حسين مرتضى: ما الذي تغير بعد مؤتمر أستانا؟!

حسين مرتضى: ما الذي تغير بعد مؤتمر أستانا؟!
الأربعاء ١٠ مايو ٢٠١٧ - ١٢:٢٧ بتوقيت غرينتش

في ظل الأجواء السياسية المتسارعة والأحداث المتلاحقة أقام تجمع العلماء المسلمين في لبنان ندوة سياسية حاضر فيها رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين الشيخ الدكتور حسان عبد الله، والإعلامي السيد حسين مرتضى عن آخر التطورات الإقليمية والدولية.

العالم - سوريا

وأكد الشيخ حسان عبدالله خلال هذه الندوة على الثوابت التالية:

أولاً: إن الحرب الكونية على سوريا فشلت وهي في إرهاصات الساعات الأخيرة وكل ما يُعده محور الشر الأمريكي الصهيوني بدعم من الرجعية العربية لن يفيد في التخلص من النهاية الحتمية التي هي فشل مشروعهم وانتصار محور المقاومة.

ثانياً: إن الحشد الضخم على الحدود الجنوبية لسوريا من قبل الأردن بدعم أمريكي صهيوني رجعي عربي لن يرعب سوريا ونكتفي بما قاله الرئيس المناضل الدكتور بشار الأسد أن الأردن دولة صنعت لهذه الغاية وهي التآمر على البلدان العربية، ألم تطرد المقاومة الفلسطينية وانكشف عمق التحالف بينها وبين الصهاينة، واليوم تريد تسهيل تأمين حزام أمني يحمي الكيان الصهيوني، ونقول للأردن أنتم أصغر من أن تزحزحوا الأسد عن عرينه وستكون نهايتكم فيما لو فكرتم بمغامرة نتيجتها معروفة سلفاً وهي الهزيمة، ففكروا يا قادة الأردن بمصلحة شعوبكم ولا يغرنكم التواجد الأميركي فلا يلبث أن يترككم ويعود إلى بلده عندما يجد أن مصلحته في الانسحاب، فهو يريد أن يقاتل بكم لا عنكم.

ثالثاً: مع ترحيبنا بنتائج المفاوضات الأخيرة في الأستانة إلا إن العبرة في التنفيذ وحسناً فعل وزير الخارجية السوري وليد المعلم  بإيضاح الرؤية السورية لهذه النتائج فالمعركة مع الإرهاب النصرة وداعش ومن يسير معهما مستمرة وتخفيف التوتر محدود بزمن، وقد أعلن الرئيس المناضل الدكتور بشار الأسد أنه لن يتوقف عن القتال حتى تحرير كامل التراب من كل أجنبي وإرهابي.

ولنكن صريحين نحن لن نعول على هذه المفاوضات أو غيرها، وإنما نعول على إنجازات الجيش السوري البطل والقوات الحليفة.

رابعاً: دعوة من القلب إلى كل عالم دين سوري غرته العناوين البراقة لكذبة الثورة في سوريا وكل وطني شريف إنساق وراء حلم ديمقراطية زائفة يمكن للغرب أن يمنحها لهم وخانته ذاكرته وطاش لبه فنسي أن الديمقراطية الحقيقية هي نتاج حركة سياسية نظيفة مبنية على إجماع الجماهير وليست بالإستعانة بالخارج الذي سيحولها إلى استعمار وعبودية، إلى كل هؤلاء عودوا إلى رشدكم، تصالحوا مع شعبكم واذهبوا إلى طاولة حوار مع الدولة، وضعوا دستوراً جديداً لبلادكم، فحضن الدولة واسع وكما سامح من حمل السلاح وأعاده إلى حضن الوطن سيسامحكم ويكون لكم دور في بناء سوريا الحديثة.

وجاءت كلمة الزميل حسين مرتضى في هذه الندوة كالتالي:

اليوم الموضوع هو الواقع الميداني الموجود على الساحة السورية انطلاقاً من الكثير من التطورات والتي بالطبع بُنيت عليها الكثير من المواقف السياسية التي أوصلتنا إلى الأستانة 4 ونحن على أبواب جنيف 6 وبعدها سيكون هناك أستانة 5، سأحاول تقديم مقدمة صغيرة إذا نظرنا لماذا وصلنا إلى أستانة4 ولماذا وافقوا بموضوع مناطق تخفيف التوتر أو تخفيف الاقتتال وما الذي تغير؟

في اللقاءات السابقة كان هناك الكثير من المعارك التي كانت تجري قبل بداية أي جولة من المحادثات أو من اللقاءات أو من الاجتماعات، في جنيف أو في أستانة، كان آخرها ولا أريد أن أعود كثيراً إلى الوراء المتعلق بمعركة حلب، لكن كان أخرها معركة جوبر التي كانت في الشهر الثالث، هذه المعركة فعلاً من المعارك المفصلية التي كانت بالنسبة للوضع الميداني على الساحة السورية، كان الهدف أن هذه المجموعات المسلحة أن تصل من جديد إلى أبواب العاصمة دمشق وبعدها يتغير كل شيء حتى فيما يتعلق بالمحادثات فيما يتعلق بالمناطق، ما الذي تريده هذه المجموعات، ما الذي تريده هذه الدول، لكن الصمود الذي جرى وصد الهجوم من قبل الجيش السوري مع حلفائه بالطبع فوت الكثير من الفرص على هذه الدول، الهدف أن يبقى هناك خصوصاً في منطقة الغوطة الشرقية أن يبقى هناك قوة تُعتبر من المجموعات التي تستطيع السعودية أن تتحكم أو أن تحركها، هذه نقطة جداً مهمة لأنه بعد خسارة حلب نحن نعلم أن حلب كانت أكثر بالنسبة إلى التركي، كانوا موجودين في حلب القديمة وهم حركة أحرار الشام، جميع المجموعات مرتبطة اقليمياً ودولياً ولكن في بعض الفصائل تستطيع بعض الدول الإقليمية أن تتحكم بها أكثر وأن تستغلها أكثر في أي حراك سياسي إن كان هناك حراكاً سياسياً، صد الهجوم وفشل فيلق الرحمن جعل جيش الإسلام يشعر بالخوف والقلق والسعودية بدأت تفقد أكثر من أوراقها، بمعنى أنه إذا استمر الجيش السوري في معركة الغوطة الشرقية تحديداً واخذ منطقة القابون وجوبر عملياً هي المعارك موجودة فيها يصبح جيش الإسلام محاصر داخل دوما ومنطقة اسمها تل كردي وبعض المناطق الصغيرة، أي انه يصبح الهدف الإستراتيجي لهذه المجموعات ضيق جداً، من هنا كان تحرك جيش الإسلام ليستطيع أن يأخذ مناطق أكثر من خلال السيطرة على بعض المناطق في الغوطة الشرقية وعندما يسيطر على هذه المناطق لا يستطيع الجيش السوري أن يواجه جيش الإسلام، لماذا؟ لأن جيش الإسلام من الفصائل الموقعة على وقف إطلاق النار في اجتماعات ومحادثات أستانة، المسألة أنه من ضمن الحرب النفسية التي أفقدتهم أعصابهم أولاً هم لم يتوقعوا أن تصل إيران إلى مرحلة أن تكون من الدول الضامنة، وهذا أول إنجاز بالنسبة لنا، نحن لنا روسيا وإيران. وتركيا، فنحن الأكثر.

الأمر الثاني أن توقع، المرة الأولى في أستانة وصلنا للجولة الرابعة ولم يكن أي توقيع على أية ورقة، كان يصدر بيان ليس فيه توقيع من أي وفد، هنا أصبح في توقيع وهذا بحد ذاته يُتعبر إنجاز، الإنجاز الثالث وهو تحديد هذه المناطق والنقطة المهمة انه يفرض على المجموعات المسلحة الموقعة أو التي حضرت اجتماع أستانة ووقعت عنها تركيا ملزمة بأن تحارب جبهة النصرة وداعش في المرحلة المقبلة وهذه هي التي أوجدت خلافاً كبيراً الآن موجود بين فصائل المجموعات المسلحة والذين بدأوا يتهمون حركة أحرار الشام وجيش الإسلام بأنهم هم من باع القضية وباعوا الثورة السورية و.. و.. بدأت خلافاتهم فيما بينهم. نحن بالمرحلة القادمة جيش الإسلام عليه مساندة الجيش السوري في محاربة داعش وجبهة النصرة، وهذا الأمر مفروغ منه، هؤلاء سيحاربون جبهة النصرة أو عليهم فتح المجال للجيش السوري من أجل محاربة جبهة النصرة، هذه ستكون معركة أخيرة.

لماذا عادوا لفتح جبهة الجنوب؟ أو لماذا أعاد تفعيل هذه الجبهة؟ بعد خسارة حلب وهو مشروع الجنوب أساساً موجود، تذكرون أن المعركة بدأت أساساً بالجنوب لكن (نيموا) ملف الجنوب، لماذا؟  كان الاعتماد أكثر وكان أقرب إلى التنفيذ هو الشمال لأنه حلب ودخلوا إلى حلب الشرقية وبقي تقريباً بنيام والضاحية وبعض الأحياء البسيطة جداً وهي أقرب إلى تركيا ومفتوحة أكثر وذهب التركي معهم لأبعد الحدود، فكان يوجد بديل، الأردن يعرفون أنه لا يتحمل كثير من الأعباء فاعتمدوا على الموضوع التركي وبعد أن فشلت هذه الخطة من ناحية حلب مباشرة كان بدأ التحضير لمعركة الجنوب أو الخطة (ب) التي تحدثت عنها الكثير من وسائل الإعلام، وما يجري الآن هو محاولة فصل المنطقة الجنوبية عن جنوب لبنان وعن الأراضي السورية وبذلك تصبح كل هذه المجموعات على حدودنا نحن من ناحية مزارع شبعا ومن ناحية البقاع الأوسط ، يعني نتكلم نحن عن ناحية البقاع الغربي ليصلوا لمنطقة جبل الشيخ.

3ـ 10