في لقاء خاص مع العالم:

المعلم يؤكد نشوء مقاومة شعبية في جبهة الجولان المحتل

الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥ - ١٠:٣٥ بتوقيت غرينتش

دمشق (العالم) 9-2-2015- أكد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية السوري وليد المعلم نشوء مقاومة شعبية في جبهة الجولان المحتل.

وقال المعلم في مقابلة خاصة مع قناة العالم ان هناك مؤامرة دولية كونية تقودها الولايات المتحدة الاميركية منذ مايقارب 5 سنوات يتبعها الاتحاد الاوربي ودول في المنطقة مثل تركيا ودول عربية اقليمية منها بعض دول مجلس التعاون مؤكدا ان هذه المؤامرة تستهدف بالاساس موقف سوريا الصامد في وجه مخططات العدوان الاسرائيلي والهيمنة الاميركية التي اولويتها في المنطقة خدمة مصالح اسرائيل الامنية .
واضاف : ان اسرائيل تقف وراء كل مايجري في المنطقة .. وان " موشيه " يعالون " وزير الحرب الاسرائيلي " يتغنى بالتعاون بين اسرائيل وجبهة النصرة ويعتبر داعش ليست عدوا لاسرائيل  وبالفعل اسرائيل تقدم خدمات لوجستية وعسكرية لجبهة النصرة  مؤكدا انه " ماتحاول اسرائيل القيام به في الجولان المحتل جرت تجربته في جنوب لبنان وفشل بفضل المقاومة الاسلامية اللبنانية وان هذه السياسة الاسرائيلية قصيرة النظر لان تكرار محاولة الحزام الامني في جنوب لبنان في جبهة الجولان سوف تفشل ووجدنا ان هناك نشوب مقاومة شعبية من اهالي الجولان المحتل للتصدي لهذا المخطط كما ان هناك جهدا عسكريا يقوم به الجيش العربي السوري وهناك جهد عسكري تقوم به المقاومة الشعبية للتصدي لجبهة النصرة والمخططات الاسرائيلية .
 

جنيف 1 و2

واشار المعلم الى اجتماعات جنيف السابقة لتسوية الازمة السورية وقال : في جنيف 1 او جنيف 2 لم يكن الحوار "سوريا سوريا " بل كان الحوار بين وفد حكومي ودول يزيد عددها على 35 دولة كانت موجودة في جنيف بواجهة مايسمى الائتلاف السوري بمعنى ان الائتلاف لم يكن بمقدوره ان يقبل او يرفض شيئا الا بعد التشاور مع هذه المجموعة من الدول وهي وجدت في القاعة الخلفية لاجتماع جنيف ولذلك هل يعقل ان تجد سوريا واحدا عندما نقدم له مشروع قرار يطالب بالحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها يرفض هذه الورقة الا ان وفد الائتلاف رفضها لانه جاءت تعليمات لرفضها .. هم ظنوا انه في جنيف يذهب وفد الحكومة ويسلمهم السلطة الا انه خاب املهم .. في مؤتمر مونترو حشدوا 50 دولة ومع ذلك كانت النتيجة عكس ذلك وكان الهدف من ذهابنا الى جنيف هو مواجهة دول تدعم مايسمى الائتلاف .        
وحول وثيقة جنيف قال المعلم : وثيقة جنيف وضعت في عام 2012 ولم يكن احد من السوريين حاضرا ومع ذلك فيها مبادىء جيدة وفيها مبادىء تحتاج الى اعادة النظر خاصة بعد ظهور داعش وجبهة النصرة وزوال مايسمى الجيش الحر ولذلك وثيقة جنيف كل بنودها تتحدث عن توافق بمعنى اذا اردت ان تنفذ بندا يجب ان توافق الاطراف على هذا البند ولذلك وثيقة جنيف تحتاج الى مراجعة في ضوء اولوية مكافحة الارهاب.
 

مهمة دميستورا

واشار المعلم الى مهمة المبعوث الدولي الى سوريا استيفان دميستورا وقال ان ايا من المبعوثين الدوليين لم يتمكن من اجبار الدول التي تتامر على سوريا مثل تركيا والسعودية والاردن على ايقاف تدفق الارهابيين ووقف تمويلهم وتدريبهم بل بالعكس نجدهم كل يوم ياتي المزيد من الارهابيين من الشمال والجنوب .
واضاف ان القرار 2178 حول مكافحة الارهاب الذي صادق عليه مجلس الامن لم يتمكن من الزام الدول بتنفيذه وتجفيف منابع الارهاب بل بالعكس فان الولايات المتحدة خرقت هذا القرار بذريعة تدريب وتسليح "المعارضة المعتدلة " مؤكدا ان المزيد من الارهابيين سياتون الى سوريا ولذلك اذا لم يحظ المبعوث الدولي بدعم مجلس الامن والدول الدائمة العضوية ويساعدون في فرض قرارات مجلس الامن فان مهمته تبقى نظرية .
 

داعش لاتشكل خطرا على اسرائيل

وتابع : عندما تقول اسرائيل ان داعش لاتشكل خطرا عليها هذه الرسالة موجهة الى الولايات المتحدة .. كيف نشات داعش وكيف توسعت ، انهم جاؤوا عبر تركيا وبعلم الولايات المتحدة التي ظنت ان داعش وجبهة النصرة المنبثقتين عن القاعدة تستطيعان اسقاط النظام في سوريا ولذلك غطت الطرف عنهما وعندما خرجت داعش عن الارادة الاميركية وتطاولت لتصل الى اربيل حيث المصالح الاميركية الحيوية بدات اميركا تفكر بضرب داعش واصبحت داعش ارهابية ، ذات التجربة التي مرت في افغانستان عندما انشا تنظيم القاعدة بقيادة بن لادن ثم ارادت الولايات المتحدة  ، التخلص منها ، هي ذات التجرية .
وتسال المعلم : هل يعقل في ظل التكنولوجيا الحديثة ان نرى طائرات اميركية تلقي صناديق الذخيرة او المواد الغذائية والطبية بالخطا على مواقع داعش ويتكرر هذا الخطا مؤكدا ان داعش لاتنتهي الا بحرب برية مدعومة من الجو وهذا مايقوم به الجيش العراقي والجيش السوري حاليا بفارق بسيط بحيث ان الجيش العراقي يحارب داعش فقط الا ان الجيش السوري يحارب اكثر من 70 تنظيما ارهابيا مسلحا بالاضافة الى داعش وجبهة النصرة .
ورفض المعلم مشاركة القوات الاجنبية في الحرب البرية ضد التنظيمات الارهابية في سوريا وقال ان هذا الرفض هو لسببين ، السبب الاول ان لدينا جيشا هو من يقوم بهذه المهمة ولدينا دفاع شعبي وقبل كل ذلك لدينا  شعب عربي سوري صامد لذلك لانحتاج من احد ان ياتي بقواتهم البرية ، مانطلبه من المجتمع الدولي ان يقوم فعلا بتجفيف منابع الارهاب ، اي ان يضبط الاردن حدوده مع سوريا وان تضبط تركيا حدودها مع سوريا وسنرى ان الجيش العربي السوري قادرعلى هزيمة داعش وجبهة النصرة .
واضاف : الاردن واسرائيل يشتركان في دعم جبهة النصرة والمجموعات الارهابية الاخرى بارسال اعداد كبيرة من هؤلاء عبر الحدود وكلما اصيب واحد يذهب للعلاج الى مستشفيات اسرائيلية  ، ثانيا ، نحن حساسون جدا لموضوع السيادة الوطنية ولانقبل من احد خرق سيادتنا الوطنية .
 

وقف القتال في حلب

وحول وقف القتال في حلب قال المعلم : ان المشكلة  التي يواجهها دميستورا  في وقف القتال في حلب هي مع الفصائل المسلحة الموجودة في المدينة وهي متعددة ، ولاءاتها متعددة ايضا ولذلك عليه ان يضمن لاءات هذه المجموعات ان تنسجم معه .. نحن مانطمح اليه هو قف سفك الدماء والتجميد نوافق عليه لكن لابد ان يؤدي الى خروج المسلحين من المدينة وخاصة الاجانب منهم وثانيا تسليم اسلحتهم مؤكدا ان هذه المجموعات يجب ان تتفاوض مع الدول التي تدعمها لتضمن موافقة هذه المجموعات ولتضمن هذه الدول ايضا بانها تلتزم بقرارات مجلس الامن تحت الفصل السابع .
وتابع : الا انه ليس هناك جدية من هذه الدول ومع الاسف ،  يقولون في الاعلام انهم يدعمون خطة دميستورا لكن في الواقع هم يحبطونها مؤكدا : في الشمال عبر الحدود التركية يصل بين 700 او الف ارهابي شهريا  لينضموا الى داعش وفي الجنوب يقول الاردنيون  بانهم لايسمحون للارهابيين بالعبور الا انه ياتي عبر الحدود الاردنية مجموعات ارهابية بسياراتهم واسلحتهم وعندما يعودون يقتلون من قبل قوات الامن الاردنية ولذلك ليس هناك جدية في مكافحة الارهاب وكل هذه القضايا تعود الى الولايات المتحدة لان هذه الدول  لاتملك قرارا مستقلا لانها تنسجم مع توجهات الولايات المتحدة وهذه التوجهات تخدم في النهاية امن اسرائيل .
وحول الموقف التركي من سوريا  قال المعلم : ان تركيا وفي بداية مايسمى الربيع العربي ظنت انها من خلال دعم الاخوان المسلمين في تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن تستطيع ان تحقق الاحلام الامبراطوية العثمانية خاصة ان تنظيم الاخوان المسلمين الدولي مقره في اسطنبول وبالفعل في الاتصالات السورية التركية التي جرت في حزيران 2011 عندما كان احمد داود اوغلو وزير الخارجية ياتي ويذهب كان همه ان ياتي حزب الاخوان المسلمين ويشارك في السلطة ولكن اليوم وانا راهنت الكثيرين ان تركيا لايمكن ان تنضم الى التحالف الدولي لمحاربة داعش لاسباب عقائدية لان تركيا اليوم تشكل عمقا استراتيجيا لداعش ، تركيا اليوم تشكل السوق لتصريف سرقات داعش من النفط والقمح والسوري والعراقي في الاسواق التركية .. تركيا تشكل ايضا الملجا والمشفى لجرحى داعش وان كل قصة الرهائن الاتراك كانت مسرحية تذرعت بها تركيا حتى لاتشارك في التحالف ، ثم جاءت شروط اردوغان الثلاثة الشهيرة التي تتضمن ايجاد مناطق عازلة ومناطق حظر جوي واسقاط النظام في سوريا كلها طلبات تعجيزية تعكس طموحاته وفي نفس الوقت تعفيه من الانضمام الى التحالف الدولي .
 

العلاقات مع الاردن والسعودية ومصر

وحول العلاقات مع الاردن قال المعلم : الاردن يبقى دولة شقيقة ونحن في علاقاتنا نميز بين العلاقات مع الشعب الاردني الشقيق ومع الحكام ومع الاسف ان الاردن وبسبب الظروف الاقتصادية  انساق وراء مخطط خليجي سعودي يستهدف سوريا وهو يضرب عصفورين بحجر واحد بحيث يحصل على الدعم المالي لاقتصاده ويرضي الولايات المتحدة واسرائيل .
واضاف : ان كل بلد عربي فيه مايكفي من الخلايا الارهابية النائمة ولذلك فان المصلحة الوطنية للاردن والسعودية ودول الخليج " الفارسي " تقتضي التعاون من اجل مكافحة الارهاب لانه ليس احد بمناى عن هذا الارهاب متسائلا : كيف يكافح الاردن الارهاب في شمال سوريا والارهاب على حدوده يدعمه ، هذه المعادلة غير مقبولة .
وصرح : نحن قدمنا التعازي لاسرة الشهيد الكساسبة وللشعب الاردني الشقيق ودعونا الحكومة الاردنية للتعاون في مكافحة الارهاب الا انهم قالوا انهم يتعاونوا مع المعارضة المعتدلة ، اذا هم يستمرون في هذا الغي .
وحول العلاقات مع السعودية قال المعلم ان العلاقة مع السعودية مقطوعة حتى على مستوى التمثيل الدبلوماسي وبرغبة سعودية ولم يعد خافيا انه مايقدم للارهابيين من دعم في هذا المجال يعتمد على الدعم السعودي .
وصرح ان نشاة داعش بدات بالفكر الوهابي لذلك اكرر ان من مصلحة السعودية والشعب السعودي الشقيق ان يعاد النظر في هذه السياسة حرصا على امن الشعب السعودي .
وتابع : سوريا بفضل صمود شعبها وجيشها خرجت من اصعب ظروف الازمة والان تنظر الى المستقبل بشيء من التفاؤل لكن من اجل هذه الشعوب الاخرى التي سيرتد الارهاب اليها ، على الحكومة السعودية ان تعيد النظر قبل فوات الاوان .
واضاف : اليوم بعد ماجرى في فرنسا وتهديدات عواصم اخرى بدا الاوربيون يشعرون بالخطر من ارتداد الارهاب اليهم وهم لايخجلون بالتحدث عن ذلك بحيث بداوا يصدرون تشريعات وقوانين لضبط حدودهم والمسافرين من بلدانهم واكتشفوا خلايا نائمة عديدة .. اذن هناك حركة في المجتمع الدولي لاعادة النظر وان كانت بطيئة ولذلك على السعودية ان تقرا هذه المتغيرات بعد ماجرى في حدودها ووصول داعش اليها والتي قتلت جنودا سعوديين في الحدود السعودية – العراقية المشتركة .
وصرح المعلم : اذا توقفت السعودية عن تمويل الارهابيين ودعمهم بالسلاح ورافق ذلك رغبة ، سندرس اقامة العلاقات مع السعودية .
وحول العلاقات مع مصر قال المعلم : مصر امام خيارين ، اما ان تبقى في حجمها الراهن او ان تعود الى دورها الطليعي في المنطقة العربية سيما انما يقتل عناصر الجيش المصري في سيناء ومن يعتدي على امن مصر هم ذاتهم يعتدون في سوريا على امنها وجيشها الباسل .
 

العلاقات مع لبنان

وحول العلاقة مع لبنان قال المعلم : نحن مع العلاقة الاخوية والوثيقة مع لبنان الشقيق لكننا ندرك ان لبنان هناك اطراف فيه تتامر عليه ، هناك من يتامر على حزب الله وهو حركة مقاومة  رفعت رؤوس الامة العربية والاسلامية او يطالب بتسليم سلاح حزب الله او يعتبر مواجهة حزب الله مع اسرائيل تغيير في ميزان التوازن في المنطقة .. لبنان يتامر على بعض ابنائه الخلص فكيف على سوريا لذلك نحن في سوريا قرارنا هو من يمد يده لنا سيجد الترحيب ومن لايمد يده ندير ظهرنا له .
واضاف : ان الفئات في لبنان التي اتخذت قرارا يفرض اجراءات على دخول السوريين الى لبنان وهي اجراءات تتعارض مع ماهو قائم منذ الاستقلال في البلد ماذا نقول لها .. عمر هؤلاء قصير ودائما النصر الى جانب الشعوب الصابرة والمناضلة .
وتابع : في كل العلاقة السورية اللبنانية ، نحن حذفنا من قاموسنا عبارة الضغط ، لانضغط على حلفائنا واصدقائنا ، نتشاور معهم ولكن في نهاية المطاف القرار قرارهم . هكذا هو التعامل مع لبنان .. اما انتخاب رئيس الجمهورية او عدم انتخابه هذا شان لبناني .
وصرح : قرار اشتراك عناصر من حزب الله في مواجهة الارهاب في سوريا هو اكثر القرارات حكمة يتخذه الحزب كعملية استباقية لارتدادات الارهاب . واذا الاخرون من العربان يقراون جيدا توجهات سماحة السيد حسن نصر الله ويستفيدون منها لدفعوا الخطر عن بلدانهم .
 

العلاقات مع ايران  

وحول العلاقات مع ايران قال المعلم ان العلاقة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ قيام الثورة كانت علاقة استراتيجية وكنا نقول للعرب خاصة خلال الحرب العراقية الايرانية كيف تخاصمون في هذه الحرب دولة مثل ايران استبدلت اسرائيل بفلسطين في حين كان الشاه حليف اسرائيل وكيف تحاربون هذه الدولة التي تشكّل العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية ومع الاسف الكثير من العرب حتى الان لايمكلون قرارهم المستقل .
واضاف: نحن في سوريا كان قرارنا منذ ايام الراحل حافظ الاسد حت اليوم اقامة اعمق العلاقات الاستراتيجية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية . وقفنا الى جانب الاشقاء الايرانيين في حربهم مع العراق وهم لم ينسوا ذلك والان يقفون معنا في حربنا ضد الارهاب .
وصرح : ليست هناك اتفاقية دفاعية بين ايران وسوريا يوجد تعاون عسكري لكنه لاتوجد قوات ايرانية تحارب في سوريا بل هناك مشاورات وعلاقات اقتصادية عميقة وهناك تنسيق وتعاون سياسي بين القيادتين في البلدين .
وتابع المعلم : ان البلدين يتشاوران بعمق وبعد لقاء موسكو التشاوري اوفدنا نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الى طهران لاطلاع الاخوة في طهران على ماجرى في موسكو ونحن دائما على تواصل مستمر .
 

العلاقات مع روسيا

وحول العلاقات مع روسيا قال المعلم : علاقاتنا مع روسيا ايضا علاقات استراتيجية ولها جذورها التاريخية منذ الاتحاد السوفيتي وانها مستمرة على الصعيد العسكري والاقتصادي والسياسي ونحن مرتاحون لهذه العلاقة .
وحول الحوار السوري السوري قال المعلم هذا الحوار هو رغبة القيادة السورية ولكن مازال يحتاج الى مزيد من النقاش والعمل مع المعارضات السورية في الداخل والخارج وهذه هي اهمية لقاء موسكو التشاوري والدليل على انه لم نتوصل بعد الى قناعة الجميع بذلك ولذلك  اننا نحتاج الى لقاءات تشاورية اخرى في موسكو .
tt-9