وانتصر اليمن ...

وانتصر اليمن ...
الأربعاء ٢٢ أبريل ٢٠١٥ - ٠٦:٣٦ بتوقيت غرينتش

مرة أخرى يفشل الشقيق الاكبر ، الثري الجشع ، في اذلال وتركيع الشقيق الاصغر ، الفقير العفيف ، بعد ان ارتطمت "عاصفة الحزم" السعودية بجبال اليمن الشامخة ، فانحسرت وتلاشت ، والقت بذلك مسؤولية ضخمة على آلة الاعلام الخليجية ، تتمثل في إظهار ما حصل ، كما يحب ويتمنى اصحاب الجلالة والسمو ، لا كما حصل فعلا.

صحيح ان الاعلام السعودي والخليجي ، سيحاول المستحيل ، ان يفرض الهزيمة على الشعب اليمني ، عبر "الخبراء والمحللين الاستراتيجيين" ، بعد ان عجزت جيوش درع الجزيرة عن ذلك ، الا ان الاهداف التي من اجلها اطلقت السعودية عاصفتها على اليمن ، ستعقد مهمة هذا الاعلام ، فهذه الاهداف حفرت في اذهان الجميع ، من كثرة تكرارها من قبل المسؤولين السعوديين و هؤلاء "الخبراء والمحللين الاستراتجيين " ، الذين كانوا قد تنبأوا خلال الشهر الماضي ، ان تمتد "عاصفة الحزم" الى سوريا والعراق بعد ان تحقق اهدافها في اليمن.

السعودية وحلفاؤها اعلنوا وبشكل واضح : ان اعادة الشرعية الى اليمن ، وشخص الرئيس المستقيل الهارب عبد ربه منصور هادي ، وسحب الاسلحة من انصار الله والجيش اليمني ، واستسلام انصار الله دون قيد او شرط ، وانسحابهم من المحافظات اليمنية وخاصة العاصمة صنعاء والعودة الى جبال صعدة ، كانت من اهم وابرز الاهداف التي من اجلها شنت السعودية عدوانها على اليمن.

لم تضع السعودية امامها اي خطوط حمراء في هجومها الجوي على اليمن ، بهدف دفع انصارالله والجيش اليمني الى الاستسلام ، فقد شنت اكثر من 2400 غارة جوية خلال 27 يوما ، استخدمت فيها احدث الاسلحة الامريكية من طائرات وعتاد حربي ، فاستشهد نحو 1000 يمني جلهم من الاطفال والنساء ، واصيب اكثر من 4000 شخص بجروح ، وتم تدمير المطارات والموانىء والمعسكرات والمعامل والمستشفيات والمدارس والمساجد ومحطات الكهرباء والجسور ومخيمات النازحين ، والالاف المنازل ، كما تم فرض حصار جوي وبحري وبري شامل على اليمن لمنع وصول حتى المساعدات الغذائية والطبية.

في اليوم ال27 من العدوان على اليمن ، تعلن السعودية وقف "عاصفة العزم" بعد :"إزالة التهديد على أمن المملكة والدول المجاورة، من خلال تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من قواعد ومعسكرات الجيش اليمني" ، كما جاء في بيان وزارة الدفاع السعودية.

بيان وزارة الدفاع السعودية ، لم يمر على ذكر اهداف "عاصفة الحزم" التي اشرنا اليها سابقا ، كما ان البيان حصر هذه العاصفة ، بالهجوم الجوي ، وكأنها ، اي السعودية ، لم يكن ضمن خطتها شن هجوم بري على اليمن ، وكل ما كانت تريد تحقيقه هو "ازالة خطر انصارالله على المملكة والدول المجاورة".

ترى لماذا كان كل ذلك الالحاح السعودي على باكستان لارسال جنود باكستانيين للمشاركة في "عاصفة الحزم" ؟، لماذا شن الوزير الاماراتي انور قرقاش هجومه الاستفزازي والمهين ضد باكستان لرفضها المشاركة في التحالف؟، لماذا شن الاعلام الخليجي هجوما اتسم في بعض الاحيان بالعنصرية ضد باكستان؟، الم يكن السبب هو تصميم السعودية على شن عدوان بري ، بقوات باكستانية ومصرية ، نيابة عن جيوش درع الجزيرة؟.

ان الهجوم البري على اليمن  كان من ضمن الخطة العسكرية ل"عاصفة الحزم" ، الا انه لم ير النور ، مثله مثل اهداف العاصفة الاخرى ، التي تبخرت في بيان وزارة الدفاع السعودية.

هناك العديد من الاسباب التي صنعت النصر المدوي للشعب اليمني على العدوان السعودي الظالم ، ومن ابرزها:

-ارادة الشعب اليمني بالتحرر ورفض  الهيمنة والتبعية.

-التفاف الشعب حول جيشه وقواه الثورية وعلى راسها حركة انصار الله.

-رفض الشعب اليمني لسياسة الترغيب والترهيب السعودية.

-الخطاب الحازم والحاسم للسيد عبدالمك الحوثي الى الشعب اليمني في اليوم الرابع والعشرين للعدوان ، الذي شحذ فيه همم اليمنيين ونفخ فيهم روح المقاومة والصمود ، كما وقع كالصاعقة على المعتدين ، بما اظهره من اصرار لا يلين على التصدي للعدوان حتى النصر.

-الموقف المشرف والمؤثر والداعم لسماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، للشعب اليمني ، كان من اهم العناصر التي ساهمت في تغيير كفة الصراع لصالح الشعب اليمني المظلوم.

-الموقف المسؤول للحكومة والشعب الايراني من الحرب الظالمة التي فرضتها السعودية على الشعب اليمني ، وكذلك الدبلوماسية الحكيمة لايران ، كانت من بين الاسباب التي حالت دون تمادي السعودية بعدوانها.

-موقف الدول الصديقة والشعوب الحرة وجميع الاحرار والشرفاء في العالم ، المتضامن مع الشعب اليمني المظلوم ، اشعر هذا الشعب، بانه ليس لوحده ، فهناك من يقف معه ضد العدوان.

لقد اثبت الشعب اليمني ، في ملحمة صموده امام العدوان السعودي ، ان بإمكان شعب اعزل ان ينتصر على اعتى واشرس المعتدين ، اذا ما تسلح بالايمان والارادة ، ونفض عن نفسه غبار الخنوع والارتهان ، واختار قيادة وطنية حكيمة نذرت نفسها لشعبها و وطنها.

بقلم:ماجد حاتمي - شفقنا