كيف ستتعامل سوريا مع قواعد الاحتلال الأميركي؟

كيف ستتعامل سوريا مع قواعد الاحتلال الأميركي؟
السبت ٠٣ فبراير ٢٠١٨ - ٠٥:٢٢ بتوقيت غرينتش

شهر ونصف يفصلنا عن إكمال العام السابع للحرب على سورية، فما الذي يمكن حدوثه في العام الثامن بعيداً عن التكهنات وتوقعات المنجمين، والواقع الموجود على الأرض ينبأ بقرب زوال أغلب المنظمات والمجموعات الإرهابية.

العالم - مقالات

لكن .. الخطر الأكبر هو كيفية طرد الغزاة والمحتلين من الأراضي التي احتلوها. والمعروف عن السوريين قديماً وحتى أوائل القرن الماضي .. رفضهم المطلق للاحتلال، ودليل كلامنا هذا مئات الآلاف .. من الشهداء خلال سبع سنوات دموية من الدفاع عن تراب وحدود سورية.

محاور الحرب تداخلت وتشابكت، حلفاء سورية روسيا وإيران أوجدوا استراتيجية صعبة في معادلات الميدان، أما الغزاة .. أميركا والاحتلال (الإسرائيلي) فالمشهد بات أكثر تعقيداً، ولا يمكن أن نجهل الدور التركي – القطري من جهة .. والسعودي من جهة أخرى.

وسوف نفرد في شرحنا هذا الخطر الأكبر وأين يتواجد على الأراضي السورية، ونكمل فيما بعد.

قواعد الاحتلال الأميركي:

أولاً : 3 قواعد عسكرية في محافظة الحسكة.
ثانياً : 3 قواعد عسكرية في محافظة الرقة.
ثالثاً : 6 قواعد عسكرية في ريف حلب الشمالي الشرقي.
رابعاً : قاعدة عسكرية في التنف بأقصى ريف حمص الشرقي.

أخطر القواعد الأمريكية على الإطلاق في سورية هما (التنف) و (الطبقة)، فالأولى تعزل الحدود العراقية السورية، وتشكل قاعدة البغدادي في الأنبار العراقية عمقاً استراتيجياً لهذه القاعدة، يتواجد فيها مئات الجنود الأمريكان والحديث أيضاً عن وجود جنود بريطانيين وفرنسيين، بنى فيها الغزاة مهبطاً للطائرات المروحية، وزودت بعشرات المدافع والبطاريات، يحاول المحتلون حماية محيطها من القوات السورية وحلفائها بعمق 50 كم مربع، قام الأمريكي أيضاً بسحب مئات العناصر المنهزمة مما تبقى من عصابة (داعش) الإرهابية، وأعاد تشكيلها تحت مسمى (جيش سورية الجديد).

أما القاعدة الخطيرة الأخرى .. وهي التي انشأها المحتل بالتعاون مع ميليشيا (قسد) قبل أن يمنعها من الدخول إليها، وهي قاعدة الطبقة .. حيث استغل وجود مطار الطبقة العسكري فيها وقام ببناء جدار عازل بعمق 13 كم مربع، ويشاهد بين يوم وآخر طائرات النقل الأميركية وهي تهبط مع ما تنقله من معدات عسكرية إلى هذه المنطقة الحيوية بالنفط والغاز وقربها من أهم سدود سورية المائية.

وزير الحرب الأميركي وعدد من كبار جيش الاحتلال رفضوا مراراً وتكراراً الكشف عن الأعداد الحقيقية لجنود الاحتلال قبل أن يؤكد في الولايات المتحدة الحديث عن وجود خمسة آلاف جندي أميركي موزعين على القواعد الثلاث عشرة، وهذا التواجد الغير شرعي والتأكيد السوري والروسي والإيراني على ضرورة إنهائه يقابله تعنت أمريكي بالبقاء والتوسع فكيف سيكون التعامل؟.

لأشهر طويلة يحاول بعض ممن كلفوا بالحرب النفسية والدعائية ضد السوريين طرح تساؤلات مشروعة مبطنة بسم دفين، لماذا لا تسقط سورية وروسيا الطائرات الأمريكية، ولماذا لا ندخل بمواجهة مع المحتل الأمريكي، ولماذا لم نتجه إلى الرقة حتى هذه اللحظة، ولماذا لم نستخدم الـ (S400) ضد المحتل الأمريكي و(الإسرائيلي)؟.

هذه الأسئلة جميعها مشروعة ومحقة .. لكن هناك غايات عدة من طرحها، والأهم الآن .. هو تحصين المناطق المحررة وإنهاء تواجد المجموعات الإرهابية، وهذا الكلام لا يعني بأن سورية ستتنازل عن شبر واحد من أراضيها، والخطط يتم وضعها منذ فترة ليست بالقريبة عن كيفية طرد المحتل الأمريكي وإغلاق قواعده .. رغم كذبه لثلاث مرات خلال محادثات سرية مع الروس لإخلاء منطقة التنف من جنوده، إلا أننا نذكر جيداً بمصير جنود المارينز في لبنان ومالقوه في ثمانينيات الحرب، وما وجده المحتل الأمريكي أيضاً في العراق خلال 8 سنوات من الغزو، فهل سنقاوم؟.

نعم .. لنترك الحسابات العسكرية لأهلها، لكن ألا يجب أن يُدعم الجيش العربي السوري بمقاومة من أهالي المناطق التي يتواجد فيها الاحتلال الأمريكي، البعض يسأل ربما .. وماذا بإمكانهم أن يفعلوا؟ وللإجابة عليه .. علينا أن نوضح لماذا يحاول الأمريكي دوماً أن يفرغ المناطق التي يتواجد فيها من الأهالي .. الطبقة مثلاً .. أغلب المتواجدين فيها ليسوا من أهلها.. لأنه يدرك جيداً بأن جنوده لن يرحلوا بطائرات الميغ أو السوخوي .. أو بدبابات الـT-90 أو حتى بصواريخ الكاليبر المجنحة، فأكثر ما يخيفه حرب الشوارع والمقاومة الوطنية الشعبية التي وفق مصادر، قد اتمت جزءاً كبيراً من مرحلة استعدادها للبدء بطرد الغزاة من الأرض السورية، فلا معنى لانتصار حلب أو حمص .. أو حتى إدلب قريباً إن شاء الله .. وجزء من الرقة والحسكة محتل أمريكياً .. وسنكمل إن شاء الله الخوض في تفاصيل التعامل مع المحتل الأمريكي خلال أقرب وقت من بدء تلك المقاومة .. وللحديث تتمة.

المصدر : سوريا الان

109-1