رئيس حكومة إيطاليا الجديد خبير قانوني

رئيس حكومة إيطاليا الجديد خبير قانوني
الجمعة ٠١ يونيو ٢٠١٨ - ٠١:٠٥ بتوقيت غرينتش

فيما تؤدي حكومة إيطاليا الجديدة بقيادة جيوسيبي كونتي اليمين عصر اليوم، وتسعى لنيل الثقة بعد ذلك، يتساءل الإيطاليون ما إذا كان هذا المحامي المغمور سياسيا قادرا على إدارة البلاد؟.

العالم - اوروبا

فكونتي محام في العقد السادس من عمره، درس القانون في إيطاليا، ولديه عشرات المؤلفات العلمية في مجال الفقه، عُرف عنه عدم اهتمامه بالسياسة، لكن القدر لعب دوره ووضعه تحت الأنظار إلى أن تم تكليفه، بتشكيل حكومة إيطالية جديدة خلفا لباولو جينتلوني.

ومع أنه محام ناجح وقانوني بارع، إلا أن مخاوف أثيرت بشأن قدرات كونتي السياسية، إذ تعتبره الطبقة السياسية في البلاد ذا خبرة سياسية ضئيلة لا تؤهله للنهوض بحالة التعثر الاقتصادي التي تشهدها إيطاليا، حيث لم يشغل من قبل أي منصب حكومي.

رئيس وزراء إيطاليا شخص متزن وجاد، لكن لا صلة له بالحياة الحزبية أو "البراتيجيانيرا" كما يحلو للإيطاليين تسميتها. في مسيرته -الجامعية في الغالب- لم يحتك مع زعماء الأحزاب، ولا حتى مع القيادات الحزبية المحلية لقضاء هذه المصلحة أو تلك، وهي أمور معروفة ومعمول بها في بلاد البيتزا. ولعل هذه ربما أولى خصاله أمام رأي عام إيطالي سئم من تغليب الوساطات والعلاقات الحزبية الضيقة في قضاء المصالح حتى في أدنى مستويات اتخاذ القرار.

ويأمل البعض أن يوظف في منصبه الجديد مهاراته وخبرته التكنوقراطية التي راكمها عندما تولى عدة مناصب منها عضو بكلية المحكمين الماليين الإيطالية وعضو مجلس القضاء الإداري، وعضو "اللجنة العلمية لمؤسسة التوثيق الإيطالية". ويشهد له الجميع بأنه خبير قانوني من مستوى رفيع.

يحمل كونتي إجازات وشهادات جامعية دولية عدة، بدأ عام 1992 بجامعة يال الأمريكية، ثم انتقل لمعهد الثقافة الدولية في فيينا، ثم السوربون في فرنسا، إلى كامبريدج فجامعة نيويورك. وهو على الأقل متمكن من اللغات الأوروبية عكس القيادات المتوسطة لحركة "خمس نجوم" الذين يجدون صعوبة في التحدث باللغات الأجنبية.. وباللغة الإيطالية أيضا.

ولد رئيس الحكومة الإيطالية الجديد، عام 1964 في قرية فولتارا أبولا، في المنطقة الجنوبية من بوليا، وهي منطقة ريفية، حصل على درجة في القانون من جامعة "لا سابينزا" في روما 1988، وفي عام 2000 حصل على درجة أستاذ مشارك في القانون الخاص، وفي عام 2002 حصل على درجة أستاذ عادي في القانون الخاص، وعلى الرغم من أنه يعمل في العاصمة روما "حيث يملك شركة محاماة كبيرة"، فإنه يتردد باستمرار على مقاطعة فوجيا، جنوبي إيطاليا، بحسب صحيفة "كوريرى ديلا سيرا" الإيطالية.

والمفارقة أن كونتي الذي بدأ حياته يساريا، أصبح في الآونة الأخيرة قريبا من حركة "خمس نجوم" الإيطالية اليمينية المتطرفة، ورئيسها لويجي دي مايو، حيث يتفقان في العديد من المواقف السياسية، فكلاهما ينتقد بشدة توجهات الاتحاد الأوروبي المالية والسياسية وما يتعلق باستخدامات اليورو.

ميوله السياسية يسارية كما أكد ذلك مرارا، وقد أعجب بحركة "خمس نجوم"، وتحديدا زعيمها لويجي دي مايو الذي أقحمه في بداية الأمر ضمن لائحة ترشيحاته الوزارية في منصب "مسؤول الإدارة العمومية". ولعل ترقيته السريعة من منصب وزير لمنصب وزير أول يظهر فقر النخب التي تدير هذه الحركة الهجينة التي تم تأسيسها قبل 9 سنوات فقط.

وفي وقت سابق، أخبر كونتي وسائل الإعلام الإيطالية أنه تعود التصويت لصالح الأحزاب اليسارية قبل أن يغير وجهته السياسية، مضيفا: "أعتقد أن إيديولوجيات القرن العشرين لم تعد مناسبة في يومنا هذا".

وحول حياته الخاصة، أكدت تقارير إعلامية أنه طلق زوجته الوحيدة، وله منها ابن يبلغ من العمر 10 سنوات، ولا حديث في الأفق عن شريك عمر جديد. قصير القامة حسب ما يظهر في صوره مع زعيم الحركة لويجي دي مايو الذي لا يتجاوز طوله مترا و68 سنتيمترا. ومعروف عن كونتي أنه لاعب كرة قدم سابق، لكنه توقف عن اللعب بسبب الإصابة، وفريقه المفضل هو روما.   

مشكلة كونتي ليس في عدم خبرته السياسية وحسب، بل وفي احتمال سعي زعيمي حركة "خمس نجوم" وحزب "الرابطة" اللذان رشحاه لرئاسة الوزراء لتقييد حركته وضمان أن يلتزم حرفيا بما اتفق عليه الزعيمان في "البرنامج الحكومي". لذلك سيكون دوره كما يبدو تنفيذ البرنامج مما سيجعله رئيس وزراء ذا "سيادة منقوصة".

206