صفوي: الإرهاب يتوجه إلى دول أخرى بعد هزيمته في العراق وسوريا

الثلاثاء ١٥ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٧:٣٤ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 2016.11.15 ـ حذر مساعد وكبير مستشاري قائد الثورة في الشؤون الدفاعية اللواء يحيى صفوي من أن الإرهابيين وبعد هزيمتهم في العراق وسوريا سوف يتوجهون إلى دول أخرى، مؤكداً ان حروب المنطقة إنما هي لتقويض وتدمير الدول الإسلامية فيما يصب بمصلحة الحكومات الغربية والكيان الصهيوني.

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "من طهران" قال اللواء يحيى صفوي: هذه حقيقة مرة أن منطقة غرب آسيا تواجه تحدياً كبيراً ومنذ 15 عاماً، عندما بدأت أميركا هجومها في 2001 على أفغانستان، مروراً باحتلال العراق في 2003، إلى يومنا هذا حيث تجري الآن حروب نيابية في سوريا منذ 68 شهراً، وفي العراق منذ حوالي عامين، وفي اليمن منذ حوالي 19 شهرا.
وفي إشارة إلى العدد الهائل للضحايا والمصابين جراء هذه الحروب قال صفوي: إن منطقتنا متوترة جداً، وتستعر بالنار والدم.

* هدف الملتقى الدولي للأزمات الجيوسياسية في العالم الإسلامي
وأشار إلى أن "مؤسّسة الدراسات المستقبلية في العالم الإسلامي" وبالتعاون مع جامعة الشهيد بهشتي وبتحضير ابتدأ منذ عامين أقامت الملتقى الدولي الأول للأزمات الجيوسياسية في العالم الإسلامي، مبيناً أن أكثر من 500 بحث علمي عرض على أمانة الملتقى، وأن الملتقى شهد حضور أكثر من 20 شخصية فكرية رفيعة إيرانية وأجنبية.
وبين يحيى صفوي أن: الهدف الأول الذي نتابعه عبر الملتقى هو سبر آراء المفكرين في العالم الإسلامي حول الأزمات في المنطقة لنرى ومن وجهة نظر علمية أنهم هل يرون أن جذورها تعود إلى الشؤون الداخلية؟ أم أن سياسات الدول القوية ـ مثل إحداث الجماعات المتطرفة كداعش ووقوف الجيش الأميركي الخفي ووكالات الاستخبارات إلى جانب هذه الجماعات في سوريا والعراق ـ تقف خلف لك؟ أم أنه مزيج من هذا وذاك؟

* حلول الأزمات الداخلية في المنطقة
وبشأن حل الأزمات الداخلية أكد رحيم صفوي أن على البلدان التي يحكمها حكام بقوة مطلقة ممن لا يعيرون اهتماماً لآراء الشعب وتحكمهم حكومات كلاسيكية وقبلية، عليهم الاتجاه صوب الديموقراطية وآراء الشعب وإشراكه في الحكم، والسعي إلى أن يكون لهم دستور وبرلمان.
ولفت إلى أن النقطة الثانية هي عدم الانتباه إلى القضايا الاقتصادية، وقال "إن الفقر والجهل من دوافع نشوب الأزمات"، محذراً من أن بعض بلدان المنطقة تكون فيها الفجوة الطبقية كبيرة جداً، ولا تتمتع شعوبها بالرأسمال الوطني والدخل القومي.
وأشار إلى أن النقطة الثالثة هي تبعية حكام بعض البلدان لسياسات القوى العظمى مثل أميركا وبريطانيا وكذلك كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: نحن نريد السلم والأمان المستديم للمنطقة، في حين أن بعض الحكومات تقوم باختلاق التوترات والأزمات، وهي إما تعتدي على جيرانها، وإما أنها تشجع وتدعم المجموعات الإرهابية.

* إختلاف الآراء بين إيران والسعودية وتركيا في المنطقة
وبشأن التوترات في المنطقة خاصة بين السعودية وإيران قال رحيم صفوي: إن مساعدة إيران لحكومتي العراق وسوريا إنما هي بسبب الطلب الرسمي الذي تقدمت به بغداد ودمشق إلى طهران بإرسال مستشارين عسكريين إلى هناك.
وحول اتهامات السعودية وتركيا لإيران بالتدخل في شؤون بلدان المنطقة قال: نحن لا تراودنا أي أهداف أرضية أو أهداف مرتبطة بسيادة هذه البلدان، بل نتطلع للحفاظ على الحكومات في المنطقة، والحفاظ على سلامة تراب بلدانها.
وأضاف: نحن نعارض بشدة الإطاحة بحكومات دول المنطقة وبتجزئتها، ونتطلع للحفاظ عليها، لأن تجزئتها يصنع منها دويلات صغيرة ويضعفها، مايجعلها عرضة أكثر للهيمنة الأميركية والصهيونية.
ولفت إلى أن: بعض البلدان تعدو خلف الاحتلال العسكري لأجزاء من العراق وسوريا، وهذا ماتقوم به الآن بالفعل.
وشدد على أن إيران تسعى لبناء السلام والأمن لشعوب العراق وسوريا، والحفاظ على الحكومات القائمة في البلدان.

* مشترکات إیران، وسوریا، والعراق و لبنان
وأضاف المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية قائلاً: لدينا مصالح مشتركة مع تركيا والعراق وسوريا وحتى بعض الدول المجاورة الأخرى، ويجب أن يقوم تقسيم العمل بيننا وفقاً للمصالح المشتركة هذه، ووفقاً للعدو المشترك.
وقال صفوي إن الصهاينة هم العدو المشترك، للبنان، وسوريا، والعراق، وإيران، وبالتالي يجب أن يكون هناك تعاون ضد العدو المشترك.
وحذر من أن كل ما يحدث في المنطقة إنما يؤدى إلى نسيان القضية الفلسطينية، وأن هذا ما يصب في مصلحة أمن الكيان الصهيوني، ويؤدي إلى إضعاف بلدان محور المقاومة، وإطلاق الحرب بين الحضارات.

* سبب التوترات الدينية والعرقية في الشرق الأوسط وحلولها
ولفت إلى أن إن تنوع الأديان والقوميات هو ليس سبب التوترات في المنطقة "وفي الحقيقة إن الأجانب هم من يريدون إشعال النوائر بين العرب وغير العرب أو استفزاز السنة والشيعة."
ورأى صفوي أن أفضل حل عملي لهذه المسألة هو أن تحذو هذه البلدان العملية الدبلوماسية والتعاون بين الدول.
وأضاف أن إيران مدت دائماً يد الصداقة لجيرانها وسعت للتقارب والصداقة والعلاقات الجيدة في المجالات الاقتصادية والثقافية والتجارية، وخصوصا مع دول الجوار الـ15.

 

* مصير الإرهابيين بعد هزيمتهم في العراق وسوريا
وأكد صفوي أن وجود الإرهابين يضر بجميع بلدان العالم، وقال: أتوقع أن الإرهابيين الذين ينتظرهم الموت في العراق وسوريا سوف يغادروا المنطقة إلى بلدان أخرى، ولكننا لا نريد أن تصبح البلدان الإسلامية الأخرى غيرآمنة.
وعدّ صفوي تحقيق السلام والأمن كطريق حل في المنطقة، وقال: جيراننا يعون صدق مسؤولينا، فقيادتنا تتكلم وتتخذ مواقفها بصدق وصراحة.
ونوه إلى أن الساسة قد استخدموا نظرية صراع الحضارات لإيقاد الحرب مع الحضارة الإسلامية، وإشعال الحروب في الدول ذات الحضارات العريقة مثل العراق وسوريا واليمن. وقال: في الحقيقة فإن هذه الحرب هي لتقويض وتدمير الدول الإسلامية، ما يصب في مصلحة الحكومات الغربية والكيان الصهيوني.

* التكفير يهدد العالم أجمع
وحذر اللواء صفوي من أن التكفير يهدد شعوب العالم أجمع، وقال: عليها أن تعلم أن هؤلاء بعيدون كل البعد عن الإسلام، ولا يمتون إلى الإسلام بصلة.
وأضاف: إنما هذه المجموعات الإرهابية ضد الإسلام وضد الإنسانية، فهي قد استعبدت المرأة الإيزيدية وباعتها في بلدان أخرى.
وحذر من أن التصرفات الوحشية لهؤلاء خطر يجب على البلدان الإسلامية والأوروبية إدراكه سوية، منوهاً إلى أن: أمواج الإرهاب ستصل إلى أميركا وأوروبا وحتى روسيا، وإذا توحدت جميع البلدان فيمكن اجتثاث جذوره.
وأشاد اللواء صفوي بمواضع الأزهر الشريف في تعيين مواقفه من القضايا الدينية، وقال: على علماء البلدان الإسلامية الأخرى مثل السعودية أن يعلنوا مواقفهم من الجماعات التكفيرية.

104-10