حالة من الهستيريا تصيب جماعة جيش الفتح في ريف حلب

حالة من الهستيريا تصيب جماعة جيش الفتح في ريف حلب
الخميس ٢٤ ديسمبر ٢٠١٥ - ٠٥:١٠ بتوقيت غرينتش

في اقل من ساعات استطاع الجيش السوري وحلفاؤه، كسر دفاعات مسلحي ما يسمى بجيش الفتح وجبهة النصرة في ريف حلب الجنوبي، وسيطر على خان طومان، المعقل الرئيسي والمنطقة الاستراتيجية الاهم في ريف حلب الجنوبي.

هذه السيطرة تختلف عن المناطق التي سبقتها في ريف حلب الجنوبي، انها خان طومان، الباب النهائي لتنظيف ريف حلب الجنوبي بشكل نهائي من المجموعات المسلحة.
عملية خاطفة ونظيفة، بدأت عبر تكتيك اسقاط المنطقة عسكريا من خلال  السيطرة على جميع التلال المحيطة بخان طومان أبرزها تلتيّ العمارة والبريج، إلى جانب السيطرة على رحبة الآليات ومناطق مستودعات الذخيرة، ومن ثم اندفاع وحدات المشاة تحت غطاء ناري كثيف الى داخل البلدة، التي فر منها المسلحون تحت وقع خطى وحدات الجيش السوري وحلفاؤه، ويبدأ مسلسل الانهيارات النفسية والانكسار في خطوط الدفاع في تلك المنطقة بعد فرار اعداد كبيرة من المسلحين نحو الحدود التركية، ليتابع الجيش والحلفاء التقدم نحو الغرب والسيطرة على تل معراته وبلدة ‏معراته الواقعة شمال شرق خان طومان، ليزيد مساحة الطوق الامني في الريف الجنوبي لحلب.
تكمن الاهمية الاستراتيجية لسيطرة الجيش السوري الاخيرة في ريف حلب الجنوبي، من كون منطقة خان طومان ستشكل رافعة لعملية الجيش القادمة باتجاه ريف ادلب او مناطق مختلفة من حلب منها منطقة الراشدين التي تشكل بوابة العبور نحو مناطق تواجد المسلحين غرب حلب، مع فرصة لتضيق مساحة الحركة على المسلحين في بلدة الزربة اخر مناطق تواجد مسلحي الفتح في ريف حلب، وحصر المجموعات المسلحة ضمن نطاق ضيق شكل ارباكا حقيقيا داخل صفوفهم، وانعكس بشكل واضح من خلال حالات الفرار التي سجلت من ارض الميدان ومن نقاط التماس، ووصول اعداد كبيرة منهم الى تركيا، في مشهد يشي باتساع رقعة الخلاف بين المجموعات المسلحة وقيادة ما يسمى بجيش الفتح المتمثلة بالسعودي عبد الله المحيسني.
التقدم السريع والعنيف للجيش السوري، جعل القلق يبقى معششاً في رؤوس المسلحين، والخوف سكن قلوبهم، مربوط باعتراف كبير بفشل قدرتهم على مواجهة الهجوم الكبير في ريف حلب الجنوبي،  ما انعكس سلباً على علاقة ما يسمى بجيش الفتح وباقي الفصائل الاخرى، وهذا ما يؤكده المحيسني الذي حاول وقف مسلسل الانهيارات عبر توجيهه اكثر من عوة لحل جيش الفتح وتشكيل قيادات اخرى، عبر تغريدات له على موقع التويتر، معتبراً ان الحرب في سورية تمر في اخطر مراحلها، كون جبهة النصرة تفقد اهم مواقعها العسكرية، ,اصبح مقاتليه في حالة صدمة وانهيار ادراكي، دفعهم الى الفرار الى تركيا او القاء السلاح والهرب الى عمق المناطق التي يتواجد فيها المسلحون في ريف ادلب.
المحسيني المهزوم في ريف حلب وريف اللاذقية، يحاول جاهداً لملمة صفوف المسلحين المرتبطين بالقاعدة، لانه يعلم ان هذا الانهيار سيحدث شرخاً كبيراً بينها وبين دول الخليج الفارسي الداعمة لها، الاان الدلائل كلها تشير الا ان خيول المحيسني جاءت متأخرة، ولن يستطيع ان يحقق أي شيء، وخصوصاً ان الامور تسير في حلب الى انقسام المسلحين بين داعش واحرار الشام، وان المحيسني لن يحصد الا الخيبة والفرار، بالرغم من كل تمثيلية اصابته، واستجدائه للمسلحين وقيادتهم، والرسائل التي يرسلها مستعطفاً الرياض وقطر وباقي الدول.
المسلحون التابعون للفصائل التكفيرية في ريف حلب، يتهكمون بشكل علني على المحيسني الذي اصيب في ادلب، وليس في حلب كما اشيع، ويسعون في فصل ارتباط مجموعة جند الاقصى الموالية للقاعدة بالاضافة الى الحزب الاسلامي التركماني الموالي لتركيا عن قيادة المحيسني وتشكيل جبهة جديدة تتبنى فكر القاعدة بشكل اساسي، ويسعون لتشكيل تحالف مع احرار الشام الذي اسقط شرعية المحيسني من خلال عدم مساندته في المعارك التي فشل فيها، بدافع اسقاطه من القيادة التي بدأ المقاتلون الاجانب في كل الفصائل التكفيرية بالتململ من اسلوب المحيسني وقيادة ما يسمى بجيش الفتح بإدارة المعارك .
وعلى ما يبدو فإن المخابرات المشغلة لتلك المجموعات بعد سيطرة الجيش و حلفاؤه على خان طومان، تحاول اعادة توزيع الادوار، وحرق شخصيات واظهار قادة جدد، في محاولة منها لبعث الروح في جسد متهالك يسمى جيش الفتح او التنظيمات التابعة له، الا ان من يرسم ملامح المرحلة القادمة، هو الجيش السوري وحلفاؤه الذين يعيدون رسم خريطة السيطرة في ريف حلب الجنوبي، وهذا ما تدركه جيداً دوائر الاستخبارات التي تشغل المحيسني وسواه .
حسين مرتضى