وقال الكاتب والمحلل السياسي نزار حيدر لقناة العالم الاخبارية الاحد: يعتبر الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل اليه بين ايران والمجموعة الدولية، هزيمة دبلوماسية وسياسية كبيرة جدا لـ"اسرائيل"، حيث لاول مرة يتفق المجتمع الدولي خارج ارادة "اسرائيل" وخارج مجالها، ولذلك لاحظنا ان "اسرائيل" وزعماءها حاولوا كثيرا وبذلوا جهدا كبيرة جدا سواء سياسيا او دبلوماسيا لافشال هذا الاتفاق ومنع التوصل اليه.
واشار حيدر الى زيارة نتانياهو الى واشنطن وخطابه في الكونغرس الذي حاول فيه ان يرعب المجتمع الدولي والولايات المتحدة والرأي العام من ايران، لكنه كل ذلك فشل فشلا ذريعا، الامر الذي بدأ يدفع بـ"اسرائيل" الى ان تستخدم لغة التهديد والوعيد ظنا منها بانه ينفع.
وتابع: ونسيت تل ابيب بالتأكيد ان مثل هذه اللغة لن تنفع مع ايران، خاصة ان اوباما قال بنفسه باننا مضطرون للتفاوض مع ايران لان المجتمع الدولي استخدم كل الاساليب والطرق، وكانت النتيجة صمود ايران، وقد نسي وزير الحرب الاسرائيلي انه يجب الا يوجه مثل هذه التهديدات الى ايران.
واكد حيدر: نحن نعرف انه لم يبق امام "اسرائيل" سوى موافقة الكونغرس ولذلك فهي ستصعد من لغة التهديد والوعيد خلال الفترة المتبقية امام الكونغرس قبل ان يصادق على الاتفاق، منوها الى ان مثل هذه اللغة لم تعد تؤثر كثيرا على المشرع الاميركي ومن كلا الحزبين.
واوضح: ان هناك تسريبات كثيرة تؤكد ان الكونغرس سيمرر الاتفاق بما هو، على اعتبار انه ليس بين ايران واميركا وانما مع المجتمع الدولي برمته، وهذا ما يؤكده اوباما، ويحذر من ان عرقلته ستجعل اميركا في مواجهة المجتمع الدولي، وان اميركا ستخسر حلفاءها في العالم.
واشار حيدر الى ان اغلب الجمهوريين بدأوا يتراجعون عن تصريحاتهم المتشنجة ضد الاتفاق النووي، وقد خفت حدة لهجتهم التصعيدية، قياسا بما كانت عليه قبل اشهر، والان لم يبق منهم الا العدد القليل ممن يحاول ان يتناغم مع الصوت الاسرائيلي النشاز، إما بسبب ايديولوجيته او ارتباطاته مع اللوبي اليهودي في اميريكا.
وتابع: بشكل عام فان الجمهوريين بدأوا يتحدثون بعقلانية اكبر واكثر ويخففون من لهجتهم التصعيدية ضد الاتفاق.
MKH-8-23:50