ضاقت عليهم الأرض بما رحبت.. تلك أسباب زيارات السعوديين الخارجية

ضاقت عليهم الأرض بما رحبت.. تلك أسباب زيارات السعوديين الخارجية
الإثنين ٢٠ مارس ٢٠١٧ - ٠٧:٣١ بتوقيت غرينتش

“نقطة تحول تاريخية”، هكذا وصف نائب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان العلاقات بين المملكة السعودية والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، على الرغم من أنه اعترف بأن هناك بعض الخلافات بين البلدين، حيث اليوم نائب ولي العهد يحرص على تقديم المجاملات واصفا الرئيس ترامب بالصديق الحقيقي للعرب، معلنا أنه يعتقد أن قرار حظر سفر المسلمين الذي اتخذه ترامب يأتي في إطار حماية الولايات المتحدة لنفسها من الإرهاب.

 العالم - السعودية

وأضاف دويتشه فيله الألماني في تقرير ترجمته "وطن" أن ترامب ووزرائه يعتقدون اليوم أن المملكة العربية السعودية تلعب دورا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط، حيث يوضح سايمون هندرسون من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أنه بعد سنوات من الاغتراب النسبي بين المملكة والولايات المتحدة، تبدو اليوم بداية جديدة بينهما، ونائب ولي العهد السعودي  يريد بشكل واضح الاستفادة من هذه الفرصة.

 واعتبر الموقع الألماني أن مبادرات بن سلمان مع ترامب فيما يتعلق بالمستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية وكذلك قضايا الأمن تمثل تغييرا كبيرا في العلاقات بين واشنطن والرياض، حيث اتفق الجانبان على ما اسموه بالتوسع الإيراني في المنطقة، ومواجهة إيران.

 ولفت دويتشه فيله إلى أنه كان ينظر إلى الحوار بين واشنطن وطهران الذي بدأه أوباما في الرياض كتقويض للشراكة السعودية الأمريكية التي بدأت منذ عقود طويلة، وفي المملكة كانوا يعتقدون أن أوباما خلق عمدا فراغا خطيرا في المنطقة يجري الآن شغله من قبل إيران التي تريد نشر العنف والفوضى( بحسب المزاعم )، حتى أنه يجري حاليا شن الصراع الإيراني السعودي على عدة جبهات وعلى عدة مستويات. على سبيل المثال السعودية تحارب أساسا حركة انصار الله في اليمن المحسوبة على إيران. كما تتواجه المملكة وإيران أيضا في سوريا، حيث أصبحت الحرب هناك لفترة طويلة صراعا متعدد الطبقات، حيث تعد إيران حليفا لبشار الأسد، وتعارض تحركات السعودية الراعية للمتمردين.

 كما شهد البلدان مواجهة اخرى، في عام 2015 خلال الحج حيث مات المئات من الحجاج الإيرانيين في أحداث التدافع، وحملت إيران السلطات السعودية المسؤولية واستمرت التوترات بين البلدين.

 وأشار دويتشه فيله إلى أنه فكريا المملكة دولة قوية، وعلى الرغم من أنها تعلن عن عزمها على محاربة التطرف والجهادية من ناحية فإنها في نفس الوقت تصدر عقيدة الوهابية وهي نسخة صارمة للغاية للإسلام السُني تعمل على نشرها في أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي والأوروبي أيضا، فعلى سبيل المثال برعاية المملكة العربية السعودية إعداد وتشغيل أكاديمية الملك فهد في بون والتي جرى إغلاقها هذا العام بعد عمل استمر لمدة عقدين من الزمان بسبب استقطابها للمتشددين،  كما تزايدت الاتهامات مؤخرا التي تطال المملكة من جميع أنحاء العالم وتعتبرها ضمن الدول الراعية للإرهاب الجهادي.

 واستطرد دويتشه فيله أنه بينما كان يتحدث نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس ترامب في واشنطن، كان الملك سلمان بن عبد العزيز في الصين في زيارة لم تكن كلها لأغراض تجارية، حيث تسعى الصين لضمان وجود حلفاء لها في الشرق الأوسط، كما أن المملكة العربية السعودية تسعى لإقامة شراكات وتعاونات جديدة في آسيا.

109-4