في حوار خاص مع قناة العالم..

ما هي تحديات المنطقة ومن يزعزع الامن فيها؟ مسؤول إيراني يجيب..

الأحد ١٠ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

اكد جلال فيروزآبادي رئيس اللجنة العلمية لمؤتمر طهران الامني ان الهدف من اقامة هذا المؤتمر هو التطرق لأمن المنطقة بصورة علمية ونظرية، وتوحيد الرؤى على مستوى المسؤولين الكبار في ايران والمنطقة وخارجها، والذي من المقرر ان يعقد في العام الميلادي القادم.

العالم - ايران

وقال فيروزآبادي في حوار خاص مع قناة العالم عبر برنامج "من طهران": ان من التحديات الاقليمية المهمة التي تهدد امن المنطقة يتمثل في الارهاب والتطرف الديني، موضحاً انه على الرغم من هزيمة تنظيم داعش الوهابي عسكرياً في المنطقة، اما في البعد الفكري والايديولوجي لم يهزم.

زعزعة استقرار المنطقة

واضاف فيروزآبادي، اما التحدي التقليدي الموجود هو تدخل القوى الكبرى والخارجية في شؤون المنطقة من اجل تثبيت امنها واستقرارها هي لا دول المنطقة، مؤكداً ان القوى الكبرى ومن اجل تأمين مصالحها اقدمت على زعزعة الاستقرار في منطقة قارة آسيا وسعت الى حصول على ادارة الازمة والفوضى وزعزعة الاستقرار والامن كي تتمكن في نهاية الامر من تحقيق مصالحها.

 كما اشار فيروزآبادي الى تحد آخر من داخل المنطقة ويتمثل في وجود كيان الاحتلال الصهيوني، حيث كان هذا الكيان دوماً مصدراً لخلق التحديات والتهديدات الامنية في المنطقة.

وبين فيروزآبادي بان هناك تحد اخر يتمثل في الدول الضعيفة غير الفعالة، واعتبر بانه تحدي امني مهم، وقال: ان الدول التي لايمكنها ان تؤمن احتياجات شعوبها وتلبية مطالبها، وفشلت في ادارة ازماتها بشكل صحيح فسوف تتحول الى تحد مهم بالنسبة لهذه الدول، وقد تؤدي في نهاية المطاف الى تغيير في الجغرافيا السياسية للمنطقة وتقسيم بعض الدول وايضاً الى حصول ارباك في النظام الامني الاقليمية.

ايران لاعب مؤثر رئيسي في المنطقة

وشدد على ان ايران من احدى أهم الدول الاقليمية تأثيراً ولاعباً رئيسياً في المنطقة، مشيراً الى ان الموقع التي تتمتع به الجمهورية الاسلامية والاهمية التي تحظى بها المنطقة في الامن العالمي، كان الامل معقوداً على الدوام على ايران كونها دولة مؤثرة بان تقوم بتوجيه الدعوة لعقد مثل هذا المؤتمر الامني كي تعرض وجهات نظرها الخاصة بها في موضوع الامن العالمي ككل والامن الاقليمي وحتى القومي لها، اضافة الى ان تكون الجمهورية الاسلامية بمثابة جمعية ودائرة للحوارات والنقاشات الامنية الاقليمية والتي تؤمن بها ايران.

واكد المسؤول الايراني، ان النماذج الامنية التي كانت سائدة في المنطقة حتى اليوم اثبتت عدم فاعلية جدوها، والسبب الرئيس يعود الى ان هذه النماذج الامنية او حتى النظم الامنية صممت وتمت برمجتها خارج المنطقة ومن ثم اتوا بها لتطبيقها، في حين أمن المنطقة يعتبر من اختصاص دولها.

وتابع فيروزآباي قائلا: ان الجمهورية الاسلامية في ايران ترى ان الامن الاقليمي يجب ان يتشكل من داخل المنطقة، ومن اجل بلورة هذا الطرح يجب ان تتحد الرؤى بين دول المنطقة سواء على مستوى الجامعات العلمية او على المستوى التنفيذي، بان تجتمع هذه الدول في مثل هذه الدائرة وتبدأ بالتشاور وتبادل الافكار.

نجاح النموذج الامني الايراني في العراق

واشار رئيس اللجنة الامنية لمؤتمر طهران الامني الى ان احدى النماذج الناجحة لتوفير الامن في المنطقة هو مشاركة الشعوب في هذا الامر كما حدث في العراق عندما طبق النموذج الامني في ايران لتوفير الامن في ذلك البلد لمواجهة الجماعات الارهابية وعلى رأسها داعش، من خلال تعبئة عامة في اطار الحشد الشعبي وكيف يمكن لهذه التشكيلات ان تساعد في بسط الامن في العراق والذي اصبح انموذجاً ممتازاً لبسط الامن القومي، مشيراً الى انه لو كان العراق قد استند فقط على القوات المسلحة والامنية التقليدية لما كان بامكانه ان يحقق اهدافه.

ورأى ان امن المنطقة يستوجب حضور ومشاركة الشعوب التي بامكانها تقديم المساعدة في موضوع توفير الامن الاقليمي اضافة الى الاكتفاء الذاتي والاعتماد على الذات وعلى الامن الاقليمي.

وحول نماذج الامن الاقليمي الحالية في المنطقة، اعتبر فيروزآبادي ان جميع النماذج الموجودة في منطقة غرب قارة آسيا هي نماذج مقتسبة ومستوردة من الخارج، وفي حقيقة الامر كان الاساس منها ان يحضر الاخرون ويزعمون بانهم جاؤوا لاستباب الامن، في حين ان وجهات النظر الايرانية تقول ان افضل انموذجاً للامن هو الامن المستند الى الداخل وعلى قدرات دول المنطقة وعدم السماح للدول من خارج المنطقة بالتدخل في شؤون امنها.

103-114