معركة دير الزور بين الإعاقة والعبور

معركة دير الزور بين الإعاقة والعبور
الأربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٢:٥٣ بتوقيت غرينتش

وفي ظل حال من الانهيار دخل فيها مقاتلو "داعش "الارهابيون، استمرت وحدات الجيش بالاندفاع باتجاه الشمال الشرقي لتوسيع نطاق الممّر الواصل إلى الفوج 137، والسيطرة على البغيلية شمال غرب المدينة بهدف تأمين قاعدة ارتكاز نحو الشمال الغربي للسيطرة على الضفة الغربية للفرات.

العالم - سوريا

وربط القوات مع القوات المندفعة من اتجاه غانم علي بهدف السيطرة على معدان وهو ما حصل منذ يومين، إضافة إلى حوالى 1700 كلم مربع من الأراضي غرب مناطق سيطرة الجيش السوري بين عياش ومعدان ما يعني فتح الطريق بين حلب ودير الزور بشكل آمن.

الهدف الثاني لتحرير البغيلية كان تأمين نقطة عبور نحو الضفة الشرقية للفرات.

قد يبدو للبعض أن وتيرة المعركة في دير الزور قد أصبحت بطيئة ومُغايرة للوتيرة السريعة التي وصلت فيها وحدات الجيش السوري إلى الفوج 137، وهي النقطة التي تحقّقت فيها عملية الالتحام التي أسفرت عن كسْر الحصار الذي فرضته جماعة "داعش" الارهابيةعلى مناطق سيطرة الجيش السوري في المدينة ومواقع الفوج 137 وحامية المطار، الذي استطاع التنظيم الإرهابي بعد الغارة الأميركية الطويلة على جبل الثردة قطْع الاتصال بينها وعزلها عن بعضها من خلال التقدّم إلى جبل الثردة والسيطرة عليه، وإعاقة عمليات الهبوط والإقلاع من المطار العسكري في دير الزور، باستثناء عمليات الهبوط الاضطرارية التي كانت الحوامات السورية تنفّذها خلال الليل ، وهو إضافة إلى إنزال المساعدات عبر الإسقاط المظلّي ما ساعد بشكل كبير على صمود وحدات الجيش وحلفائه.

في الخامس من الشهر الحالي كنا أمام عملية التحام بين القوات المتقدّمة والقوات المُحاصرة ضمن ممّر ضيق، ولكنه كان كافياً لتثبيت نقاط ارتكاز للعمليات اللاحقة.

خلال خمسة أيام من فكّ الحصار وفي سياق عمليات متوازية كانت وحدات الجيش المتقدّمة على محور كباجب  - الشولا قد وصلت إلى نقطة البانوراما، بعد أن سبقتها بيوم واحد وحدات أخرى من الاندفاع نحو تلال الربيعة وشقّ ممّر إلى مطار دير الزور وإخراجه من الحصار مع أحياء طحطوح وهرابش.

وفي ظل حال من الانهيار دخل فيها مقاتلو "داعش "الارهابيين استمرت وحدات الجيش بالاندفاع باتجاه الشمال الشرقي لتوسيع نطاق الممّر الواصل إلى الفوج 137، والسيطرة على البغيلية شمال غرب المدينة بهدف تأمين قاعدة ارتكاز نحو الشمال الغربي للسيطرة على الضفة الغربية للفرات، وربط القوات مع القوات المندفعة من اتجاه غانم علي بهدف السيطرة على معدان وهو ما حصل منذ يومين، إضافة إلى حوالى 1700 كلم مربع من الأراضي غرب مناطق سيطرة الجيش بين عياش ومعدان ما يعني فتح الطريق بين حلب ودير الزور بشكل آمن.

الهدف الثاني لتحرير البغيلية كان تأمين نقطة عبور نحو الضفة الشرقية للفرات والالتفاف على أحياء دير الزور التي يسيطر عليها "داعش"الارهابية ، إلاّ أن هذا الهدف لم يتحقق بسبب اندفاعة سريعة لـ "قوات قسد" من منطقة حجيفات التي كانت تحت سيطرة هذه القوات شمال مدينة دير الزور ووصولها إلى المدينة الصناعية، ما بدا واضحاً أن الهدف من هذه الاندفاعة هو إعاقة عبور الجيش وتحقيق الاندفاع جنوباً على الضفة الشرقية للفرات.

هذه الإعاقة أجبرت الجيش السوري على تفعيل عملياته في المريعية وحويجة صكر وتأمين نقطة عبور ونصب جسور عائمة لعبور القوات، تمت إعاقتها مرّة أخرى من خلال زيادة منسوب المياه في النهر عبر فتح كوّات السد الذي تسيطر عليه "قوات قسد"، وهو ما يؤخّر عمليات الجيش التي تنتظر وصول جسورحديثة وصلت إلى قاعدة حميميم ولكنها لم تُنصب بعد.

تقدّم آخر لـ "قسد" باتجاه معمل كونيكو للغاز وحقل العزبة شكَل إعاقة مُضافة بوجه وحدات الجيش السوري، حيث يبدو واضحاً أن قوات "قسد" المدعومة من الأميركيين تذهب باتجاه واضح وهو منع الجيش السوري من تفعيل عملياته شرق الفرات، إضافة إلى السعي للسيطرة على مناطق نهر الخابور والضفتين الشرقية والغربية لهذا النهر.

بالنظر إلى خريطة تموضع القوى الحالية والسيطرة المُتسارعة لـ"قسد" وربطاً بما وزّعته وزارة الدفاع الروسية من صوَر تثبت تواجد قوات أميركية خاصّة في مواقع لـجماعة"داعش"الارهابية ، من المؤكّد أن عمليات التسلّم والتسليم بين جماعة "داعش" و "قسد " ستستمر لتشمل كامل منطقة مثلث النفط الواقع بين مدينة البوكمال شرقاً حتى مدينة دير الزور غرباً ، وصعوداً حتى مدينة الصوَر التي باتت " قسد " على مشارفها ، وهذا سيحقّق ل " قسد " مكاسب اقتصادية وعسكرية وسياسية ستستخدمها بالتأكيد في أية مفاوضات مقبلة إذا لم تذهب الأمور إلى صِدام مُحتمل بين الجيش السوري وهذه القوات.

عسكرياً: يحتاج اندفاع  وحدات الجيش السوري إلى قرار سياسي لا يرتبط فقط بعبور القوات بل يتجاوزه إلى دراسة إمكانية الصِدام مع "قسد" ونتائجها، علماً بأن الجيش السوري يمكنه إذا ما تمكّن من دفْع قواته بسرعة نحو الضفة الشرقية لنهر الخابور، بالتوازي مع تفعيل العمليات نحو الميادين من حميمة ومن مشارف المحطة الثانية باتجاه البوكمال ، مع استكمال دفْع القوات نحو الموحسن والبوليل من اتجاه دير الزور لبدء عملية عبور وسيطرة على منطقة التقاء نهر الفرات بالخابور عند بلدة البوسرايا التي تبعد حوالى 20 كلم عن نقاط سيطرة الجيش السوري الحالية، وهو السيناريو الأكثر احتمالية بما يرتبط بالعمليات اللاحقة، عِلماً بأن "قسد" لن تعبر إلى غرب الفرات أبداً وهو ما يعني الذهاب باتجاه رسم خطوط تماس بإشراف ودعم أميركي قد يشكّل أيّ خطأ ميداني بصددها ذهاباً إلى صِدام كبير يبدو أن الأميركيين والروس يتحكمان بمفاتيحه حتى اللحظة.

* عمر معربوني / سوريا الآن

104 - F