بالفيديو، لماذا بدأت مصر تتحرك منفردة لحل الازمة السورية؟

الإثنين ١٢ يناير ٢٠١٥ - ٠٥:٢٣ بتوقيت غرينتش

القاهرة (العالم) 2015/1/12- اكد خبير استراتيجي مصري، ان مصر باتت تتحرك بمنأى عما وصفه "التحالف المصري الخليجي" لحل الازمة السورية، مشيراً الى ان "التحالف الدولي" المزعوم لا يريد مساعدة الجيش العراقي لانهاء "الارهاب الاسود"، مشدداً على ان القيادة المصرية بدأت تقتنع بان اميركا لاتريد خيراً لدول المنطقة سوى الكيان الاسرائيلي فقط.

وقال يسري العزباوي في حديث مع قناة العالم الاخبارية اليوم الاثنين: ان الولايات المتحدة تريد تحت مسمى "التحالف الدولي" قطف الثمرة العراقية، الذي يتحمل العراق تكلفة شديدة نتيجة الوضع في سوريا بسبب الارهاب الذي جاء اليها من كل حدب وصوب، مشيراً الى ان هناك مشاورات الآن بين بغداد والقاهرة حول بلورة رؤيا ومبادرة مشتركة للدفع باتجاه انهاء الازمة السورية، خاصة وان النظام السوري لم يستطع ان ينهي الصراع عسكرياً لصالحه، وكذلك المعارضة والدول الاخرى لم تستطع ان تنهي المسألة.

واوضح العزباوي، انه من الافضل للجانبين في سوريا، هو تصفير الصراع فيما بينهما والوصول الى حل مشترك والجلوس على طاولة المفاوضات، مؤكداً ان لدى مصر نية حقيقية ليست فقط لمساعدة سوريا ولكن العراق على وجه التحديد، وهنأ تأتي أهمية زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للقاهرة، مشيراً الى ان المبادرة التي تنوي مصر طرحها ستكون رؤيتها واضحة المعالم ترضي جميع الاطراف بحيث تحافظ على وحدة الكيان السوري.

العزباويا: لقيادة المصرية بدأت تقتنع بان اميركا لاتريد خيراً لدول المنطقة سوى الكيان الاسرائيلي فقط.

واكد العزباوي، ان العبادي ركز في مباحثاته مع المسؤولين المصريين حول اربعة عناوين رئيسية، اولها يتمثل في التعاون بين القاهرة وبغداد لمواجهة "الارهاب الاسود" الاستحواذي الذي بات يحتل جزءاً من الاراضي العربية.

واوضح، ان العنوان الثاني هو التعاون الاقتصادي ما بين القاهرة وبغداد وتوطيد العلاقات الثنائية، واعادة الانفتاح مرة ثانية بين البلدين.

واستطرد قائلاً: والعنوان الثالث والابرز يتعلق بملف الازمة السورية على وجه التحديد حيث يأمل العبادي من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بان يكون هناك دوراً مصرياً فاعلاً لانهاء الازمة السورية بشكل سلمي، يحافظ على وحدة الاراضي السورية، خاصة وان مصر لها وجهة نظر مغايرة عن السعودية تجاه ما يحدث في سوريا، مشيراً الى ان القاهرة مازالت تتمسك بالتغيير السلمي للنظام السوري والحفاظ على وحدة الاراضي السورية حتى وان استمر هذا النظام الحالي.

وتابع الخبير الاستراتيجي، "اما العنوان الرابع وهو الابرز ايضاً كان التعاون ما بين حوزة النجف الاشرف وبين جامعة الازهر لاظهار الوجه السمح للدين الاسلامي، وايضاً الدور الذي يمكن ان تلعبه بغداد لتقريب وجهات النظر ما بين "طهران والقاهرة" وغيرها من الدول العربية"، واصفاً دول المنطقة كأنها سفينة واحدة، اذا غرقت فسوف تغرق الجميع، وعدوها هو عدو واحد.

وشدد العزباوي على ان القيادة المصرية بدأت تقتنع بأن الولايات المتحدة الاميركية لا تريد خيراً لأي دولة في هذه المنطقة سوى الكيان الاسرائيلي فقط.

واشار الى ان "هناك تعاطياً شديداً وتحركات مصرية لأول مرة تجاه انهاء الازمة السورية بشكل سلمي، حيث بدأت القاهرة تستضيف وتفتح افقاً سياسياً مع المعارضة السورية غير المسلحة ومع نظام الرئيس بشار الاسد للتوسط فيما بينهما، خاصة وان القاهرة لم تتورط في اي اراقة للدماء السورية، في ظل التقارب ما بين موسكو والقاهرة من جانب آخر، حيث تتطابق وجهات النظر بضرورة الابقاء على النظام السوري والدولة السورية، والتغيير السلمي".
1/12- TOK