الاولى ارتكبها الصهاينة والثانية السعودية..

بالفيديو؛ قانا اليمنية بعد قانا اللبنانية

الإثنين ٢٧ يوليو ٢٠١٥ - ٠٩:١٥ بتوقيت غرينتش

في الساعة العاشرة مساءا من يوم الجمعة 25-07-2015 كانت مدينة المخا على موعد مع جريمة انسانية بشعة لا تسقط بالتقادم.

كان الاطفال مازالوا يعيشون اجواء العيد.. ورغم مرارة الايام تغلبوا على الواقع ببسمة مصطنعة ونفخوا الروح في فرحتهم المدفونة تحت اقدام تجار الحروب.
كان الاطفال يلعبون ويسرحون ويمرحون امام بوابة الكافتيريا الخاصة بسكن عمال الكهرباء .. وفجأة  وبدون مقدمات  اغتالت طائرة الـ f16  بسمتهم ووئدت احلامهم قبل ان ترى النور .
اول صاروخ لتحالف العدوان السعودي الغاشم سقط على الكافتيريا .. فتناثرت اشلاء واجساد الاطفال واختلطت بذرات رمال الصحراء .. خرج الاباء من الوحدات السكنية مذعورين ومهرولين نحو الانفجار ليبحثوا عن اطفالهم .. صاروخ اخر كان اسرع من خطواتهم .. وصاروخ ثالث ورابع وخامس وسادس وسابع وثامن حولوا المساكن الى كومة من الحطام والاجساد الى اشلاء متناثرة واخرى متفحمة وثالثة مشوهة ومعاقة .
مصادر مؤكدة قالت ان اللجان الشعبية والثورية لم تكن تتواجد في مساكن العمال وانه هناك نقطة تفتيش عادية لها على مدخل المدينة كمئات النقاط العادية المنتشرة في كل مناطق ومحافظات الجمهورية . واستغرب الجميع من قصف طيران العدوان السعودي لسكن مدني .
الجميع في ذهول من هول المأساة ,,, هرب الناجون الى الساحل وافترشو رماله رافعين اكف الضراعة للرحمن لعل السماء تمطرهم رحمة وامان .
طواقم الاسعاف لم تصل الى المكان .. وطائرات الاسعاف مازالت تحوم في السماء ... وبعد ساعات من القصف بدات عملية الانقاذ من قبل الناجين وبعض المواطنين بمديرية المخا .
جثث الموتى المهشمة واجساد الجرحى المشوهة الذين استطاع الاهالي اخراجها من تحت الانقاض تم نقلها بواسطة احد القلابات وسيارات خاصة بالمواطنين وتوجهوا صوب مستشفى المخا الحكومي ...
كانت جثث المتوفين مشوهة .. ومناظرها مؤلمة مما اضطر المسعفين الى دفنها بمقبرة جماعية بعد حصرهم من قبل مندوب المستشفى الحكومي ... وتم نقل معظم الجرحى الى مستشفى الثورة بمحافظة الحديدة . تحت الانقاض مازالت هناك جثث مدفونة.
اغلب المصابين والقتلى هم من النازحين الجنوبيين ومن اهل السنة. مصدر خاص اكد ان عدد من تم دفنهم بمقبرة جماعية 156 وهذه الاحصائية موثقة في مستشفى المخا الحكومي. وقال المصدر ايضاً ان العدد تجاوز الـ 200 قتيل بعد وصول فرق الانقاض .. اما عدد الجرحى فلا حصر لها .
وفی تفاصیل الخبر فقد قصف تحالف العدوان السعودي مدينة سكنية مخصصة للمهندسين والموظفين في المحطة الغازية لتوليد الطاقة الكهربائية في مدينة المخا، بمحافظة تعز، ما اودى الى مقتل وجرح اكثر من 200 شخص جميعهم من المدنيين العاملين في محطة الكهرباء بالمخا أو من النازحين من أقاربهم الذين لجأوا إليهم من مدينة تعز القريبة منها والتي تشهد مواجهات مسلحة عنيفة.
وافادت مصادر خبریة ان مستشفيات مدينة المخا لوحدها استقبلت 95 قتيلا من ضحايا قصف طائرات العدوان السعودي والعشرات من الجرحى فيما أسعف العديد من الضحايا إلى مستشفيات مدينتي الحديدة وتعز وتوفي العديد منهم في الطرقات قبل وصولهم إلى المستشفيات والبعض الآخر توفوا لاحقا في المستشفيات.
وأوضحت أن «عدد الضحايا مرشح للارتفاع حيث ما زالت فرق الاسعاف والانقاذ تواصل عملها كما ان حالة الكثير من الجرحى خطيرة».
وتعيد هذه الجريمة النكراء الى الاذهان جريمة مجزرة قانا في 18 أبريل 1996 والتي تمت في مركز قيادة فيجي التابع لليونيفل في قرية قانا جنوب لبنان، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف المقر بعد لجوء المدنيين إليه هربا من عملية "عناقيد الغضب" التي شنتها سلطات الاحتلال على لبنان، في ذلك الوقت كان ما يزيد على 800 مدني لبناني قد لجأوا إلى المجمع طلباً للمأوى والحماية فتناثرت أشلاء ما يقرب من 250 قتيلاً وجريحاً، حمل 18 منهم لقب مجهول يوم دفنه.
واجرى جنرال عسكري هولندي يعمل مستشارا في الامم المتحدة تحقيقا رسميا في موقع المجزرة، ورفع تقريره بتاريخ 1 ايار 1996 الى الامين العام للأمم المتحدة انذاك بطرس غالي وجاء فيه" استحالة ان يكون قصف القاعدة التابعة لليونيفيل في قانا نتيجة خطأ تقني او اجرائي فادح كما ادعى ذلك مسؤولون في الجيش الإسرائيلي " و "كانت هناك ادلة مهمة على انفجار قذائف مدفعية، مزودة بصواعق تفجير عند الاقتراب من الهدف، فوق المجمع مباشرة، وتغطيتها لجزء كبير من مساحته. وعلى رغم ان عدد القذائف لا يمكن ان يحدد بالضبط، فان الادلة المتوفرة تشير إلى ان ثماني قذائف من هذا النوع انفجرت فوق المجمع ولم تنفجر سوى قذيفة واحدة خارجه".‏‏‏ ورجح الجنرال في تقريره ان يكون مسؤولون في الجيش الاسرائيلي ممن هم في مركز من مستويات القيادة متورطين بإصدار الاوامر بقصف القاعدة التي كانوا يعلمون انها تأوي المئات من المدنيين العزل .
كما اجرت عدة منظمات عالمية مهتمة بحقوق الانسان تحقيقات حول المجزرة، وكانت النتائج ان القصف کان متعمدا وعلی معرفة وعلم بوجود المدنيين في مقر اليونيفيل وليس نتيجة الخطأ التقني الذي ادعته سلطات الاحتلال .