللمسات الاخيرة على اتفاقهما بشأن تجهيز وتدريب حوالي الفي مسلح ممن تصفانها بالمعارضة السورية المعتدلة في وجه النظام السوري.

وقالت الصحيفة التركية نقلاً عن مصادر لم تحددها: ان تدريب مسلحي ما يسمى بالجيش الحر سيتم في مركز تدريب الدرك في كيرشهر جنوب شرقي العاصمة أنقرة، مؤكدة ان عسكريين اتراكاً واميركيين سيقومون بتدريب المسلحين، لكن معداتهم ونفقات التدريب ستتم تغطيتها بالكامل من قبل الولايات المتحدة الاميركية.

وقال مراقبون إن الاتفاق التركي الأميركي سيرفع من حظوظ ما يسمى بالجيش السوري الحر لقلب المعادلة الميدانية، في ظل هيمنة قوات النظام السوري على المعارك في اغلب المناطق السورية.
11/15- TOK