تل أبيب: "إسرائيل" فشلت فشلا مدويا في سوريا

تل أبيب:
الخميس ١٤ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٤:٣١ بتوقيت غرينتش

نقل أليكس فيشمان، مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) الاسرائيلية، عن مصادر أمنيّة وسياسيّة في تل أبيب قولها إنّ الكيان الإسرائيلي أخفق إخفاقًا كبيرًا وإستراتيجيًا في سوريّا، ولم يحقق أيًّا من مخططاته، علاوةً على ذلك، شدّدّت المصادر، على الفشل الإسرائيليّ الذريع في حشد الدول الـ”سُنيّة”، وانتهاز الفرصة لإقامة علاقات دبلوماسيّة معها، وفي مُقدّمتها السعوديّة، على حدّ تعبير المصادر.

العالم - مقالات وتحليلات

فيشمان، تابع قائلاً نقلاً عن المصادر نفسها، إنّ إهدار كيان الاحتلال الفرصة وإخفاقه التّام في سوريا له تداعيات أخطر على "إسرائيل" إذْ أكّدت المصادر أنّ الدول العربيّة، مثل الأردن، بدأت بالتودد لسوريا، وهذه الدولة التي تربطها اتفاقية سلامٍ مع كيان الاحتلال باتت قاب قوسين أوْ أدنى من فتح المعابر الحدوديّة مع سوريا، وإعادة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها.

ورأى المُحلل أنّه في السنوات الأخيرة، فُتحت الأبواب على مصراعيها أمام "إسرائيل" للتوصّل إلى تفاهمات مع الدول السُنيّة في المنطقة فيما يتعلّق بترسيخ "إسرائيل" في المنطقة مُستقبلاً، بما في ذلك التوصّل لاتفاقٍ لحلّ القضية الفلسطينيّة، ولكن، زاد المُحلل، فإنّ المُستوى السياسيّ في الكيان الاسرائيلي تلاعب مع السعوديين، وانتظر وقتًا طويلاً، وكان متأكّدًا من أنّ المُعجزة ستتحقق في سوريا، ولكن في المحصلّة العامّة، شدّدّ المُحلل على أن الرئيس الأسد لم يسقط، وأن إيران وحزب الله باتا قوييين، أمّا "إسرائيل" فقد سجلّت لنفسها إخفاق سياسيّ مُجلجلٍ، على حدّ تعبيره.

ولفت المُحلل، طبعًا بالاعتماد على مصادره إلى نقطةٍ في غاية الأهميّة، فقد أشار إلى أنّه كانت لإسرائيل إمكانية لا تُعوّض لبناء تحالفٍ مشتركٍ مع الدول السُنيّة في المنطقة فيما يتعلّق بمُستقبل الشرق الأوسط ومكانتها فيها، ولكن، على ما يبدو، فقدت الدرب، وتلاعبت مع السعوديّة ومع الأردن وقادت نفسها إلى الإخفاق السياسيّ الكبير، على حدّ تعبيره.

وشدّدّت المصادر عينها أيضًا على أنّ انتصار الأسد، بمُساعدةٍ من روسيا وإيران وحزب الله، وسيطرة إيران على معاقل "داعش" التي تمّ تحريرها من قبل الجيش السوريّ والحلفاء، دفعت الدول السنية إلى التفكير مُجددًا في علاقاتها مع دمشق، وأكبر مثال على ذلك هو قيام الأردن وبشكلٍ علنيٍّ بالحديث عن فتح المعابر مع سوريا، الأمر الذي يؤكّد لكلّ مَنْ في رأسه عينان، على أنّ هذا هو أحد العلاقات الفارقة للفشل الإسرائيليّ الكبير، وأيَضا للتحالف الأميركيّ، على حدّ قول المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.
 

وكشف المُحلل النقاب عن أنّ تحسين العلاقات مع سوريا لا يقتصر على الدول فقط، لافتًا في الوقت عينه إلى تصريحات رئيس الشاباك الإسرائيليّ، ندّاف أرغمان، بأنّ حركة حماس في قطاع غزّة تعمل وبخطىً حثيثةٍ على توثيق علاقاتها مع المحور الشيعيّ بقيادة إيران، مُوضحًا أنّ حماس تعمل على الانضمام إلى محور المنتصرين في الحرب على سوريا.

وخلُص المُحلل إلى القول وبالفم المليء إنّ إيران وحزب الله انتصرا، وأنّ "إسرائيل" فشلت فشلاً ذريعًا ومُدويًا وفقدت فسحة الإمكانيات لتوثيق علاقاتها مع الدول السُنيّة التي باتت تطرق أبواب دمشق، لتجديد العلاقات معها، بحسب تعبيره.

زهير أندراوس - رأي اليوم

2-4