حوار صريح مع قناة العالم..

باقر جبر الزبيدي: أحدى مشاكلنا مع قيادة الحكمة.. لا ندري من اين يموّل المجلس الاعلى

الجمعة ٠٤ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٣:٠٧ بتوقيت غرينتش

العراق (العالم) 2017/8/4- اكد القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي باقر جبر الزبيدي في حوار ضمن برنامج لقاء خاص مع قناة العالم، ان المجلس سيسير على خطى الشهيد السيد محمد باقر الحكيم الذي رسمه، وسيحافظ على علاقات استراتيجية بعيدة المدى مع ايران، داعياً الفرقاء الى الوحدة للوقوف امام الهجمة الشرسة والمتمثلة بداعش وداعميها، ومعتبراً مخطط تقسيم العراق خط أحمر، ومحذراً من القواعد الاميركية المتواجدة على ارض البلد.

العالم - العراق

وفيما يلي المقابلة كاملة التي اجراها معه الزميل نويد بهروز مراسل العالم في بغداد..

المذيع: بعد التغييرات الدراماتكية في المجلس الاعلى الاسلامي في العراق، هل تم استيعاب هذه الصدمة، وما هي الخطوات التكميلية اللاحقة، وهل اكتملت الصورة حالياً؟

الضيف: بلا شك كانت فعلاً صدمة لنا وكنا نتوقع خروج السيد عمار الحكيم، لكن الذي حصل ان عدد من القيادات خرجت ايضاً والتي تمثل الاغلبية للنظام الداخلي والوريث الشرعي للمجلس الاعلى وممتلكاته وهم اعضاء مهمون للائتلاف الوطني ولخط الشهيد الاعلى السيد محمد باقر الحكيم واخيه عبد العزيز، وبالتالي الهيئة الرئاسية انتخبت رئيساً ورؤساء مكاتب، والعمل جار ليل نهار لاعادة ترتيب الوضع لتسليم المقرات منهم.

المذيع: وماذا عن فرز الكادر الانساني والقيادات السياسية، ما الذي حصل عندما غادر عمار الحكيم، هناك كتلة المواطن وقيادات سياسية في العاصمة وكذلك في المحافظات، من التحق بعمار الحكيم ومن بقى؟

الضيف: لا يمكن الان حصر ذلك، في البداية كانت هناك صدمة، فالبعض ذهب مع رئيس المجلس السابق عمار الحكيم وهو رئيس الحكمة الوطني الحالي، والبعض بقى معنا، لكن خلال الايام القادمة هناك تطور في عودة الكثير من الاخوة الى الخط الاصلي الذي اسسه "عزيز العراق" باعتباره ماركة مسجلة باسمه.

وعدد الهيئة القيادية هم ستة والذي خرج منهم واحد واسس الحكمة الوطني، ومن الطبيعي ان يكون الخمسة الاخرون هم الوريث الشرعي لممتلكات واموال المجلس الاعلى والفضائيات والاذاعات.

المذيع: على سبيل المثال، فضائية الفرات من هي الجهات التي تمولها؟

الضيف: فضائية الفرات لازالت تعمل ولم يطلعلنا احد اعضاء الهيئة القيادة عن كيفية تمويلها، هل تمول مباشرة من عمار الحكيم او من جهات اخرى، واحدى المشاكل التي بيننا وبين الاخوة في الحكمة هي اننا لا نعرف مصادر تمويل المجلس الاعلى، وكم بقيت ومن أين تأتي الاموال وكيف صرفت، والخ من الامور، هناك توجه طيب من قبل الاخوة في الحكمة بالمساعدة لحل هذه المشاكل.

المذيع: وماذا عن الكتلة النيابية للمواطن؟

الضيف: مجموع عدد كتلة المواطن 30، وعدد الذين بقوا معنا 6 واما الذين ذهبوا للحكمة 13، وكان لدي اجتماع اثنان منهم لم يحسموا امرهم بعد ومن المحتمل ان يعودوا، واذا وصل الرقم الى 16 فما فوق سنطالب عندها بالوزارات، او نخرج ونقول نحن لسنا جزء من الدولة، فيما يبقى الحكمة هو الجزء من الدولة.

المذيع: كم بلغ العدد حالياً؟

الضيف: حالياً تجاوز العدد 8 وهناك تواصل واستشارات كي يرتفع العدد.

المذيع: ماذا عن العلاقة مع باقي الكتل السياسية وكذلك النيابية مثلاً منظمة بدر كيف سيكون ذلك؟

الضيف: علاقاتنا الحالية كما كانت سابقاً من افضل العلاقات مع منظمة بدر.

المذيع: هل هناك امكانية لعودة كتلة بدر وانضمامه للمجلس الاعلى؟

الضيف: قد لايكون من المصلحة ان يندمج المجلس الاعلى مع كتلة بدر، حصلت انشقاقات سابقاً، ونجحت خطة الاخوة في بدر بتجاوز عددهم 23 نائبا، ونتمنى لهم التوفيق في ذلك، عملوا مع الحشد الشعبي وقدموا التضحيات، واتوقع ان يحصلوا على اصوات اكثر.

المذيع: عندما نتحدث عن الخارطة السياسية في العراق، وهذه الانشقاقات والافتراقات بالتأكيد لا يمكن غض الطرف عن موضوع الانتخابات البرلمانية المقبلة والتي ستكون محطة مهمة واختبار لكافة الكتل السياسية، انتم كمجلس اعلى وبعد انفصال عمار الحكيم، هل لديكم خطط لدخول المعترك الانتخابي، ما هي رؤيتكم وتوقعاتكم؟

الضيف: بلاشك نعمل ليل نهار وجدي لكل اعضاء الهيئة القيادية والكتل السياسية، وفي اعضاء كتلة المواطن، واخواننا في مجالس المحافظات، استقبلنا العديد منهم، هناك تطور كبير باتجاهنا باعتبار ان اغلبية الهيئة القيادية بقيت ضمن التسمية العريقة التي تأسست اواخر 1982، وهو المجلس الاعلى الاسلامي.

المذيع: هذا التشظي كيف سيكون انعكاسه على البيت الشيعي، يعني في السابق حصلت انشقاقات والافتراقات بين المجلس الاعلى ومنظمة بدر، لكن بالحصيلة خدمت البيت الشيعي وكل طرف من هذه الاطراف حصلت على كتلة نيابية موفقة، الان مع هذا الافتراق هل يمكن ان يكون خدمة للبيت الشيعي، مثلاً ان يحصل المجلس الاعلى على اصوات شريحة كبيرة من الشعب وكذلك كتلة الحكمة الوطني هل ترضي الجميع؟

الضيف: من المبكر الاجابة على هذا السؤال، لكني اقول والرؤية واضحة لدي ان الشهرين او ثلاثة اشهر القادمة ستبين ان المجلس الاعلى سيتطور وسيحصل على اصوات اكثر من الدورة السابقة، وهو عضو رئيسي في التحالف الوطني، اما الحكمة فيحتاج الى دورة قادمة حتى يقر قبوله ام لا في التحالف الوطني، واعتقد حسب توقعي فان الاخوة في الحكمة لا يرغبون الدخول في التحالف الوطني.

المذيع: وهل تتوقعون ان يذهبون بعيداً يعني ربما الى تحالفات مع المكون السني او الكردي ليشكلون تحالفاً يمثل الاغلبية؟

الضيف: حالياً ليس لدي اية معلومات، الى الان غير واضح الى أين سيتجه خط تيار الحكمة الوطني.

المذيع: اذاً لماذا تتصورون انهم سوف يخرجون من التحالف الوطني؟

الضيف: لانهم ليسوا اعضاء في التحالف الوطني، العضو في التحالف الوطني الحالي للتنظيمات السبعة هو المجلس الاعلى، هم انسلخوا من المجلس الاعلى وانشأوا شيئاً جديداً ولم يقدموا طلباً للانضمام للتحالف الوطني كي يدرس الموضوع.

المذيع: اسباب الانقسامات باتت واضحة من خلال التصريحات التي ادليتم بها، لكن بعد انتخاب الهيئة القيادية الجديدة ورئيس للمجلس الاعلى، كيف وجدتم الانطباع الايراني، هل جرى تشاور مع الايرانيين حول الرئاسة الجديدة، او هل هناك مباركة ايرانية؟

الضيف: رئاسة المجلس هي فقط تغيرت بعد ان انشق السيد عمار الحكيم باتجاه التنظيم الجديد الذي اسسه، ومن الطبيعي ايجاد احد مكانه وهناك شخصيات مهمة قد تنظم الى الهيئة القيادية لملأ الفراغ بعد انسحاب عادل عبد المهدي وسبقه هادي العامري، فبالنتيجة نحتاج الى انضمام اعضاء جدد للهيئة القيادة.

اما علاقتنا مع الجمهورية الاسلامية في ايران كانت ومازالت وستبقى علاقة استراتيجية بعيدة المدى، لان الخطر الحالي والقادم على المنطقة والعراق يقع ضمن اهداف هذه الهجمة الشرسة لداعش ومن ورائها ومولها وخطط لها وساعدها بالتسليح وآلاف الرجال الذين وصلوا من اوروبا بعنوان "المجاهدين" الى العراق وسوريا ليقاتلوا.

المذيع: هنا يأتي السؤال، خلال الفترة الاخيرة ما بين السنة او السنتين الماضيتين شهدنا بعض التحركات من قبل قيادة المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم باتجاه بعض الدول العربية من بينها المملكة العربية السعودية، وهذا حسب التحليلات كان موضع خلاف داخل المجلس الاعلى، الآن ومع هذه الرئاسة الجديدة والتغييرات في المجلس، كيف سيكون ملف العلاقات الخارجية للمجلس وخاصة مع الدول العربية وبالاخص مع السعودية؟

الضيف: نحن مع اي علاقة مع الدول الاسلامية والعربية فيها مصلحة العراق، لكننا لن نمد ايدينا لدول تلطخت ايديها بدماء العراقيين من خلال الدعم المالي والسلاح والرجال لداعش واخواتها، كجبهة النصرة وجيش الاسلام.. الخ من التنظيمات الارهابية التي صنفت في مجلس الامن بانها ارهابية.

المذيع: في الملف الامني، العراق مقبل وبعد تحرير الموصل على معركة مهمة وهي تحرير تلعفر وما تبقى من محافظة الانبار من الاحتلال الداعشي، كيف سيكون الوجود الاميركي في العراق بعد تحرير هذه المناطق، هل يتم مناقشة هذه الملفات حالياً؟

الضيف: سبق وان نبهنا خلال السنتين الماضيتين انه يجب ان نتحقق من الوجود الاميركي في المنطقة من خلال دعم الاكراد في سوريا، فالوجود الاميركي في العراق بدأ يأخذ منحى قواعد، تارة يأخذ منحى دعم وقصف وهذا نرحب به فنحن جزء من التحالف الدولي في محاربة داعش، وبلا شك هناك دعم دولي جيد من قبل اغلب دول العالم بما فيها الجمهورية الاسلامية، حتى لو لم هي تكن جزء من التحالف، غير انها قدمت شهداء كبار وضباط مستشارين في عملية تحرير الموصل، بل كانوا جزء من العملية من خلال استشاراتهم، كذلك قوات التحالف الدولي كان له دور في استخدام القصف الجوي والمدفعي، وهذا مرحب به، لكن انا شخصياً والشعب العراقي لا يرحب بوجود قواعد عسكرية اجنبية على الارض العراقية الا وفق السياقات القانونية، وهي موافقة مجلس الوزراء واعلان ذلك للشعب العراقي وكذلك موافقة ومصادقة ممثلي الشعب في مجلس النواب، وهذا لم يحصل لحد الان. وهناك ثلاثة الى خمسة قواعد اميركية في العراق، وعلى الاقل قاعدتين في سوريا.

هذا الوجود الاميركي يخيفي واشعر بالقلق على مستقبل العراق، وهذا يذكرني في اواخر الخمسينات من خلال العدوان الثلاثي على مصر والانزال الاميركي في لبنان، والانزال البريطاني في الاردن.. المنطقة مقبلة على مخاطر يجب ان نتهيأ لها، او ان تعي شعوب المنطقة العربية والاسلامية من الخطر القادم بتواجد هذه القوات التي تسعى للبقاء على شكل قواعد كما حصل في كوريا الجنوبية واليابان ودول جنوب آسيا، وحالياً في الدول العربية كما في قطر والسعودية هناك قواعد اميركية، لذلك مع ملاحظاتي على الرئيس المصري السابق حسني الذي يعتقد الى الان ان الانقلاب الذي حصل عليه هو بسبب رفضه تواجد الاميركيين وليس قواعد قرب البحر الاحمر.

المذيع: هل هناك مخاوف من ان تستخدم القواعد الاميركية في العراق للقيام بانقلاب عسكري؟

الضيف: صعب جداً وقوع ذلك، فالعراق عصي على الانقلابات منذ ثورة العشرين، وهناك سر هو ان الحشد الشعبي عمل من اليوم الاول منذ نكسة العاشر من حزيران بسقوط الموصل ومحافظات اربعة معها، على تحرير ديالى وعشرات القرى والنواحي حتى وصل العدد الى 176 قرية وناحية وقضاء ومركز محافظة حررت على يد الحشد بالتعاون مع بعض قطعات الجيش والشرطة الاتحادية.
وانا افتخر اني كنت مؤسس في عام 2005 و2006 عندما كنت وزيراً للداخلية للشرطة الاتحادية وتسميتها.

المذيع: موضوع كردستان والاستفتاء المزمع اجراؤه، بالتأكيد هناك علاقات استراتيجية وتاريخية بين المجلس الاعلى والكرد حتى قبل سقوط الموصل، تاريخ طويل من العلاقة المتينة، الان في ظل هذه المرحلة ما هي نصيحتكم للكل؟

الضيف: ان علاقة المجلس مع جميع مكونات الشعب العراقي هي استراتيجية ولا نفرق بين احد منهم مادام الوطن سالماً والعراق موحداً، ومن يحاول المساس بوحدته وتجزئته سنقف بوجهه مهما كان، على الارض او في وسائل الاعلام.

المذيع: حتى لو كان الحلفاء تاريخيين؟

الضيف: ليس لدينا حديث او صديق على حساب الوطن ووحدته، ولن نفرط بشبر واحد منه، سواء اكان احتلالاً تركياً كما هو حاصل في بعشيقة ونطالبها بالخروج، او كان الاعتداء داخل مكونات الشعب العراقي، بالانفصال والتجزئة ونعتبره خطاً أحمر يمس بوحدة العراق، وندعو الجميع للعمل لبناء ما دمرته داعش وما دمره سياسيو البلد بدلا من ذلك.

المذيع: عندما تتحدث عن استخدام كل الوسائل هل يمكن ان نتصور استخدام حتى الوسائل العسكرية؟

الضيف: كلامي كان واضحاً، على الارض من الممكن استخدام كل الوسائل لحماية العراق ووحدة اراضيه، ولن نتردد بالمطلق.
احد الاخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني قال نحن حررنا بعشقية وسنحتفظ بها، انا اتساءل هل ان الحشد الشعبي والعشائري في صلاح الدين او ديالى والموصل، عندما حرروا وقدموا نزيفاً من الدماء من ابناءنا واخواننا في الجنوب العراقي والوسط، لم نسمع تصريحاً منهم يقول سنحتفظ بالمناطق المحررة وهي بالمئات، بل قال هي مناطق عراقية لكل العراقيين ولن اخذ واحدة منها لسلامة وحدة العراق، لذلك انزعجت جداً من تصريح احد قياديي الحزب الديمقراطي، واطلقت تصريحي الخطير لهم بان الحشد والجيش والشرطة الاتحادية حرروا الموصل ورفعوا نداء قادمون يا نينوى، وبعد ذلك سنرفع قادمون يا بعشيقة ولن نسمح لاحد تركياً كان او عراقياً الاحتفاظ ببعشيقة منفرداً.

103-3