بالخرائط والأرقام.. كيف أصبحت سوريا بعد أكثر من 6 أعوام من الحرب؟

بالخرائط والأرقام.. كيف أصبحت سوريا بعد أكثر من 6 أعوام من الحرب؟
السبت ٠٢ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٥:٤٢ بتوقيت غرينتش

تغيّرت الأحوال في سوريا كثيرًا، التي اقتربت من دخول عامها السابع في حرب أودت بحياة نحو نصف مليون، واقتربت خسائرها المادية من ربع تريليون دولار.

العالم - سوريا

جغرافيًّا، أصبح الجيش السوري يسيطر على النسبة الأكبر من أراضي سوريا، بعدما تحوّلت نسبة كبيرة منها إلى رُكام.

الأسد يسيطر على أغلبية الجغرافيا السورية.. والأكراد ثانيًا

نشر ما يسمى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خريطةً جديدة، محدَّثة حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، تُظهر تباين مناطق السيطرة على الأراضي السورية، وتعكس الألوان المختلفة في الخريطة مناطق سيطرة أطراف الصراع.

فيعبر اللون الأحمر عن المناطق الخاضعة إلى سيطرة الجيش السوري وحلفائه، فيما يُعبر اللون الأصفر عن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ذات الغالبية الكردية، ويعبر اللون الأسود عن مناطق سيطرة تنظيم (داعش)، فيما يُعبر اللون الأخضر والأخضر القاتم عن مناطق سيطرة القاعدة و الفصائل المعارضة، بما فيها قوَّات درع الفرات التي تعد مزيجًا من قوات عسكرية تركية وحلفائها من المعارضة، المتمركزة شمالي سوريا على الحدود الجنوبية لتركيا.

من خلال نظرة سريعة على خريطة سوريا ، تستطيع أن تدرك بسهولة سيطرة الجيش السوري على النسبة الكبرى من الأراضي، يليه بعد ذلك سيطرة «قسد»، ثم الفصائل المعارضة، ثم «داعش» التي تآكلت مناطق سيطرته بشدة، وبالأخص بعدما فقد الرقة، قبل أسابيع، التي كان يعتبرها عاصمة الخلافة.

وبلغة رقمية أكثر تحديدًا، فقد تضخّمت المساحة التي يسيطر عليها الجيش السوري؛ حيث أصبح يسيطر على نحو 53.7% من جغرافيا سوريا، بمساحة تقترب من 100 ألف كيلومتر مربع.

فيما جاءت في المركز الثاني، «قسد» التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، وتعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية صديقها المفضل في الداخل السوري؛ وتسيطر على نحو 26.8% من الجغرافيا السورية، بمساحة تقترب من 50 ألف كيلومتر مربع.

وفي المركز الثالث، جاءت فصائل معارضة سورية، التي تسيطر على 13.7% من الجغرافيا السورية، بمساحة تزيد على 25 ألف كيلومتر مربع، وتتضمن تلك النسبة 1.2% تسيطر عليها فصائل «درع الفرات» التي تقودها تركيا.

أمَّا في المركز الرابع والأخير، فقد جاء تنظيم الدولة، ذلك التنظيم الذي كان يسيطر في منتصف 2015 على أكثر من نصف مساحة سوريا، أصبح يسيطر على 5.8% من جغرافية سوريا، بمساحة تبلغ 10 آلاف كيلومتر مربع، وتتضمن تلك النسبة، نسبة سيطرة جيش أطلق على نفسه اسم «خالد بن الوليد»، وهو مبايع لـ«تنظيم الدولة»، ويسيطر على 0.13% من الجغرافيا السورية.

وبذلك احتفظ كلٌّ من الأكراد، والفصائل المعارضة بمركزيهما الثاني والثالث لفترات طويلة، ولكن تبدَّل الحال كثيرًا بالنسبة للجيش السوري وتنظيم "داعش" اللذين تبادلا مراكزهما في السيطرة على الجغرافيا السورية، ليصبح الجيش السوري أولًا، و التنظيم أخيرًا.

226 مليار دولار خسرها الاقتصاد السوري بسبب الحرب

بالإضافة إلى الخسائر البشرية الضخمة التي لا تُقدَّر بثمن، خسر الاقتصاد السوري قرابة ربع تريليون دولار، إذ أفاد تقرير للبنك الدولي يعود إلى يوليو الماضي أن الاقتصاد السوري خسر 226 مليار دولار، وبحسب التقرير نفسه، فإنَّ 60% من السوريين يعيشون في فقرٍ مدقع بسبب الحرب، فيما يعيش 75% من السوريين بلا عمل، أو تدريب، أو دراسة.

ويفيد التقرير بأن أكثر من نصف مليون سوري يفقدون وظائفهم سنويًّا، في الفترة الممتدة من عام2010، وحتى عام 2015، كما تضرَّرت المباني في سوريا بما تضمنته من وحدات سكنية وطبية تضررًا كبيرًا. وبحسب التقرير فإن 27% من الوحدات السكينة في سوريا قد دُمرت تمامًا، أو تضررت جزئيًّا، فيما تضرر نحو نصف المنشآت الطبية في سوريا جزئيًّا.

وتوقَّع التقرير، إذا ما انتهى النزاع في العام الحالي، أن تتقلَّص الفجوة بين الناتج الإجمالي المحلي، ومستواه قبل اندلاع الحرب بنحو 41% في السنوات الأربعة المقبلة، ولكن الوضع سيسوء أكثر، وستزداد الخسائر السنوية إذا ما استمرَّت الحرب، ولفت تقرير البنك إلى أنَّ الحرب أدت إلى تقلص 80% من الاستثمارات في سوريا.

المصدر : شام تايمز 

109-1