إكتشاف ضعف حاملات الطائرات الأميركية أمام السلاح الروسي

إكتشاف ضعف حاملات الطائرات الأميركية أمام السلاح الروسي
الخميس ٢٣ مارس ٢٠١٧ - ٠٦:٣١ بتوقيت غرينتش

تطرقت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" إلى قلق الخبراء العسكريين في الولايات المتحدة إزاء مصير حاملات الطائرات الأميركية في حال نشوب نزاع مسلح مع روسيا.

العالم ـ أوروبا

وجاء في مقال الصحيفة:

بدأ الخبراء العسكريون في الولايات المتحدة بالإعراب عن قلقهم لمصير حاملات الطائرات الأميركية المكلفة جدا. وبحسب الخبراء فإن هذه السفن البحرية الباهظة الثمن جدا، لن تبرر كلفة إنتاجها في حال نشوب نزاع مسلح مع روسيا أو الصين.

وبحسب مجلة "إنترناشيونال إنترست" هناك مجموعة عوامل تهدد حاملات الطائرات، من بينها الطوربيدات، التي يمكنها إلحاق أضرار كبيرة بها.

إذ تبيِّن الحقائق التاريخية إمكانية تعطيل وتدمير حاملة الطائرات باستخدام سلاح الطوربيدات. ففي عام 1939، تمكنت الغواصة الألمانية "U-29" من إغراق الطراد البريطاني المحول إلى حاملة طائرات "HMS Courageous" باستخدام الطوربيدات. كما تم في عام 1944 إغراق حاملة الطائرات اليابانية "HIJMS Shinano" بالطوربيدات أيضا. صحيح أن تعديلات أُدخلت على حاملات الطائرات الحالية، ولكن سلاح الطوربيدات هو أيضا يُطوَّر.

ولتوضيح مدى مقاومة حاملات الطائرات الحالية لسلاح الطوربيدات، أجريت في الولايات المتحدة تجارب عديدة. ففي عام 2005 تم تفجير شحنات في حاملة الطائرات الأميركية "USS America" تماثل قوتها قوة طوربيد، فما هو الاستنتاج الذي تم التوصل إليه؟ - "لا أحد يعرف كم عدد الطوربيدات اللازمة لإغراق حاملة الطائرات، ولكن يمكن القول إن طوربيدا واحدا سيصيبها بأضرار بليغة ويمنعها من القيام بمهماتها"، - بحسب المجلة الأميركية.

كما أن الصواريخ الفائقة الدقة هي خطر آخر يهدد حاملات الطائرات. ومع أنه لا توجد هناك حاليا معلومات عن فعالية هذه الصواريخ ضد حاملات الطائرات، فإن المجلة تعترف بأن عواقب وخيمة ستنجم عن سقوط صاروخ مجنح، وستحول دون إقلاع الطائرات جزئيا أو كليا منها.

وخلال فترة الحرب الباردة، تمكن السوفييت من صنع أسلحة مختلفة مضادة لحاملات الطائرات، بدءا من زوارق الحراسة وانتهاء بقاذفات القنابل الاستراتيجية. وتوجد حاليا في حوزة روسيا والصين ترسانة كبيرة من مختلف أنواع الصواريخ المجنحة القادرة على مهاجمة حاملات الطائرات بفعالية. وتختلف هذه الصواريخ بحسب مداها وسرعة تحليقها، حيث من بينها تلك التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وغير المرئية لرادارات المضادات الجوية.

والسلاح الآخر، الذي يشكل خطورة كبيرة على حاملات الطائرات، هو الصواريخ البالستية المضادة للسفن، التي يمكنها المناورة عند اقترابها من الهدف، حيث إن الطاقة الحركية لهذه الصواريخ كافية لتدمير مدارج إقلاع الطائرات وهبوطها، وبالتالي عدم إمكانية استخدامها في المعركة. وهنا تظهر التساؤلات بشأن إمكانية تدمير هذه الصواريخ عند اقترابها من حاملة الطائرات.

أي أن استخدام حاملات الطائرات بكلفتها العالية في العمليات القتالية يصبح موضع شك. فمثلا ستكلف حاملة الطائرات الجديدة من طراز Ford (CVN-78) دافعي الضرائب في الولايات المتحدة 13 مليار دولار، ناقصًا قيمة الطائرات التي ستكون على متنها. إضافة إلى أن كلفتها سترتفع إذا أخذنا بالاعتبار مجموعة السفن التي ترافقها. وبحسب "إنترناشيونال إنترست"، "في لحظة ما ستصبح الفائدة الحربية من حاملة الطائرات غير حيوية عند مقارنتها بتكاليف بنائها وفعاليتها والطائرات التي على متنها".

وتخرج المجلة الأميركية باستنتاج متناقض يفيد بأن الصين وروسيا ليستا بحاجة إلى تدمير حاملات الطائرات، لأن الوسائل الحالية لمحاربتها تجبر الرئيس الأميركي وقادة القوات البحرية الأميركية على بذل جهود كبيرة للمحافظة على حاملات الطائرات. أي أن على القيادة حظر استخدامها في العمليات القتالية. وبذلك، تتحول أغلى السفن إلى ضعفهم الرئيس. إذ لكيلا تُفقد حاملة الطائرات يجب أن تبقى بعيدة عن منطقة النزاع العسكري. وفي هذه الحالة تصبح المبالغ الضخمة، التي انفقت على بنائها وحمايتها، غير مبررة.

هذا، في حين أن روسيا والصين مستمرتان في صنع وسائل جديدة لتدمير حاملات الطائرات.

المصدر: روسیا الیوم
 

104-2