تزامن جولة نتنياهو مع اجتماع مجلس حكام الوكالة

زمن "الحظر والمنع النووي معا" قد ولّى

زمن
الثلاثاء ٠٥ يونيو ٢٠١٨ - ٠٨:٤٣ بتوقيت غرينتش

أكد قائد الثورة الاسلامية يوم أمس أنه لامجال نهائيا لقبول الحظر وايقاف الصناعات النووية في آن معا، وهذا معناه ان المهلة الزمنية امام اوروبا لتحقيق شروط ايران ضيقة جدا.

بعد خروج اميركا من الاتفاق النووي قبل شهر، أعلنت ايران انها ستبقى في الاتفاق اذا تحققت 6 شروط. ومن ضمن هذه الشروط كان ان يسعى الاوروبيون الى تخفيف اثار العقوبات الاميركية وعدم الحديث عن القدرات الصاروخية الايرانية أو التواجد الايراني في المنطقة.

يبدو أنه من خلال المشاورات واللقاءات التي جرت بين الاوروبيين والايرانيين الاسابيع القليلة الماضية والمواقف التي اعلنها الاوروبيون حول انسحاب اميركا من الاتفاق فإن الرد الاوروبي على اميركا لم يكن بالمستوى المطلوب، حتى ان الاوربيين ظهروا على المستوى الرسمي وكأنهم لايريدون مواجهة أميركا بشكل مباشر وصريح. ومن ضمن هذه المواقف كلام ماكرون الصريح عن ان فرنسا ليست حاضرة للدخول في حرب تجارية مع اميركا لأجل ايران، كذلك اعلان اغلب الدول الاوروبية عن تطبيق قوانين صارمة على الشركات الاوروبية الخاصة بالنسبة للعمل في ايران.

هذه الاحداث تزامنت مع تأكيد یوکیا آمانو مرة جديدة يوم أمس (الاثنين 4/6/2018) خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة، التزام ايران الكامل بالاتفاق النووي وقوله ان الوكالة ليس لديها اي قلق حول تطبيق ايران للاتفاق النووي، وإنّ طهران طبقت جميع التزاماتها، وهذا تأكيد جديد على ان الادعاءات التي خرج دونالد ترامب بناء عليها من الاتفاق لا أساس لها وليست سوى حجة للتكسب ولم يكن العرض المسرحي المضحك الذي قدمه نتنياهو ووثائقه المزورة سوى تسويغا للخروج الاميركي من الاتفاق وكسرها للعهود والمواثيق الدولية.

ايضا سفر نتنياهو الى اوروبا تزامن مع اجتماع مجلس حكام الوكالة النووية وبهدف اقناع الاوروبيين بالخروج من الاتفاق النووي، حقيقة الامر ان رئيس وزراء الكيان الصهيوني لا يخاف من وصول ايران الى السلاح النووي وليس حتى مقتنعا بأن ايران تسعى للحصول على السلاح النووي، اصل القضية هو ان "اسرائيل" تخشى حضور الجمهورية الاسلامية المقتدر في المنطقة وتخشى استفادة ايران من القدرات الصاروخية.
الحقيقة ان الجمهورية الاسلامية نقلت حدود الدفاع عن الاسلام والمسلمين الى اقرب نقطة من الكيان الصهيوني، ووضعت المقاومين على حدود الكيان وقوتهم ودعمتهم، اضافة الى ان القدرات الصاروخية الايرانية هي على مستوى يسمح لها بإنهاء وجود هذا الكيان، وعلى هذا الاساس فمن الطبيعي ان تكون تحركات نتنياهو الواسعة في اوروبا لأجل الحد من هذه القوة والقدرة التي تمتلكها ايران. بالطبع فإن نتنياهو يضع في اولوياته السعي الى التحشيد الغربي ضد ايران وجعلها منزوية.

"اسرائیل" تعلم تماما ان ايران في الظروف الحالية قادرة على ان تقوم بما لم يقم به 400 مليون شخص مقابل 5 ملايين خلال 70 عاما ــ او بالاصح لم يريدو القيام به ــ بكل سهولة، لذا فهي تسعى جاهدة الى تعميق الخلافات بين دول المنطقة.

على ما يبدو فإن مدى نجاح جولة نتنياهو لم يعد مهما بعد كلام السيد قائد الثورة الاسلامية يوم أمس، ذلك لأنه بناء على تصريحات القائد فإن ايران ستبدأ من اليوم تهيئة الاستعدادات اللازمة لانتاج 190 الف وحدة فصل لتخصيب اليورانيوم ضمن اطار الاتفاق النووي، وهذا يعني ان على اوروبا ان تجد بأسرع وقت طرقا عملية للافلات من العقوبات الاميركية الجديدة، واما ان تعود الجمهورية الاسلامية الى مسارها السابق في الاستفادة من التكنولوجيا السلمية للطاقة النووية، وتودع "المنع" الذي يؤخر التقدم النووي الايراني.
هنا لابد من الاشارة الى ان اول المتضررين من هذا هم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الاميركية.

*أبو رضا صالح