طائرات حربية في سماء القاهرة!!

هتافات وسط القاهرة: "الجزر دي سعودية غصب عن المصراوية"!

هتافات وسط القاهرة:
الثلاثاء ٢٦ أبريل ٢٠١٦ - ٠٤:٢٦ بتوقيت غرينتش

شهدت مصر أمس الاثنين يوما حافلا بالمتناقضات: ترحيب ووعد واحتفاء بمن يرفع علم المملكة السعودية مرددا “الجُزر دي سعودية غصب عن المصراوية”، وتهديد وتربص ووعيد بمن تسوّل نفسه أن يعارض اتفاقية ترسيم الحدود التي تم بموجبها التنازل عن جزيرتي “تيران” و“صنافير” للمملكة.

منذ الظهيرة بدت شوارع وسط القاهرة خاوية على عروشها باستثناء مجموعة من المؤيدين لنظام السيسي الذين تجمعوا بجوار نقابة الصحفيين، وحمل بعض منهم صورا للسيسي، وآخرون صورا لعلم السعودية ولملكها، هاتفين “السيسي عمهم وحابس دمهم”، ومهللين للنظام، كل ذلك على أنغام أغنية ”تسلم الأيادي”، تحت حماية عربات شرطة وجيش مصفحة فخمة “شيروكي”، ودبابات ومدرعات مدججة بأسلحة ثقال.

منع الصحفيين من دخول نقابتهم

الجانب المقابل لهذه الصورة، كان التعامل بغلظة مع كل من يُشتبه فيه أنه من معارضي الاتفاقية والنظام، فكان المنع من دخول النقابة - حتى لأعضائها في واحد من أكثر المواقف إهانة للصحفيين - ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل تم القبض على العشرات من الصحفيين تارة بدعوى اتهامهم بالتحريض على التظاهر، وتارة أخرى بالاشتباه فيهم بأنهم “إخوان” وهي التهمة الكافية بالزج بهم في غياهب السجون.

وبسبب انتهاك خصوصية نقابة الصحفيين، دعا بعض الصحفيين للتظاهر تنديدا بما حدث من قوات الأمن تجاه نقابتهم.

الأمن للميادين

على الجانب الآخر، خرج معارضو نظام السيسي في مناطق أخرى بالمئات في مناطق ”ناهيا، بولاق الدكرور، امبابة، المطرية، فضلا عن باقي المحافظات، رافعين شعارهم الأثير “عيش.. حرية.. الجزر دي مصرية”، ومنددين بالنظام، هاتفين “الشعب يريد اسقاط النظام”.

لم يكن التعامل مع هؤلاء بمثل ذلك الحنان الذي قوبل به المؤيدون، بل كانت قنابل الغاز في انتظارهم، فضلا عن القبض على عدد منهم من قبل قوات الأمن أو من قبل بلطجية مستأجرين.

طائرات حربية في سماء القاهرة

لم تكن الصورة ساخنة فقط على الأرض، بل شهدت سماء القاهرة عروضا عسكرية بأنواع مختلفة من الطائرات، اعتبرها البعض إظهارا لقوة الجيش، واعتبرها آخرون تخويفا وترهيبا لكل من تسوّل له نفسه معارضة نظام الجنرال.

أخيرا يبقى القول إن فعاليات هذا اليوم تشي بأن الأيام القادمة لن تكون على هوى النظام، وإن بدا قادرا على بسط قبضة حديدية اليوم أخافت البعض، وهوّن منها آخرون ممن يراهنون على الثورة التي ستؤججها – برأيهم – مساحات غضب ذات قرار بعيد.

*المصدر: رأي اليوم

114-3