مفتي الديار المقدسة يجيب...

بالفيديو؛ هل تلاشت القضية الفلسطينية، وبفعل مَنْ؟

الأربعاء ١١ مايو ٢٠١٦ - ٠٩:٥٨ بتوقيت غرينتش

القدس المقدسة (العالم) 2016/5/10- اكد مفتي الديار المقدسة الشيخ محمد احمد حسين، ان الحروب الدموية الداخلية والفتن التي تنهش العالم العربي والاسلامي، علاوة على الذين يدّعون الاسلام ويفعلون ما يفعلون بإسم الاسلام، ينعكس ويؤثر وبشكل واضح ومباشر على القضية الفلسطينية ومستقبلها.

وقال المفتي في حوار خاص مع قناة العالم الاخبارية يبث الليلة الاربعاء: ان القضية الفلسطينية كانت القضية الاولى والمركزية في الفكر العربي والاسلامي على مستوى الحكام والشعوب ولازالت، ولكن مع الاسف الشديد بفعل الفتن والانقسامات والتدخلات الاقليمية والدولية، أصبح الآن لكل قطر عربي أو اسلامي مشكلة، وبالتالي حينما تذهب كفلسطيني وتكلمه يقول عندنا مشكلة وقضية، ونريد ان ننهي الصراع في اليمن وفي ليبيا والعراق وسوريا وفي افغانستان وباكستان وغيرها.

مفتي القدس: الحروب الدموية والفتن بالمنطقة همّشتا القضية الفلسطينية

وشدد الشيخ حسين، على ان الحروب والفتن التي تعصف بأنظمة عربية وبكامل كيان ووجود الدولة يجعلها في مرمى استهداف الاستعمار والتقسيم، مؤكداً ان هذه الحروب انما تدار بالوكالة نيابة عن الجهات المصلحية سواء كان في الدول الاقليمية او العالمية.

وبين ان افعال الارهابيين والمتطرفين الذين ينفذون اعمال الذبح والحرق والقتل والاغتصاب باسم الاسلام، انما تسيء له وتنافيه ولا تمت له بشيء والاسلام منها براء، وانما اريد به تشويه صورة الاسلام، ليقال للمغرضين وللعالم انظروا ماذا يفعل الاسلام، كتفجيرات باريس وبلجيكا والتي هي تماماً كالتفجيرات في سوريا والعراق وليبيا او في أي موقع آخر.

واوضح المفتي حسين، ان الارهاب والتطرف والغلو ومعاداة البشرية لا تعرف الحدود ولا قيود ولا جنسية، ورأى ان المواطن العربي اصبح لديه من الوعي المتقدم لمحاربة كل هذه الافكار وكل من يحاول ان يبثها، وتبيان الحقيقة والواقع بأن الاسلام الذي هو دين الرحمة ليس للمسلمين وحدهم فقط، بل للانسانية جمعاء.

وحول اثارة الطائفية قال مفتي الديار المقدسة: انها احدى اساليب وادوات الحرب على الامة الاسلامية جمعاء، عبر الدعوة الى الاقليمية والقومية الضيقة بمعنى الكُردي ضد العربي او التركماني عدو العربي، معتبراً انها محاولات لاثارة الفتن وتفتيت الامم اذا وضفت واخذت دورها شأنها شأن الطائفية سواء كانت الطائفية الدينية مثلاً بين المسلمين والمسيحيين، او الطائفية بين اهل الديانة الواحدة كأن ينمى قضية شيعي وسني والعداء بين المذهب الشيعي والسني.

مفتي الديار المقدسة: حروب المنطقة تدار بالوكالة نيابة عن الجهات المصلحية

وأعرب الشيخ حسين عن أسفه بان تستخدم هذه الوسائل لتفتيت جهود الامة الاسلامية وابعادها عن واقعها وريادتها بين الامم، والتي تحمل رسالة عظيمة لسعادة كل العالم ليس للمسلمين وحدهم، حيث انتشر الاسلام في شرق آسيا كلها بالمحبة والاخلاق الكريمة وليس بالسيف.
103-2