ما هو السر خلف الزيارة المفاجئة لوزير خارجية تركيا ورجل مخابراتها الى طهران؟

ما هو السر خلف الزيارة المفاجئة لوزير خارجية تركيا ورجل مخابراتها الى طهران؟
الأحد ٢٧ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٥:٤٣ بتوقيت غرينتش

ما هو السر الذي يكمن خلف الزيارة المفاجئة لوزير خارجية تركيا ورجل مخابراتها القوي الى طهران؟، وما علاقتها بمقتل الجنود الاتراك الثلاثة في غارة سورية؟ وهل تمنع حربا إقليمية في الشمال السوري؟

العالم - العالم الاسلامي

تركيا في عين اكثر من عاصفة هذه الأيام، فهي في صراع مع الاتحاد الأوروبي، ووصلت الازمة بينها وبين الأوروبيين الى قمة التوتر عندما هدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بفتح أبواب الهجرة الجهنمية على أوروبا كرد على قرار البرلمان الأوروبي بتجميد المفاوضات حول انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي، لكن التوتر الأخطر في رأينا يتلخص في اقدام طائرات حربية سورية على قصف قوات "درع الفرات" التركية على اطراف مدينة الباب في الشمال الغربي السوري، وقتل ثلاثة جنود اتراك واصابة عشرة آخرين، للمرة الأولى منذ بدء الازمة السورية قبل ست سنوات تقريبا.

الزيارة المفاجئة التي قام بها السيد مولود جاويش، وزير الخارجية التركي الى طهران السبت، على رأس وفد امني وعسكري يضم السيد هاكان فيدان رئيس جهاز المخابرات، الذي يعتبر صندوق اسرار الرئيس اردوغان، واحد ابرز المقربين منه، هذه الزيارة تشكل تحركا تركيا مهما يهدف الى تجنب أي مواجهة عسكرية على الأرض مع سورية وحلفائها الإيرانيين والروس.

الجانب التركي هدد بأنه سيرد بقوة على هذا "الاعتداء" السوري، ولكن هذا الرد لم يحدث، او بالأحرى تأخر، مما يعني ان "العقلاء" في انقرة حسبوا الأمور بشكل جيد، وادركوا ان مثل هذا الرد قد يؤدي الى نتائج وخيمة، خاصة ان ايران وروسيا ايدا هذا الهجوم السوري الذي استهدف القوات التركية، وتم بتنسيق مسبق معهما.

السوريون وحلفاؤهم الروس والايرانيون استغربوا توصيف الاتراك لهذه الغارة الجوية السورية المذكورة بأنها "اعتداء"، لان القوات التركية تتواجد حاليا على الأرض السورية وتتوغل فيها بطريقة غير مشروعة، مما يعني انه من حق الطيران السوري الحربي الدفاع عن سيادة حكومته على أراضيها، ومن المؤكد ان الوفد التركي الزائر لطهران سمع كلاما مماثلا، وربما اكثر قوة في هذا الخصوص.

معركة استعادة مدينة الباب، وإخراج داعش منها، باتت مفصلية، ومحور سباق بين الحكومة السورية من ناحية، وتركيا وحلفائها من "الجيش السوري الحر" وفصائله من ناحية اخرى، لان سيطرة القوات التركية على هذه المدينة يفتح طريق امداد استراتيجي الى حلب الشرقية التي تتواجد فيها عناصر "فتح الشام"، "النصرة" سابقا، وفصائل متشددة أخرى، الامر الذي لا يمكن ان يسمح التحالف الروسي السوري الإيراني به مطلقا، لان هذا سيعرقل التقدم الكبير الذي حققته وتحققه القوات السورية في ريف حلب، ونجاحها في استعادة ثلث، ان لم يكن نصف، احياء حلب الشرقية حتى كتابة هذه السطور.

هل تنجح زيارة وزير الخارجية التركي ووفده الى طهران التي التقى خلالها الرئيس الإيراني حسن روحاني، ونظيره محمد جواد ظريف في التوصل الى  تسوية تمنع حربا إقليمية على أبواب مدينة الباب؟

الأيام المقبلة ستجيب عن هذا السؤال.

المصدر: راي اليوم

110-3