"كوربن"، عدو "إسرائيل" زعيماً لحزب العمال البريطاني

السبت ١٢ سبتمبر ٢٠١٥ - ٠٥:٢٣ بتوقيت غرينتش

أعلن حزب العمال البريطاني خلال مؤتمر استثنائي السبت 12 سبتمبر/أيلول عن انتخاب جيريمي كوربن ، السياسي من أقصى اليسار، رئيسا له بـ 59,5% من الأصوات.

أعلن حزب العمال البريطاني خلال مؤتمر استثنائي، اليوم السبت، انتخاب اليساري الراديكاري جيريمي كوربن رئيسا له بــ59,5% من الأصوات، والمعروف بعدائه المعلن لسياسة الاحتلال الصهيوني والغرب تجاه فلسطين والدول العربية.

وافاد المركز الفلسطيني للاعلام ان كوربن المعارض لسياسات التقشف فاز بفارق كبير عن منافسيه الثلاثة اندي بورنهام وايفيت كوبر وليز كيندال، وهم أصغر سناً، وأقل ميلاً إلى اليسار ويعتبرون محافظين أكثر.

واختيار زعيم هو محطة استراتيجية بالنسبة لحزب العمال لأنه سيتعين على القائد الجديد النهوض بالحزب بعد خسارته المدوية في الانتخابات التشريعية في 7 مايو أمام المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون.

وسيتعين على خلف، ايد ميليباند، أيضاً أن يقود الحزب حتى الانتخابات التشريعية المقبلة في 2020، حيث سيكون المرشح الطبيعي لمحاولة إنهاء 10 سنوات من حكم المحافظين.

وبعد حملة استمرت عدة أسابيع، انتهى التصويت الخميس الماضي في انتخابات زعيم حزب العمال، وشارك فيه ما مجمله 610 آلاف شخص.

مواقف وتوجهات

ويعد كوربن (66 عاما) كما يصفه البعض نصيراً للعرب والمسلمين، فقد رفض الحرب على العراق، ويراه آخرون داعماً للقضايا العادلة في العالم.
أشار في العام 2012 إلى أنه "إذا لم نعترف بالحقوق الفلسطينية فإننا سنكون أمام عواقب وخيمة وبريطانيا تتحمل مسؤولية خاصة".

وكانت الحملة الأوروبية للإفراج عن النواب الفلسطينيين المختطفين اختارت "كوربن" ليمثلها في الاتحاد البرلماني الدولي، وذلك في إطار المساعي التي بذلتها  في حينه لاختيار ممثلين لها في كافة البرلمانات الأوروبية والاتحادات البرلمانية ليكونوا شركاء متضامنين في الحملة الدولية.

وأكد في حينه أنه سيقوم بدوره في  تعريف المجتمع الدولي بتداعيات قضية النواب والانتهاكات المستمرة التي تصدر بحقهم.

وخلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، دافع كوربن عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية، وتقرير مصيره، ودعا إلى وقف العدوان الصهيوني على غزة، وطالب بزيادة الضغط على الاحتلال اقتصادياً وسياسياً من أجل أن تتوقف عن حصارها الظالم لقطاع غزة.

ويعد كوربن المعارض الشرس لسياسات التقشف، على غرار حزبي سيريزا اليوناني وبوديموس الإسباني، بمثابة ثورة صغيرة داخل الحزب الذي كان حتى فترة قصيرة ملتزما بالنموذج الاجتماعي الديمقراطي الذي دعا إليه توني بلير.

وتمكن كوربن، الداعي إلى السلام والمؤيد لفرض ضرائب إضافية على الأكثر ثراء من حشد مؤيدين يأملون ببديل سياسي، ومن إثارة حماسة لم يكن مسؤولو الحزب يتوقعونها.

واجتذب كوربن قاعدة الحزب والنقابات من خلال دعوته إلى الانتقال إلى اليسار من خلال مقترحات مثل إعادة تأميم السكك الحديد والطاقة وفرض رقابة على الإيجارات.

إلا أن شعبية كوربن المتزايدة ترافقت مع عداوات حتى داخل معسكره إذ يعتبر كثيرون أن فوزه سيؤدي إلى انقسام الحزب، وسيحد بشكل كبير من فرصه في الفوز في الانتخابات التشريعية في 2020.

وتعرض كوربن للانتقاد أيضا من قبل اليمين، ولو أن المراقبين يرون أن حزب العمال بقيادة كوربن سيشكل فرصة ثمينة للمحافظين الذين سيكسبون عندها الوسطيين غير الموافقين على خطه الراديكالي.

تصنيف :