بانوراما.. السياسة التركية بين الحوار مع الاسد والهواجس الكردية

الأحد ٢١ أغسطس ٢٠١٦ - ١٢:٥٦ بتوقيت غرينتش

(العالم) - بانوراما - 21-08-2016- في أنقرة يكثر الحديث عن تغيير ما طرأ على سياساتها حيال الأزمة السورية أملته سنين من الفشل التركي في الميدان السوري من جهة وتداعيات محاولة الانقلاب الفاشلة من جهة أخرى، فرئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم تحدث عن امكانية الحوار مع الرئيس السوري بشار الاسد معتبرا أن الحوار معه يمكن أن يساعد في حل الازمة إلا أن هذا الحديث يبقى حديثا ما لم يدّعمه الساسة الأتراك بخطوات عملية.

حتى اللحظة لا يمكن الحديث عن استدارة تركية حيال الأزمة السورية سوى من تصريحات المسؤولين الأتراك عقب محاولة الانقلاب الفاشلة, التي تشي بتغيير ما حيال دمشق ما يلبث أن يعود المسؤولون عنها تصويبا وتصحيحا وخلطا في الخطاب الواحد بين الشيء وضده.

فلمتسائل أن يتسائل كيف يمكن أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد جزءا من الحل والعملية الانتقالية ويمكن التعامل معه وفقا لما ذهب إليه رئيس الوزراء بن علي يلدريم ليعود ويضعه في سلة واحدة مع جماعة داعش الإرهابية وحزب العمال الكردستاتي ألد أعداء أنقرة.

وله أيضا أن يتساءل عن دور مفترض لبلاده في حل يتحدث عنه يلدريم يجمع فيه بين التعاون مع روسيا وإيران التي تقاتل الجماعات المسلحة والعلاقات الاستراتجية مع الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون التي أوجدت هذه الجماعات وأغرقتها دعما وتمويلا وتسليحا.

قد يفسر سلة التناقضات هذه هول الصدمة التي سببتها محاولة الانقلاب الفاشلة والجراح التي أحيتها والهواجس والأسئلة المصيرية التي باتت لاتفارق أذهان الساسة الأتراك والتي تتطغى على عقلهم السياسي. 

لا يفارق الهاجس الكردي مخيلة صناع القرار في تركيا فالتمدد الذي حققته المجموعات الكردية في سوريا بات يؤرق أنقرة ويزعجها وهي تعتبر التقسيم وباء معديا لن يقف عند جاريها العراق وسوريا ولن يلبث أن يمتد إلى جنوبها الشرقي الملتهب على الدوام.

لا بل وتغبط أنقرة الأنباء الآتية من الحسكة حول قصف الطائرة السورية لمقار الآسايش والاشتباكات الدائرة هناك منذ ايام لتجد في ذلك منفذا تخطب منه ود الأسد بالقول إن النظام السوري يفهم بأن البنية التي يحاول الأكراد تشكيلها في شمال سوريا عبر ربط مناطق سيطرتهم وخلق وضع جديد بدأت تشكل تهديدا لدمشق أيضا لتجعل من التهديد المشترك افتراضيا جسرا للعبور على تراكمات العداء والخصومة بين أنقرة ودمشق.

التوصيف الأقرب للواقع أتى على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أكد أن المشروع التركي في سوريا انتهى مشيرا إلى أن بإمكان أنقرة لعب دور هام في إنهاء الأزمة إن قبلت بالحل السياسي

في أنقرة حديث عن تغيير لم يرق إلى التغيير وفيها مشاريع ومخططات طموحة حكم عليها بالفشل وفيها هواجس ومخاوف تبدي مكامن الضعف والخلل في البنية السياسية والاجتماعية للجمهورية التركية.

2