اسطرلاب 2015.. هكذا يرى المنجمون!

اسطرلاب 2015.. هكذا يرى المنجمون!
الأربعاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠٢:٢٨ بتوقيت غرينتش

في آب/ اغسطس 1990 عندما أحتل دكتاتور العراق، صدام حسین، دولة الكویت، لم یحتج الأمر الی كثیر من الوقت لتدخل القوی الدولیة وأذنابهم في المنطقة لطرد صدام حسین وتهدید نظام حكمه.. فخلال أقل من سبعة شهور انتهی كل شئ، رغم ان امكانیات صدام حسین آنذاك لاتقاس بما علیه "داعش" الیوم...

لم تجد الولایات المتحدة نفسها بحاجة الی مشاركة 60 دولة لكي تحارب في الكویت، ولا ندري لماذا كل هذه الحاجة الیوم المقاتلة جماعة منبوذة، یصدح الجمیع بأنها ارهابیة، خارجیة، ضالة حتی لو كانت تدعمها في السر أطراف محسوبة على أميركا!
هذا الامر یجعلنا نشك باصل المسالة كما یقال.. والاجندة التي یمثلها داعش..؟ فهل نسینا أشرطة بن لادن التي كانت تخرج كلما احتاجها جورج بوش الابن في اجنداته الانتخابیة او الاقلیمیة؟! الأمر نفسه يصدق اليوم بالنسبة لاوباما والدیمقراطیین!


قلنا منذ بدئ الازمة الاخیرة في العراق (سقوط الموصل) ان أميركا واذنابها في المنطقة كان لهم الدور الاساس في توجیه الارهاب الداعشي - البعثي نحو العراق لاجندات اقلیمیة معروفة، مؤامرة مفضوحة شارك فیها كل الطیف المعادي للعراق وسوریا في المنطقة، انتقاما لعدم انقیاد العراق ضمن أجندتهم الاقلیمیة.. والاّ، من این یدخل الارهابیون الی العراق وسوریا؟ ومن یبیع النفط الذي یسرقه "داعش" وغیره من آبار سوریا والعراق.. ومن یزود "داعش" والمجموعات الارهابیة التي تحالفت معه بالمال والسلاح؟ واین تقیم قیادات البعث المنحل وما یسمی هیئة علماء المسلمین والحزب الاسلامي (اخوان العراق) والجیش الاسلامي وغیرها من المجامیع الارهابیة، ألیست في العواصم الموالیة لأميركا بالمنطقة؟! ولماذا عجزت كل هذه الاقمار الاصطناعیة وأجهزة الاستخبارات في مواجهة داعش؟ ألیس لانها لم تواجه أساساً، بل تركته لحاجة في نفس يعقوب؟!

أقولها بصراحة ان الحدیث عن التحالف الدولي ضد "داعش"، هو أقرب الی المزحة السخیفة منه الی الحقیقة، ومن یصدقه يكون أكثر سخفاً، فالجمیع یدركون انهم مشاركون في لعبة، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، هدفها اعادة التواجد العسكري الأميركي في المنطقة والمشاركة في صناعة القرارات المصیریة المتعلقة بالأمن والطاقة والوقوف أمام القوی الصاعدة دولیاً واقلیمیاً.. اضافة الی أجندات داخلیة تتعلق بصراعات القوی والكارتلات الاقتصادیة داخل المنظومة الأميركیة.. لذلك:


1. سوف تستمر هذه الأزمة وهذه المناوشات بین "داعش" ومن یحرك "داعش" حتی الانتخابات الأميركیة القادمة نهایة 2016، ویجب أن لا نتوقع الكثیر خلال هذه الفترة، سوی العمل علی تقلیل الخسائر في صفوفنا، لاننا مستهدفون من قبل التحالف والدواعش على حد سواء، فما الأخير الاّ فزاعة وسوف أصرّ علی هذا التحلیل الی حین یثبت خلافه !
لقد اصبح الحشد الشعبي الیوم هو المستهدف الأول من خلال الارهاب والتحالف الأميركي الذي یدعي قتاله ولو نظرت الی قائمة الارهاب الاماراتیة والتي ستعتمدها جمیع البلدان الخلیجیة ستجد ان المستهدف فیها فصائل الحشد الشعبي...

2. نفس هذه الفترة تحتاجها الانفراجة في الوضع السوري، فلیس من السهل ان تتخلی الولایات المتحدة وفرنسا ومعها تركیا والسعودیة عن حلم اسقاط الرئیس بشار الاسد، بعد كل هذه الاموال والجهود التي بذلوها لاسقاطه وخلق معارضة في مواجهته.. الا ان ینحاز جانب من المعارضة مع المبادرة الروسیة - الایرانیة وبدعم من الاخوان المسلمین وبالضغط الروحي - التنظیمي علی تركیا الاردوغانیة.

3. بما ان لبنان دخل علی خط الأزمة الاقلیمیة، بل هو من أهم أسبابها بما تمثله المقاومة من ثقل اقليمي، فان قرار خروجه أصبح یرتبط بجملة مواقف اقلیمیة وخاصة الصراع الایراني - السعودي في المنطقة.

4.  قد یشكل سقوط حكومة نتانیاهو والیمین المتشدد في كیان العدو الصهیوني خطوة تهدئة بعد فترة التصعید الحالیة.. بما یتناسب مع التهدئة الاقلیمیة المرتقبة بین طهران والریاض والمدعومة من جانب الادارة الأميركیة وانخفاض منسوب المواجهة الأميركیة - الایرانیة.


5. أعتقد اننا علی مدی السنوات الثلاث المقبلة سنشهد حالة من "السلام المسلح" بین جمیع الأطراف،  فأما أن ینتهي الأمر الی حرب مدمرة هذه المرّة او اتفاق سلام یجنب المنطقة حروباً لفترة من الزمن، وان كنت اشك بالخیار الثاني واستبعد في الوقت ذاته الخیار الاول !!

6. أتصور أن حلّ مشكلة اغراق اسواق النفط بالفائض تكمن في المزید من الانتاج النفطي ليصل الى 40 دولاراً في البرميل! فالسعودیة واخواتها الخلیجیات وهم من یقفون وراء مؤامرة خفظ سعر برمیل النفط دون الـ 60 دولاراً، بدأ العجر يظهر في میزانیاتهم رغم الصنادیق السیادیة التي یمتلكها بعضهم والتي یتصورون انها ستقیهم من الفشل، لأن اقتصاداتهم ريعية تعتمد على النفط.. وأتصور انها فرصة جيدة لافراغ تلك الصنادیق !
طبعا لا یخلو الأمر من أضرار علی قاعدة "ان تكونوا تألمون فانهم یألمون وترجون من الله مالا یرجون"!

7.  رغم جمیع الاجراءات التي تقوم بها السعودیة والامارات داخل مجلس التعاون الخلیجي، فان المجلس المذكور یسیر نحو التفكك أكثر والتباین في المواقف، وكلما اشتد الاستقطاب الاقلیمي والدولي سینعكس الامر علی داخل المجلس، في حین ان الانفراجة في الاوضاع الاقلیمیة ستحافظ علی شكله العام وتقلل في الوقت ذاته من انشطته الخارجیة، بل ستتحول القمم الى مشاریع أكثر واقعیة علی مستوی الاقتصادات والبنی الداخلیة.. وأعتقد ان ضعف المجلس هو ما دعی بریطانیا الی العودة ثانیة الی شرق السویس الذي تركته منذ 43 عاماً وخاصة الخاصرة الخلیجیة الرخوة (یعني البحرین) التي تواجه انتفاضة جماهیریة سلمیة منذ فبرایر 2011.


8.  لو أنجزالاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة سيهرول الكثير من أعداء اليوم الى أحضان طهران وان تنقبوا بما يستر الوجوه.. او حتى بدونه! واذا لم ينجز فهناك أمر واقع لن تستطيع أميركا تجاوزه ولتستعد للمزيد من المواجهة هي وأقمارها في المنطقة...


9.  أقامة تحالف جديد في المنطقة والذي ظهرت بوادره من طهران يؤكد أن السفن تجري بما لايشتهيه الملاح الأميركي وأصحاب "اللنشات الخشبية" الخليجية.


10. حماس تعود الى أحضان الممانعة ومن راهنوا على الدوحة انتهت مفاعيلهم.. أقصد خط خالد مشعل فيها، بشرطين انتفاضة في الضفة المحتلة وانخراط الاخوان في العملية السياسية بسوريا!

11. ودمتم للنضال!!

 

بقلم: مروة ابو محمد