رئيس الحكومة السورية يستعد لإحداث تغيير ثان على فريقه الوزاري

رئيس الحكومة السورية يستعد لإحداث تغيير ثان على فريقه الوزاري
الثلاثاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٧:٢٤ بتوقيت غرينتش

يستعد المهندس عماد خميس رئيس الحكومة لإحداث تغيير ثان على فريقه الحكومي بينما لا تزال في جعبته الكثير من الخطوات التي ينوي القيام بها محاولا أن يكون دور حكومته في قيامة البلد من الحرب حقيقيا ومؤسسا للمرحلة القادمة.

العالم- سوريا

ومن أجل ذلك لم يشأ مرّة ترك ملف فتحه ولا تأجيل قضية للغد إلا بعد جدولتها على قائمة مواعيد التنفيذ وما أطول تلك القائمة لدرجة تعتقد أنّ هناك حاجة للعشرات للقيام بمهمة المتابعة بشكل يومي .

طبعا في مجلس الوزراء هناك فريق مهم للغاية يقوم بالمتابعة وجميع عناصره من الكفاءات الحقيقية التي يعول عليها ربما لمناصب إدارية في مرحلة لاحقة .

وكما يقولون إذا كان فريق المتابعة في رئاسة الحكومة جيدا فإنّ المتابعات على ما يرام في الوزارات والجهات العامة .

تبدو الحكومة بحاجة لتطعيم فعلا .. خاصة و أنّ تقييما قد جرى لعمل مختلف الوزارات ونعتقد كما يتم تداوله . بل كما يمكن استناجه أنّ التغييرات ستكون مهمة .

وثمة جرعة أمل كافية لتوقع ما هو مهم وجوهري في التغيير المرتقب وبما يمكن أن يلامس حاجة رئيس الحكومة لمواجهة عشرات الملفات التي تصدى لمعالجتها للغاية , وبالتالي هناك حاجة لفريق أقوى لمعالجة عشرات الملفات التي يتم التصدى لها بجرأة .. وتصل أحيانا الى درجة المغامرة في المجهول في بعضها ؟؟

بالأمس أجرى رئيس الحكومة متابعة بنفسه لإنجازات فرق العمل المكلفة بمتابعة ما تم إقراه والتوجيه به في المحافظات التي زارها مراراً من اللاذقية الى حمص وحماه ومدن ريف دمشق وطرطوس وحلب التي يستعد لزيارة ثانية لها

ويبدو أنّ مسامع عماد خميس لم تعد تتقبل إلا الحديث عن خطوات تنفيذية وعن نسب انجاز .. طالما أن لديه الشجاعة في كل مرة على اتخاذ قرارات سريعة بمعالجة أي خلل أو مصاعب تعترض العمل هنا وهناك .. ولعل لسان حاله يقول ألا يكفي أنّ الموارد والامكانيات قليلة .حتى لا يتم استثمار ما هو متوفربالشكل الأمثل و الأقصى .

يظهر واضحا أنّ رئيس الحكومة يحاول ترتيب وضع المحافظات الآمنة بالقدر الكافي مما تحتاجه من خدمات ومشاريع .. والأهم هو قيادة عملية ترويج للاستثمار في هذه المحافظات وحتى المحافظات المحررة للتو مستفيدا من فرصة ظروف الخليج و لبنان . بل مستفيدا من الفرصة الروسية التي يفضل وصفها بالحليفة وبالتالي يؤمن بأنّه يتوجب قيادة الامور مع هذه الفرص بكثير من المرونة والاندفاع وعدم اضاعتها وتمييعها كما كان يحصل دائما في السابق .

رغم أنّ الحرب لم تضع أوزارها بعد فإن رئيس الحكومة يعتقد وبثقة أنّ سورية هي بلد الفرص الاستثمارية القادم . بل ذهب للقول أنّها المكان الأفضل لأموال السوريين مستشهدا بسلوك مئات الآلاف من المغتربين في الخليج لادخار أموالهم في سورية . ولذلك بدأ يتجهز فعلا لتأمين قنوات ادخار حقيقية لهذه الاموال بدءا من شهادات الايداع الى سوق الاسهم الذي ترتفع مؤشراته بشكل لافت الى رفع اسعار الفائدة و الاهم تأمين أرضية جيدة للاستثمار الفردي والجماعي عبر العمل على خلق كيانات اقتصاية لانعتقد أننا سننتظر طويلا لنراها على شكل قابضات بأموال محلية وخارجية .

ترتيب وضع المحافظات الآمنة واطلاق عملية التنمية فيها سيمكن الحكومة لاحقا من السيطرة على قيادة أوضاع المحافظات المنكوبة من الحرب بشكل أفضل وأسلس ولعل دير الزور كانت مثالا واضحا على ذلك حيث لم يكن هناك أي صعوبة أمام الحكومة في إعادة الخدمات وتوفير السلع فيها خلال وقت قصير استعدادا للبدء بعملية النهوض بها وحيث من المقرر أن يزورها وفد حكومي كبير قريبا أيضاً .

واجه رئيس الحكومة أكثر من مرة اتهامات في مجلس الشعب واتحاد العمال بأنّ حكومته تعمل بلا خطة عمل وبلا رؤية ..

ولكن حتى الآن يثبت المهندس خميس أنّه يحسن نسج الخيوط جيدا ويؤمن ربطها ضمن عُقد تشكل عند كل التقاء نقطة تحول حقيقية في العمل الحكومي .

والفكر الذي يعمل به المهندس خميس ” التنفيذي والمتابع بامتياز والراغب بالمعرفة الدائمة ” يجعل يجعل منه رجلاً راغباً ومصرا على ترك بصمة حقيقية تؤسس للمستقبل فهو دائما يردد دعونا نصنع ما يستطيع من يأتي بعدنا إكماله لا إلغاءه ..

ولعله في ذلك يضع يده فعلا على “جرح الوقت ” الذي هدر بالمجان على الكثير من المشاريع والملفات التي أهملت ولم تستكمل بل جُمدت بلا أي مسؤولية ودون أي محاسبة . وهو ما يعمل يوميا على نبشه واستكماله لا الغاءه متحديا صعوبات تبدو أحيانا صعوبات بحجم الحرب نفسها وما حملته من حصار و دمار وتخريب .

تقف حكومة المهندس عماد خميس على أعتاب مرحلة جديدة مصيرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. مرحلة تحتاج المزيد من بذل الوقت والجهد والعمل .. فهل تحمل التغييرات ما يلبي هذه المرحلة .. قد تبدو الفرصة مواتية خاصة وأنّ التغييرات ستكون أبعد من مجرد تعديل حكومي ؟.

113

تصنيف :