بخطوات ثقيلة وصلنا إلى منطقة الأحراش، التي كانت مستوطنة تدعى «كاديم» في قلب مدينة جنين، والمُخلاة منذ 20 عامًا، بعد أن استوطنها الإسرائيليون عام 1981. واليوم، يوافق الكابينت الإسرائيلي على قرار عودة الاستيطان فيها، وفي مستوطنة «جانيم» المجاورة لها، ضمن أربع مستوطنات.
قبل عدة أشهر، تمت المصادقة على إعادة الاستيطان في «حومش» ومنطقة «ترسلة» الأثرية جنوب جنين، بقرار إلغاء فك الارتباط عام 2005.
وقال المؤرخ مفيد جلفوم:
زراعيًا، سيكون هناك تأثير قوي، نتيجة مصادرة الأراضي وشق الطرق الالتفافية وإقامة معسكرات للجيش، وبالتالي ستكون نوعية الحياة صعبة.
وأمنيًا أيضًا، سيكون هناك تحرك مستمر لقوات الاحتلال، إضافة إلى إقامة معسكرات وحواجز تؤثر على حياة المنطقة بشكل عام، وليس فقط على مدينة جنين. أما اجتماعيًا، فإن عملية التنقل بين المواطنين من القرى المحيطة بجنين وإليها ستكون، كما كان سابقًا قبل الإخلاء، بالغة الصعوبة.
ربيع عليات من قرية دير أبو ضعيف شرق جنين، جاء إلى هذه المنطقة لتوزيعها، بعد أن كانت على مدار 20 عامًا ملجأً لأهالي المدينة يتنزهون فيها، حين كانت جنين المدينة الوحيدة الخالية من الاستيطان.
ويقول لقناة العالم:
"شو بده يصير بحالنا؟ بحال الدنيا؟ لما بده يرجع الاستيطان، بدها تكون منطقة ضغط على جنين، مش بس بشكل عام، الوضع كله ضغط على الناس. لما بدهم يطوقوا جنين، يعني خلص، بدها تصير زي حصار".
وبعد قرار فك الارتباط عام 2005، لم تتمكن السلطة الفلسطينية من إعادة تعمير هذه المناطق، بسبب الرفض الإسرائيلي، بحجة أنها مناطق مصنفة «ج»، أي مناطق تقع تحت السيطرة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
إحاطة مدينة جنين بالمستوطنات بعد 20 عامًا من إخلائها، تؤكد على نظرية واحدة، وهي فشل الاحتلال، على مدار وجوده في الأراضي الفلسطينية، في تثبيت قاعدة أمنية وعسكرية له في مدينة جنين.