المفرقعات.. مظاهر فرح أم أذى؟

المفرقعات.. مظاهر فرح أم أذى؟
الجمعة ٠٨ يوليو ٢٠١٦ - ٠٣:٥٦ بتوقيت غرينتش

في كل مناسبة، لا بدّ أن تسمع أصوات المفرقعات تدوي في السماء، وسرعان ما تندلع الحرائق على اثرها وتظهر الأضرارا تباعا.

 فالفرح والأذى متناقضان يجتمعان في كل عيد او مناسبة وان مظاهر البهجة المتمثلة في استخدام المفرقعات للتعبير عن الفرح عند البعض، هي نفسها مظاهر الازعاج والأذية للبعض الآخر. لذا بات استخدام المفرقعات والألعاب النارية في الاعياد والمناسبات يلقى معارضة شديدة في المجتمعات.

الى ذلك، يؤكد أحمد بصرامة من لبنان ان "استخدام المفرقعات ليس من عاداتنا ولا من تقاليدنا وفيها الاذى والضرر".

وفي السياق عينه، فإنّ بعض مستخدمي المفرقعات انفسهم يحرصون على أن لا يشكل استخدامهم للألعاب النارية ضررا للاخرين.

يقول الشاب هادي (14 عاما) "أحب الألعاب النارية لكني أعمد لشراء المفرقعات التي لا تصدر أصواتا عالية".

استنكار استخدام الالعاب النارية تؤكده هبة، اذ تقول بحسرة "دائما ما يتأذى الأبرياء، ونرى اندلاع الحرائق جراء استخدام المفرقعات".

ويبدو ان للدين رأيا صارما بشأن استخدام المفرقعات، اذ يؤكد فضيلة الشيخ علي حجازي أن السيد الخامنئي "أفتى بحرمة اطلاق المفرقعات اذا كان فيه ازعاج أو أذى أو اضرار بالآخرين أو اتلاف للمال. وقد أوجب الامام الخامنئي ضمان ما يتلف على من يُطلق المفرقعات".

ولا يقتصر التشدد الديني في التعامل مع مستخدمي المفرقعات بل يطال من يروج لها، يقول الشيخ حجازي "اذا علم البائع أن استخدام المفرقعات سيكون في الحرام فلا يجوز له بيعها".

وليس الدين وحده من يعمل للحد من هذه الظاهرة بل للعلم راي يعاضده، اذ تؤكد المتخصصة في علم الاجتماع أمل نزال أن "استخدام المفرقعات عادات سيئة بات يُتربص بها بدل العادات الايجابية بحجة التطور والانفتاح"، وتكمل "علينا أن نكون شعوبا واعية ملتزمة باخلاقياتها ومبادئها لكي نصل لمرحلة الرقي"، مستنكرة التعبير عن الفرح باستخدام المفرقعات النارية.

هذه المعارضة الشديدة لاستخدام المفرقعات في الأعياد والمناسبات من قبل المجتمع لابد لها من أن تحد من هذه الظاهرة، لتختفي تدريجيا مع مرور الوقت، لا سيما في ظل وجود اجراءات تتخذ من قبل القوى الأمنية، التي اعلنت سابقا انها ستتشدد في ملاحقة المخلين واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحقهم. لكن ماذا عن موقف مستخدمي هذه المفرقعات والمؤيدين لهم من أهل وتجار للالعاب النارية؟.

المصدر: بيروت بريس.. بتصرف

2