صورة/ صحيفة سعودية تشبه العمال الاجانب بـ"حيوان" وترفض الاعتذار !

صورة/ صحيفة سعودية تشبه العمال الاجانب بـ
السبت ٠٧ يناير ٢٠١٧ - ٠٢:٢٤ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة “الحياة” اللندنية، كاريكاتيرا يصور العمال الأجانب المقيمين بالسعودية بالجرذان الذين يقفون في طريق عمل المواطنين السعوديين، ما أثار استياء الكثير من الاجانب.

العالم- السعودية

ويظهر في كاريكاتير ناصر خميس، الرسام الذي يعمل مع الصحيفة، مواطنا سعوديا يمشي على الحبل، حاملا عبء ضعف الأجور وانعدام الفرص، بينما يقرض الجرذ (العامل الأجنبي) الحبل لقطع الطريق عليه.

والكاريكاتير لاقى رد فعل غاضباً من المقيمين والمواطنين السعوديين ووصفه الكثير منهم بالمسيء والعنصري.

ووصف الصحافي السوري غسان ياسين، الكاريكاتير بأنه “قذر ومنحط”، داعيا إلى “الاعتذار، فهو أقل ما يمكن أن تقدمه صحيفة الحياة بعد وصف الوافدين بالجرذان”.

وعلق الإعلامي السعودي وائل كردي، على الكاريكاتير عبر حسابه في “تويتر”، متسائلا: “هل يليق هذا الوصف الدنيء وهذا التعميم المجحف”؟

وأبدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أسفها لقيام الصحيفة بنشر الكاريكاتير، قائلة إنه ينتقص كرامة الإنسان ويخالف النصوص الشرعية، مطالبا الصحيفة بحذف الكاريكاتير..

لكن اعتبر رسام الكاريكاتير السعودي ناصر خميس، أن ما قام به "قرئ بشكل خاطئ"، رافضاً الاعتذار عن الكاريكاتير المسيء إلى العمالة الأجنبية.

ونقلت قناة "العربية" السعودية عن خميس قوله: "لا أرى أن الكاريكاتير مسيء؛ لأنه يخص فئة معينة من العمالة الأجنبية تضر بالبلد".

ورفض خميس الاعتذار عن الكاريكاتير، مكرراً: "هناك الكثير من التعليقات على الكاريكاتير وبعض مع والبعض ضد، ويوجد حشود وقطعان في الإنترنت لنقْد أي عمل وطني سعودي"، بحسب رأيه.

هل ولت “ايام الرخاء والنعيم” بالسعودية؟

بدوره علق عادل العوفي الكاتب في صحيفة راي اليوم بمقالة كتب فيها: “ان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم”.. يحق لنا طرح هذه الكلمات حين يتعلق الامر بالمداخلة الهاتفية التي اجراها رسام الكاريكاتور السعودي “ناصر خميس″ عبر برنامج “تفاعلكم” على قناة “العربية” السعودية التي سارعت للاتصال به بعد ما احدثه “الرسم العنصري” الذي نشره بجريدة “الحياة” عن “العمالة الاجنبية” في المملكة وتشبيهها “بالجرذان”.

هذا الموضوع أثار موجة استياء عارم في وسائل الاعلام التقليدية منها والحديثة ولم يقتصر صداه على  السعودية فقط والغريب ان صاحبه رفض “الاعتذار” على فعلته من خلال البرنامج المذكور حيث صرح بان ما قام به لا يستوجب ذلك و”المادة المنشورة” فسرت بشكل “خاطئ “.

من المشين ان يتم السكوت على هذه “الاهانة” التي تتكرر في الكثير من المرات ويمكن رصدها في عديد الاعمال الفنية ولاسيما الكوميدية منها رغم ان “شجبها” يتم بصوت “مبحوح” لا يسمع على الاطلاق، فكيف “تولدت” هذه النظرة الدونية “للغريب” او الاجنبي على الارض السعودية؟

ما يمكن التركيز عليه في الاونة الاخيرة هو ان “الهزة الاقتصادية” التي حركت المجتمع السعودي لها دور كبير في السعي لاقحام المواطن في سوق الشغل بعد ان ادرك “متأخرا” ان أيام الرخاء والنعيم” قد ولت ولن تعود على الاطلاق في ظل “الرؤية الضبابية ” التي تحوم حول المستقبل.

من هذا المنطلق يمكن “الاستناد” لفهم فحوى الرسم الكاريكاتوري “الصادم” وهذا ما برر به صاحبه تلك “الزلة” محاولا “التغطية” على الامر بانحيازه لليد العاملة المحلية التي باتت تعيش وضعا صعبا في ظل”الهيمنة الاجنبية” التي تقطع عليهم الطريق مع العلم ان “الاولوية” تظل لهم او هكذا هو المفروض.

من حق السعوديين الحصول على فرص العمل بشكل متقدم على الاخرين لكن من غير المقبول “اذلال” الاطراف الاخرى  الذين يبقى ذنبهم الوحيد السعي لكسب لقمة العيش هذا دون اغفال عامل مهم ويتجلى في  انهم اثبتوا جدارتهم من خلال كسب  ثقة ارباب الشغل ولا نعتقد ان مجتمعا مثل المجتمع السعودي يمكن ان يعطي “هدايا مجانية” فقط من باب “الاخوة ” وروابط الدم.

فهل هذا يعطي الحق “للوطنيين” {كما قال الرسام ووصف نفسه} بمهاجمة “الوافدين” و”احتقارهم” بذلك الشكل المخزي ووصفهم “بالجرذان”؟

لو كان الامر كذلك لانتفض المغاربة واللبنانيون والمصريون ضد “تصرفات” {كلفظ مهذب} السعوديين في بلادهم تحت عنوان عريض هو “السياحة”.

106-4