من حق لبنان أن يفخر بمقاومته وجيشه ورجال أمنه

من حق لبنان أن يفخر بمقاومته وجيشه ورجال أمنه
الإثنين ٢٣ يناير ٢٠١٧ - ٠٦:٤٧ بتوقيت غرينتش

انقذت قوات الأمن اللبنانية ارواح عشرات المواطنين اللبنانيين الابرياء، وانقذت لبنان من كارثة انسانية، كانت ستهدد امنه واستقراره واقتصاده، عندما احبطت مساء السبت 21 كانون الثاني / يناير، بعملية نوعية وشجاعة، هجوما انتحاريا كان يستهدف مقهى “كوستا” المعروف في شارع الحمرا ببيروت، الذي عادة ما يكون مكتظا مساء السبت.

العالم - لبنان

الانتحاري عمر حسن العاصي، الذي اصيب لدى اعتقاله، اعترف انه استطلع شارع الحمرا، قبل يوم من تنفيذ العملية، وقرر ان يفجر نفسه في مقهى كوستا لانه مكتظ بالزبائن، وجاء في اليوم التالي مزنرا بحزام ناسف، وتوجه نحو المقهى، وعندما هم بدخوله أطبقت عليه عناصر المخابرات والمعلومات، ولما حاول تفجير نفسه تم إطلاق النار على كتفه فسقطت يده ولم يستطع شد الحزام.

العاصي وهو لبناني من انصار احمد الاسير، اعترف ايضا انه تلقى اوامر من “داعش” لتنفيذ العملية، مع فتوى من شيخ في مخيم عين الحلوة، اعتبرت عمله جهادا في سبيل الله.

من حق الشعب اللبناني بجميع طوائفه وقومياته ان يفخر بأبنائه من رجال المقاومة والجيش والامن، الذين انقذوا لبنان من المصير الذي حاولت قوى الظلام ان تدفعه اليه كما دفعت العراق وسوريا وليبيا والعديد من الدول الاخرى، فأذاقت شعوبها مرارة انعدام الامن والفوضى والخراب والتشريد، بينما لا يفصل لبنان عن هذه المآسي والكوارث اي فاصل جغرافي.

ان المخاطر المحدقة بلبنان، كوجود، ساهمت في رفع منسوب الوطنية لدى جميع الفرقاء اللبنانيين، وتعاليهم على الطائفية والعرقية والمناطقية والحزبية والمصالح الضيقة، وهذا المنسوب هو الذي دفع الى حصول الانفراجه السياسية التي يعيشها لبنان والتي ادت الى انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة، وتعزيز اللحمة الوطنية والتعاون بين جميع فروع قوى الامن والمقاومة والجيش، الامر الذي ضيق الخناق على الارهابيين في لبنان، فكشفوا عن حقيقتهم، فاذا بهم اعداء لجميع اللبنانيين دون استثناء.

بعد عملية شارع الحمرا اصبح واضحا ان التكفيريين لايستهدفون حزب الله وحاضنته الشعبية ومؤيديه وانصاره، انتقاما من الحزب، لمقارعته رفاقهم في سوريا، بل يستهدفون منذ البداية امن واستقرار لبنان بشكل عام، وهذا الهدف كان ومازال هدفا استراتيجيا للتكفيريين والصهاينة.

ان استهداف شارع الحمرا، يأتي في اطار انتقام الجماعات الارهابية من الشعب اللبناني، بسبب تمسكه بوطنيته ورفضه احتضان التكفيريين والفكر التكفيري، وظهور بوادر على وجود تنسيق امني بين لبنان وسوريا في مجال مكافحة الارهاب، فكان لابد من معاقبة لبنان، كما يتم الان معاقبة تركيا، بعد تقاربها مع روسيا والتنسيق معها امنيا وعسكريا، بهدف التصدي للجماعات الارهابية.

ماجد حاتمي : شفقنا

109-4